يعتقد النجم الهولندي السابق جيمي فلويد هاسلبانك، أن محمد صلاح يعيش حالة من الإحباط وسط معاناة ليفربول هذا الموسم، مشيرا إلى أن النجم المصري يمر بفترة تراجع واضحة في المستوى ولم يعد كما كان “الرجل الأول” في الفريق.
صلاح، الذي أحرز هدفه الأول منذ أكثر من شهر في الخسارة أمام برينتفورد، سجل أربعة أهداف فقط في 13 مباراة هذا الموسم، وهي حصيلة بعيدة تماما عن مستواه في الفترة نفسها من الموسم الماضي، الذي سجل فيه 34 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة في 52 مباراة.
هذه الأرقام كانت كافية لتمنح ليفربول لقب الدوري في الموسم الأول للمدرب آرني سلوت، إضافة إلى تجديد عقد صلاح كمكافأة على عطائه الكبير.
لكن موسم 2025-2026 شهد تراجعا واضحا في أداء “الريدز”، الذين خسروا أربع مباريات متتالية في الدوري، وبدوا في حالة من الضياع التكتيكي رغم الإنفاق الكبير في سوق الانتقالات الصيفية.
كما تلقى ليفربول ضربة جديدة، بمغادرة كأس الرابطة الإنجليزية مبكرا، وذلك بعد الخسارة أمس على أرضه أمام كريستال بالاس (0-3).
“صلاح لم يعد النجم الأوحد”
وقال هاسلبانك في تحليله عبر قناة “سكاي سبورتس”: “سلوت ما زال يبحث عن التشكيلة المثالية له. الفريق يمر بمرحلة إعادة بناء بعد تغييرات كبيرة. فان دايك لا يعيش أفضل فتراته، وكوناتي يقاتل لكنه غير مستقر، وكيركيز لم يتأقلم بعد، وبرادلي شاب صغير لا يمكن أن يُطلب منه قيادة الفريق”.
وأضاف مهاجم تشيلسي السابق: “في وسط الملعب هناك اعتماد على صانع ألعاب حقيقي (رقم 10)، ما يعني أن طريقة اللعب يجب أن تتغير. هناك الكثير من الأمور غير الصحيحة في ليفربول حاليًا”.
وتابع قائلا: “صلاح يبدو متذمرًا بعض الشيء، أولا لأنه لا يقدم الأداء المطلوب، وثانيًا لأنه لم يعد النجم الأوحد في الفريق. اللاعبون الجدد مثل هوجو إكيتيكي جاءوا ليأخذوا دورًا أكبر، وأصبحوا يبحثون عن فرصهم بأنفسهم.”
وأوضح: “في الماضي، عندما يكون صلاح في وضع يسمح له بالاستلام، يحصل على الكرة من الجميع، لكن إكيتيكي الآن يسعى لصنع الفارق بنفسه. هذا طبيعي بالنسبة للاعبين الجدد، فهم يريدون إثبات جدارتهم وإظهار أنهم يستحقون اللعب لليفربول”.
وختم هاسلبانك حديثه بالقول: “الوضع الحالي لا يبدو مريحًا في ليفربول، والمنظومة كلها بحاجة إلى إعادة توازن. سلوت أمام تحدٍّ كبير لإعادة الانسجام، لكنه حتى الآن لم يجد الوصفة المناسبة.”
Getty Images
اهتمام سعودي
ورغم الصعوبات الحالية، ما يزال صلاح محور اهتمام في عالم كرة القدم، خصوصًا من الدوري السعودي للمحترفين، حيث كشفت تقارير أن اللاعب يملك عرضا مفتوحًا بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني سنويًا للانتقال في أي وقت يريده.
صلاح، الذي يبلغ من العمر 33 عامًا، يمتد عقده مع ليفربول حتى العام 2027، ومن المتوقع أن تكون موسم 2026/2027 هو الأخير له مع الفريق. وعندها، سيبقى الباب مفتوحًا أمامه للانتقال إلى السعودية في صفقة قد تكون الأضخم في تاريخ اللاعبين العرب.
وفي ظل هذه التوقعات، تشير التقارير إلى أن إدارة ليفربول بدأت بالفعل رحلة البحث عن خليفة للنجم المصري. وأحد أبرز الأسماء المطروحة هو الإنجليزي أنتوني جوردون جناح نيوكاسل يونايتد.
وترى إدارة النادي في جوردون خيارًا مناسبًا نظرًا لقدرته على اللعب في أكثر من مركز في الخط الهجومي، وهي السمة التي لطالما ميّزت هجوم ليفربول في عهد يورجن كلوب سابقا، ثم سلوت حاليًا.
الريدز يمتلك لاعبين يتمتعون بتعدد الأدوار الهجومية مثل كودي جاكبو وهوجو إكيتيكي، إضافة إلى صلاح نفسه، وجوردون ينسجم مع هذه الفلسفة التكتيكية القائمة على المرونة والسرعة في التحول.
وكان جوردون هدفا سابقًا لليفربول، ولا يزال يحظى بتقدير كبير لدى فريق الكشافة بالنادي. ومع تطوره الملحوظ في المواسم الأخيرة مع نيوكاسل، يرى البعض أنه قد يكون الخليفة المثالي لصلاح عندما يرحل عن “أنفيلد”.
يذكر أن صلاح لم يشارك في المباراة الأخيرة لفريقه ليفربول، والتي خسرها مساء الأربعاء بقسوة على يد كريستال بالاس بثلاثية نظيفة، ليودع منافسات كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
رقم روني
وكان صلاح قد تعرض لهجوم شرس من محللي كرة القدم الإنجليزية أمثال جيمي كاراجر وبول سكولز، ما دفعه إلى إزالة وصف لاعب ليفربول من حسابه على منصة “إكس”.
ورغم انخفاض مستواه، إلا أن صلاح ما يزال بإمكانه تحطيم الأرقام القياسية، وبات على بعد مساهمة واحدة فقط من معادلة رقم واين روني التاريخي في الدوري الإنجليزي الممتاز، الخاص بعدد المساهمات التهديفية (أهداف + تمريرات حاسمة) للاعب واحد مع ناد واحد.
ومنذ انضمامه إلى ليفربول عام 2017، قدّم صلاح 275 مساهمة تهديفية في الدوري الإنجليزي بقميص “الريدز”، منها 187 هدفًا و88 تمريرة حاسمة.
بذلك، أصبح على بُعد خطوة واحدة فقط من رقم روني البالغ 276 مساهمة (183 هدفًا و93 تمريرة حاسمة) التي حققها خلال مسيرته مع مانشستر يونايتد.