إذا كانت الثورة الفرنسية قد بدأت تدق أجراسها عام 1789، فإنها قد وصلت إلى الدوري السعودي للمحترفين بعد نحو 236 عامًا، وتحديدًا في صيف 2025.
يمكن القول إن العطور الفرنسية فاحت في الدوري السعودي خلال الصيف الحالي، بعد أن اتجهت العديد من الأندية إلى المدرسة الأكثر انتشارًا في عالم كرة القدم، لتبدأ منها مشروعها الجديد.
بداية اتحادية
لا يمكن نسيان أن الاتحاد هو من بدأ تلك الثورة، بشكل جزئي في صيف 2023، عندما ضم الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي من ريال مدريد وتشيلسي على الترتيب.
لكن البداية الحقيقية كانت في الموسم الماضي، عندما انضم إليهم موسى ديابي من أستون فيلا، والجزائري الذي مثل منتخبات فرنسا للشباب حسام عوار من روما، بالإضافة إلى الاستعانة بالمدرب الفرنسي لوران بلان.
هذه التجربة الفرنسية لم تكن لتتفشى بين أندية الدوري السعودي، لولا نجاحها الباهر، من خلال الفوز بالثنائية المحلية لأول مرة في تاريخ الاتحاد بعهد الاحتراف.
النجاح كان بالنكهة الفرنسية تحديدًا، فلوران بلان حصل على جائزة أفضل مدرب في الدوري السعودي، وبنزيما أفضل لاعب وأكثر من أسهم بالأهداف بالتساوي مع سالم الدوسري، وديابي ثاني أكثر من صنع أهدافًا بعد قائد الهلال.
حتى كانتي الذي لم يحصل على جوائز ملموسة كان صاحب تأثير كبير في وسط الملعب، ليس فقط على المستوى الدفاعي، ولكن أيضًا هجوميًا ومن خلال تسجيل الأهداف.
نسخة نيوم
نجاح تجربة الاتحاد حفز نادي نيوم، الصاعد حديثًا لدوري روشن السعودي للمحترفين، لاستنساخ تلك الخطة، بنفس العوامل والأدوات مع اختلاف الأسماء.
نيوم استعان بمدرب فرنسي سبق له أن تُوج بلقب “الليج 1” أكثر من مرة، مثل لوران بلان، وهو كريستوف جالتييه الذي يتميز بأنه فاز به مع فريقين مختلفين.
كما بنى نيوم عموده الفقري في الملعب من العناصر الفرنسية، بدءًا من المدافع ناثان زيزي القادم من نانت، والذي تدرج في الفئات السنية لمنتخب “الديوك”.
نفس الأمر ينطبق على صانع الألعاب سيمون بوابري، الوافد من موناكو، والذي تدرج هو الآخر في فئات منتخب فرنسا للشباب.
وصولًا إلى مهاجم دولي خبير، سبق له أن تُوج بلقب هداف الدوري الفرنسي، وخاض تجربة مميزة مع فريق خارج فرنسا، تمامًا كنموذج بنزيما، وهو ألكسندر لاكازيت الوافد من ليون.
ريمونتادا فرنسية
نيوم لم يكن الوحيد الذي سار على خطى الاتحاد، حيث سارت العديد من الأندية على هذا الدرب، وهو ما انعكس على الزيادة الكبيرة في استقطابات اللاعبين الفرنسيين.
وبينما ضمت أندية الدوري السعودي 5 لاعبين فرنسيين فقط في الميركاتو الصيفي لعام 2024، زاد هذا العدد إلى 14 لاعبًا خلال صيف 2025، بزيادة تقترب من 3 أضعاف.
هذا العدد الضخم يجعل اللاعبين الفرنسيين في صدارة أكثر الجنسيات التي تم ضمها في الميركاتو الصيفي الحالي، بفارق 6 لاعبين عن المركز الثاني المتمثل في الجنسية البرازيلية.
في الواقع، كان الوضع معكوسًا في صيف 2024، فبينما انضم 5 لاعبين فقط من فرنسا، كان هناك 9 لاعبين برازيليين ينضمون إلى أندية الدوري السعودي.
اللعب مع الكبار
التجربة الفرنسية لم تُلهم نيوم فقط، ولكن ألهمت أيضًا جميع الأندية الكبرى في الدوري السعودي، باستثناء الاتحاد صاحب الريادة.
الهلال على سبيل المثال ضم لاعبين فرنسيين، وهما الظهير ثيو هيرنانديز من ميلان، وحارس المرمى ماتيو باتويليت من ليون.
الأهلي أيضًا انتهج نفس الطريق، حيث ضم لاعب الوسط إنزو ميلوت من شتوتجارت، بالإضافة للاعب الوسط الآخر فالنتين أتانجانا من ستاد ريمس.
في المقابل، اكتفى النصر بضم الجناح كينجسلي كومان من بايرن ميونخ، كما ضم الشباب لاعب الوسط ياسين عدلي من ميلان.
التعاون ضم الثنائي رومان فيفر من بورنموث وأنجيلو فولجيني من من لانس على سبيل الإعارة، فيما ضم الرياض الجناح تيدي أوكو من لوزيرن السويسري.
أما النجمة فتعاقد مع الفرنسي من أصول جزائرية بلال بوطوبة من هاتاي سبور التركي، بينما ضم الحزم لاعب الوسط لورنتيز روزييه في صفقة انتقال حر.
وفيما يلي تشكيلة نجوم فرنسا في الدوري السعودي
حراسة المرمى: ماتيو باتويليت (الهلال)
خط الدفاع: محمد سيماكان (النصر) – ناثان زيزي (نيوم) – ثيو هيرنانديز (الهلال)
خط الوسط: نجولو كانتي (الاتحاد) – ياسين عدلي (الشباب) – إنزو ميلوت (الأهلي)
خط الهجوم: كينجسلي كومان (النصر) – كريم بنزيما (الاتحاد) – ألكسندر لاكازيت (نيوم) – موسى ديابي (الاتحاد)