يستعد فريق الهلال لمواجهة نظيره الاتفاق مساء السبت، على ملعب “إيجو” بمدينة الدمام، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي للمحترفين، في مواجهة تترقبها الجماهير نظراً لثقل الفريقين وطبيعة التحدي التاريخي بينهما.
ويدخل الهلال المباراة وعينه على مواصلة سلسلة الانتصارات بعد بداية متذبذبة لموسمه الحالي، جعلته يحتل المركز السادس في جدول الترتيب برصيد 8 نقاط، جمعها من فوزين وتعادلين دون أي خسارة، وكان آخرها أمام الأهلي في قمة الجولة الرابعة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.
الفريق الأزرق بقيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي يأمل في تقديم أداء أكثر اتزانًا في الجانبين الدفاعي والهجومي، وتعويض النقاط التي فقدها في الجولات الماضية، خصوصًا أن فارق النقاط بينه وبين المتصدرين لا يزال بسيطًا.
وفي المقابل، يدخل الاتفاق اللقاء بطموحات كبيرة تحت قيادة مدربه الوطني سعد الشهري، بعد فوزه المثير في الجولة الماضية على ضمك بثلاثية مقابل هدف، ليرفع رصيده إلى 7 نقاط وضعته في المركز العاشر. ويأمل الفريق الشرقي يأمل أن يواصل انتفاضته ويحقق فوزه الثاني تواليًا، للاقتراب من مراكز المقدمة، خاصة وأن اللقاء يُقام على أرضه وبين جماهيره.
عقدة الـ7 أعوام.. هل تنكسر في الدمام؟
يحلم الاتفاق بكسر عقدة الهلال التي استمرت سبعة أعوام كاملة، إذ لم يعرف طعم الفوز على الأزرق منذ مارس 2018، وهي المدة التي شهدت تفوقًا مطلقًا للهلال على مستوى المواجهات المباشرة بين الفريقين.
وبحسب إحصاءات موقع “ترانسفير ماركت“، لم يحقق الاتفاق أي انتصار في آخر 14 مباراة أمام الهلال في دوري المحترفين، حيث تعادل مرتين فقط، مقابل 12 هزيمة ثقيلة.
وعلى مستوى التاريخ الكلي للمواجهات بين الفريقين في دوري المحترفين، يملك الهلال أفضلية كاسحة، إذ تقابلا 30 مرة، فاز الهلال في 21 مواجهة، مقابل انتصارين فقط للاتفاق، بينما انتهت 7 مباريات بالتعادل.
كما ترجح الأرقام كفة الهلال هجوميًا بشكل واضح، إذ سجل لاعبوه 62 هدفًا في شباك الاتفاق، مقابل 24 هدفًا فقط لفارس الدهناء.
عودة الثقة في الاتفاق.. واستعادة القوة الهجومية
بعد خسارة موجعة أمام التعاون برباعية، نجح الاتفاق في استعادة توازنه سريعًا بفوز مهم على ضمك بثلاثية، أظهر خلالها الفريق شخصية قوية في الهجوم بفضل تحركات المغربي يونس بلهندة، وحيوية الجناح الشاب عبد الله الخطيب.
كما استعاد الفريق خدمات نجمه الفرنسي موسى ديمبيلي بعد تعافيه من الإصابة، حيث شارك مؤخرًا في المباراة التجريبية أمام العيون، وسجل هدفين من الأهداف الأربعة التي أحرزها الفريق.
عودة ديمبيلي من شأنها أن تمنح سعد الشهري خيارات هجومية أكثر تنوعًا أمام دفاع الهلال، خصوصًا مع دعم الجناحين في المرتدات السريعة.
الهلال.. بحث عن الكمال قبل قمة الاتحاد
في الجهة المقابلة، يدخل الهلال المباراة متسلحًا بتوازن هجومي واضح، بقيادة الثلاثي الأجنبي نيفيز وسافيتش وثيو هيرنانديز، الذي بات أحد أبرز مفاجآت الموسم الحالي بتسجيله 4 أهداف في 6 مباريات فقط منذ انضمامه للفريق.
ويُنتظر أن يجري إنزاجي تغييرات على تشكيلته الأساسية بعد عودة الدوليين من معسكر المنتخب، خصوصًا في ظل تعرض بعض العناصر للإصابات، وعلى رأسهم النجم الدولي سالم الدوسري، المتوج قبل أيام بجائزة أفضل لاعب في آسيا 2025.
الهلال يتطلع للوصول إلى حالة مثالية من الأداء قبل القمة المرتقبة أمام الاتحاد في الجولة المقبلة، إذ يرى إنزاجي أن مواجهة الاتفاق تمثل اختبارًا تكتيكيًا مهمًا للفريق بعد فترات من عدم الثبات في المستوى.
غياب مؤثر.. الدوسري خارج الحسابات
تلقى الجهاز الفني للهلال ضربة موجعة بعد تأكد غياب سالم الدوسري عن مواجهة الاتفاق بسبب الإصابة التي يعاني منها منذ مباراة الأهلي الأخيرة.
ويشكل غيابه ثغرة هجومية واضحة للفريق، إذ يعتمد إنزاجي عليه بشكل أساسي منذ توليه القيادة الفنية في يونيو الماضي.
وخاض الدوسري 9 مباريات مع الهلال تحت قيادة المدرب الإيطالي، سجل خلالها هدفًا واحدًا وصنع 3 أهداف، ولم يغب سوى عن ثلاث مواجهات فقط، جميعها بسبب الإصابة.
وجاءت إصابة “التورنيدو” في توقيت حساس، إذ حرمت اللاعب من الظهور الأول بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2025 خلال حفل أقيم مؤخرًا في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، لتكون الفرصة مؤجلة للاحتفال داخل الملعب.
وقد تمتد فترة غيابه لتشمل أيضًا مواجهة الهلال المقبلة أمام السد القطري يوم الثلاثاء في دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث سيخضع لاختبار طبي جديد لتحديد مدى جاهزيته.
ما بين التاريخ والطموح
رغم تفوق الهلال التاريخي، فإن الاتفاق يدخل المواجهة بروح جديدة وشغف متجدد لكسر عقدة السنوات السبع، خاصة في ظل الدعم الجماهيري الكبير المتوقع في ملعب “إيجو”.
أما الهلال، فسيخوض اللقاء مدركًا أن أي تعثر جديد سيُعقد حساباته في المنافسة على صراع الصدارة، في وقت يسعى فيه الفريق لتأكيد جاهزيته قبل مواجهة الاتحاد والسد تباعًا في أسبوعين حاسمين.