أثبتت مباراة ديربي الغضب التي جمعت إنتر بضيفه ميلان، مساء أمس الأحد، تراجع وضعف أداء السويسري يان سومير حارس النيراتزوري.
سومير واصل تقديم عروضه الباهتة في الفترة الأخيرة والمستمرة منذ الموسم الماضي، وظهر مداها بشكل أكبر في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، التي خسرها إنتر بنتيجة عريضة (5-0) ضد باريس سان جيرمان الفرنسي.
أخطاء فادحة
هذا الموسم كان سومير عنصرا أساسيا في معاناة الإنتر، فرغم الانتقادات التي طالت لاعبي الفريق إلا أن الحارس جاء في المقدمة، بعدما أصبح عبئا على الفريق، غير قادر على انتشاله من اللحظات الصعبة مثلما يفعل أي حارس.
الفرق الكبرى دائما ما تتمتع بوجود حارس كبير قادر على صد بعض الكرات المؤثرة في حال التشتت الدفاعي، فأمام ميلان، سيطر النيراتزوري طولا وعرضا على المباراة وكان الأخطر والمبادر بالهجوم، وسنحت له فرصتين في القائم وركلة جزاء ضائعة، وكان تسجيلهما كفيل بخروجه منتصرا.
لكن في اللحظة التي تشتت فيها ذهن المدافعين، نجح ميلان من أول كرة على المرمى في أن يسجل هدفا حسم به المباراة وخطف الثلاث نقاط، وهذا يكشف حجم المعاناة التي يعيشها الفريق مع حارس مثل سومير.
سومير تصدى برعونة شديدة لتصويبة ضعيفة من ساليمايكيرس، وردها أمام مرماه ليتمكن كريستيان بوليسيتش من إسكانها الشباك بكل سهولة.
وبالنظر للوراء وتحديدا إلى 13 سبتمبر/أيلول في بداية الموسم، رحل إنتر لمواجهة يوفنتوس على ملعبه بأليانز ستاديوم بالجولة الرابعة، وسيطر إنتر تماما حتى أنه كان في طريقه لتحقيق الفوز الثمين، لكن سومير رفض ذلك، فلم يقم بأي تصد خلال المباراة، بينما كانت ردة فعله على تسديدات لاعبي الخصم بطيئة جدا.
فتلقى أهدافا سهلة ومن بينها الهدف الرابع القاتل لليوفي، فسدد أدزيتش كرة من مسافة بعيدة، وكانت ردة فعل سومير بطيئة ما تسبب في تسجيل الهدف وتحقيق فوز غال ليوفنتوس، وحينها حصل الحارس السويسري على أسوأ تقييم بين لاعبي الفريقين (3.7).
وتلقى سومير حينها انتقادات كبيرة من الصحافة الإيطالية في اليوم التالي، ما دفع مدربه كيفو للخروج والدفاع عنه والتأكيد على أنه الحارس الأساسي للفريق رغم أنه كلف الفريق الثلاث نقاط، وقال: “لن أُعرّضه لوابل من الحجارة؛ نحن فريق واحد، ونحن معه”.
وأمام نابولي في الجولة الثامنة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدا أن إنتر يلعب بعشرة لاعبين فقط دون حارس مرمى، فتلقى 3 تسديدات بين الخشبات الثلاث، سكنت جميعها مرماه ليخرج إنتر مهزوما 3-1.
واستمرت المعاناة أمام ميلان بتصد غريب لكرة ضعيفة من خارج المنطقة، تسبب بها في تسجيل هدف بأسهل طريقة ممكنة ليفوز ميلان بالديربي، وتستمر معاناة إنتر في المباريات الكبيرة بسبب ضعف أداء سومير.
Getty Images
معاندة كيفو
دائما بعد كل كارثة يرتكبها سومير ويضيع نقاطا سهلة على فريقه، يخرج كيفو للدفاع عنه.
ولا يدافع كيفو عن سومير وحده بل عن كل لاعبي فريقه، فدائما ما يوضح المدرب أنه لا يمكنه إلقاء اللوم على لاعب بعينه وأنه لا يمكنه مهاجمتهم في العلن وأنه لن يفعل ذلك أبدا، مثلما صرح أيضا بعد الخسارة أمام ميلان، أمس.
لكن كيفو بعد مباراة يوفنتوس، اعتمد على سومير كي لا ينهي على معنويات حارسه وأشركه أمام أياكس، لكنه بعد ذلك مباشرة اعتمد على الحارس الثاني جوسيب مارتينيز ضد ساسولو وكالياري على التوالي.
ومع ذلك ورغم تألق مارتينيز، إلا أن كيفو أعاد سومير لعرين الإنتر وبشكل مستمر، ليواصل عناده الذي يكلف إنتر الكثير والكثير.
تألق ماينان
أثبت ماينان أهمية حارس المرمى في لعبة كرة القدم، فأمام إنتر، تلقى ميلان العديد من الفرص ولولا وجود الحارس الفرنسي بالروسونيري، لخرج النيراتزوري منتصرا بثلاثية على أٌقل تقدير.
تصدى ماينان لرأسية تورام بعد 4 دقائق فقط من بداية اللقاء، في كرة كانت ستلعب دورا بارزا في تحويل دفة اللقاء صوب الإنتر، بينما أنقذ تسديدة لاوتارو التي ضربت القائم.
وكانت اللحظة الأبرز هي تصديه لركلة جزاء تشالهانوجلو ببراعة، حيث بدا واثقا من قدراته بعدما مارس ألاعيبه الذهنية في مواجهة النجم التركي الذي يمتلك سلسلة ممتازة من أهدافه من علامة الجزاء.
فوجود حارس مميز قادر على انتشال الفريق من لحظاته الصعبة، أمر أدى في النهاية لانتصار ميلان حتى لو لم يكن الفريق هو الأفضل مثلما حدث في الديربي، ليؤكد أن الحارس ليس أقل أهمية من اللاعبين العشرة الأخرين وهو مما يفتقده إنتر بشدة.