هل تعيش الكرة الإنجليزية فراغا بعد اعتزال هاري كين؟

BySayed

نوفمبر 14, 2025


يرى المهاجم الإنجليزي السابق إيميل هيسكي، أنه من الصعب تحديد من سيكون المهاجم الصريح المقبل لمنتخب إنجلترا، في ظل تراجع دور “رقم 9 التقليدي” في كرة القدم الحديثة خلال السنوات الأخيرة.

وضمت قائمة توماس توخيل مدرب المنتخب الإنجليزي، المكونة من 25 لاعبا لمباراتي تصفيات كأس العالم أمام صربيا وألبانيا مهاجما صريحا واحدا فقط هو هاري كين، نجم بايرن ميونيخ، ما يعكس اعتماد المنتخب الكبير على قائد “الأسود الثلاثة” البالغ من العمر 32 عاما.

ورغم أن بعض الخيارات البديلة غابت بسبب الإصابات أو قرارات الراحة، فإن الأمر كشف عن عمق المشكلة التي تواجهها إنجلترا في مركز رأس الحربة.

وأبدى هيسكي، الذي خاض 62 مباراة دولية بين عامي 1999 و2010 ودافع عن ألوان ليفربول وليستر سيتي، مخاوفه من هذه الأزمة.

هيسكي: منتخب إنجلترا فقط حلقة من سلسلة المهاجمين

قال هيسكي، في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “كنا محظوظين في الماضي لأننا كنا نعرف دائما من أين سيأتي المهاجم التالي للمنتخب، كانت هناك سلسلة واضحة من النجوم تتوارث المركز جيلاً بعد جيل”.

وأضاف: “بعد آلان شيرر أتيت أنا، ثم جاء واين روني من بعدي، لكن اليوم لا نعرف إلى أين ننظر. لقد اعتدنا أن نملك تلك السلسلة المستمرة من المهاجمين، لكننا الآن نعاني لإيجاد الحلقة التالية فيها”.

وتشير الإحصائيات إلى أن ثمانية مهاجمين إنجليز فقط شاركوا في الدوري الممتاز هذا الموسم، من بينهم لاعب تشيلسي البالغ 22 عاما ليام ديلاب، وهو الوحيد تحت سن السادسة والعشرين.

أما بقية المهاجمين الإنجليز في البريميرليج فينتمون إلى الفئة العمرية الأكبر، ما يوضح الفجوة في إنتاج المهاجمين الشباب القادرين على حمل راية المنتخب في المستقبل.

وكان أولي واتكينز، مهاجم أستون فيلا، قد لعب دور البديل المثالي لهاري كين خلال بطولة يورو 2024، وسجل هدفا حاسما في نصف النهائي قاد إنجلترا إلى المباراة النهائية، إلا أنه تم منحه راحة في المعسكر الحالي بسبب مشكلة بدنية.

روني: التأثير ليس أن تكون مثل صلاح.. بل  كهالاند أو مبابي

يرى زميل هيسكي السابق في المنتخب واين روني، الذي كان يوما ما رأس الحربة الأول لإنجلترا، أن الوقت قد حان لمنح كين استراحة طويلة عن المشاركات الدولية، قائلا في تصريحات للشبكة ذاتها: “اللاعبون اليوم يخوضون عددا كبيرا من المباريات، ولدينا فرصة الآن لإراحة كين. لا داعي لرؤيته مع المنتخب مجددا حتى كأس العالم، نحن نعرف تماما ما يستطيع فعله”.

ويتفق كل من روني وهيسكي على أن تراجع عدد المهاجمين الصريحين لا يقتصر على إنجلترا فقط، بل هو انعكاس للتحول التكتيكي في كرة القدم الحديثة حول العالم.

وأفاد روني: “الأمر لا يتعلق بإنجلترا فقط، بل أصبح الاتجاه السائد عالميا. الأندية والمدربون لا يريدون اللعب بمهاجم صريح في الوقت الحالي، لأن أساليب اللعب تغيرت”.

وأشار أسطورة مانشستر يونايتد: “اليوم الجميع يريد أن يكون مثل محمد صلاح أو ليونيل ميسي. المهاجمون الحاليون لا يلمسون الكرة كثيرا، وإن أرادوا التأثير فعليهم أن يكونوا حاسمين مثل إيرلينج هالاند أو كيليان مبابي”.

حتى هاري كين نفسه، بحسب روني، لم يعد المهاجم التقليدي الذي يلتصق بمنطقة الجزاء، وقال الأخير: “حتى كين ليس رقم 9 حقيقيا بالمعنى الكلاسيكي، فهو يحب العودة للخلف وصناعة اللعب أكثر من مجرد إنهاء الفرص”.

هيسكي، الذي يعمل حاليا كمحلل كروي ومدرب للفئات العمرية، يعيش تلك التحولات من منظور شخصي أيضاً، خاصة أن اثنين من أبنائه، ريجان وجايدن، يلعبان في مركز الهجوم وظهرا مع الفريق الأول لمانشستر سيتي في كأس الرابطة الإنجليزية خلال سبتمبر/ أيلول الماضي.

ويتحدث هيسكي عن الاختلاف الجذري بين متطلبات المهاجمين في جيله والجيل الحالي قائلا: “عندما كنا نلعب، كان على المهاجم أن يكون جزءا أساسيا من كل هجمة. عليك أن تلاحق الكرات الطويلة إلى الأطراف، أن تفوز بالالتحامات الهوائية، أن تقوم بالتمريرات الرأسية لزملائك”.

وأردف: “اليوم أصبح الوضع مختلفا. لاعبو خط الوسط المتقدمون (الرقمان 8) يقومون بدور أكبر في بناء اللعب، والأجنحة باتت أوسع وأخطر، ولم يعد المهاجم مضطرا للتورط كثيرا في كل لقطة كما كنا نفعل”.

واختتم هيسكي حديثه بتأكيد أن كرة القدم الإنجليزية تحتاج إلى إعادة التفكير في كيفية تطوير المهاجمين الصرحاء في الأكاديميات، قائلا: “إذا أردنا أن نحافظ على هوية الكرة الإنجليزية، يجب أن نعيد الاعتبار للمهاجم التقليدي. لا يمكن أن نعتمد على هاري كين إلى الأبد، وسيأتي اليوم الذي نحتاج فيه بديلا جاهزا على أعلى مستوى”.

ويبدو أن هذا النداء يجد صداه لدى كثير من المحللين الذين يرون أن نظام تطوير المواهب في إنجلترا يركز أكثر على صناع اللعب والأجنحة، في حين يتراجع الاهتمام بتخريج المهاجمين المتخصصين، وهو ما قد يضع المنتخب أمام أزمة حقيقية في السنوات المقبلة.



المصدر – كوورة

By Sayed