اقترب نادي تشيلسي من حسم صفقة المهاجم الشاب ليام ديلاب من إبسويتش تاون مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، بعد تفعيل شرط الإفراج في عقده عقب هبوط فريقه إلى الدرجة الأولى.
يأتي هذا الانتقال وسط تحديات كبيرة تواجه المهاجم البالغ من العمر 22 عامًا، حيث يُنظر إليه كمرشح لكسر ما يُعرف بـ”لعنة رقم 9″ التي أثقلت كاهل العديد من المهاجمين في ستامفورد بريدج على مدار عقدين.
لعنة رقم 9.. تاريخ من الإخفاقات
على مدى 22 عامًا، أنفق تشيلسي ما يقرب من 550 مليون جنيه إسترليني على المهاجمين، لكن قلة قليلة منهم نجحوا في ترك بصمة.
بدأت هذه “اللعنة” مع أدريان موتو عام 2003، الذي سجل 6 أهداف فقط قبل إنهاء عقده بسبب فضيحة، تبعه نجوم مثل هيرنان كريسبو، أندري شيفشينكو، فرناندو توريس، ألفارو موراتا، وروميلو لوكاكو، الذي كلف النادي 117.5 مليون جنيه إسترليني في فترتين، لكنه سجل 8 أهداف فقط في 36 مباراة بالدوري.
هذا التاريخ جعل القميص رقم 9 رمزًا للضغط والفشل، حيث وصفه المدرب السابق توماس توخيل بأنه “ملعون”.
ليام ديلاب.. الأمل الجديد
ليام ديلاب، الذي تألق بتسجيل 12 هدفًا في 32 مباراة مع إبسويتش بالدوري الإنجليزي الممتاز، يُعتبر موهبة واعدة. رغم هبوط فريقه، أظهر قدرات استثنائية في الحركة، الربط بين الخطوط، والسرعة في استغلال المساحات.
ساهم ديلاب بإنشاء 21 فرصة تهديفية لزملائه، مما يبرز قدرته على تقديم أكثر من مجرد التسجيل.
يرى المحلل داني ميرفي أن ديلاب يمتلك كل المقومات ليكون خليفة هاري كين في منتخب إنجلترا، مشيدًا بتنوع مهاراته وغياب نقاط ضعف واضحة.
لماذا اختار تشيلسي؟
اختيار ديلاب لتشيلسي على منافسين مثل مانشستر يونايتد ونيوكاسل جاء لعدة أسباب.
أولًا، تأهل تشيلسي لدوري أبطال أوروبا، وهو ما شكل عامل جذب رئيسي.
ثانيًا، وجود لاعبين سابقين من أكاديمية مانشستر سيتي مثل كول بالمر، روميو لافيا، وتوسين أدارابيو، إلى جانب المدرب إنزو ماريسكا الذي عمل مع ديلاب سابقًا، جعل تشيلسي وجهة مألوفة.
كما أن أسلوب لعب الفريق، الذي يعتمد على الشباب والطموح، يناسب طموحات ديلاب.
التحديات أمام ديلاب
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة، يواجه ديلاب تحديات جمة، حيث يُتوقع من المهاجمين تسجيل أكثر من 20 هدفًا في موسم واحد، ما يشكل عائقًا كبيرًا للاعب لم يتجاوز بعد 12 هدفًا في موسم واحد مع إبسويتش تاون.
مقارنة بنجوم مثل إيرلينج هالاند، نجم مانشستر سيتي الذي يسجل بمعدل أعلى بكثير، يحتاج ديلاب إلى إثبات قدرته على تحمل هذا الضغط.
كما أن المنافسة الداخلية مع نيكولاس جاكسون، الذي سجل 10 أهداف في موسم 2024/25، تضع ديلاب أمام تحدي الحصول على مكان أساسي في التشكيلة.
إضافة إلى ذلك، التاريخ المليء بالإخفاقات للمهاجمين السابقين مثل روميلو لوكاكو وألفارو موراتا يضع عبئًا نفسيًا إضافيًا، حيث يُنظر إلى القميص رقم 9 على أنه “ملعون”. التأقلم مع أسلوب لعب تشيلسي، الذي يعتمد على التمريرات السريعة واللعب الجماعي تحت قيادة إنزو ماريسكا، سيتطلب من ديلاب تطوير مهاراته في الربط بين الخطوط بشكل أكبر.
أخيرًا، المشاركة في منافسات كبرى مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرته على التألق تحت الأضواء، خاصة أنه لم يختبر هذا المستوى من الضغط سابقًا مع إبسويتش.