هندرسون: تعرضت لانفصال عاطفي.. وتجنبت متابعة ليفربول عقب الرحيل

BySayed

أكتوبر 8, 2025


شبَّه النجم الإنجليزي جوردان هندرسون، لاعب برينتفورد، رحيله عن ليفربول بـ”انفصال عاطفي”، مؤكداً أنه مرّ بـ”لحظات صعبة” منذ اتخاذه قرار الانتقال إلى الدوري السعودي.

تعرّض اللاعب البالغ من العمر 35 عاماً  لانتقادات واسعة في عام 2023 بعدما قرر قائد ليفربول السابق خوض تجربة جديدة مع نادي الاتفاق السعودي.

وفي الصيف الماضي، عاد لاعب الوسط إلى الدوري الإنجليزي من بوابة برينتفورد، معترفاً بأنه “عانى لفترة” بعد نهاية ارتباطه التاريخي مع ليفربول الذي استمر 12 عاماً.

وقال هندرسون، في تصريحات أبرزتها شبكة “espn”: “شعرت وكأنها علاقة انتهت، كان الأمر صعباً للغاية. أعتقد أن معظم اللاعبين الذين يغادرون نادياً ارتبطوا به طويلاً يواجهون نفس الشعور، سواء اعتزلوا أو انتقلوا، إنها فترة صعبة جداً، لكن مع مرور الوقت تتغير الأمور وتمضي الحياة”.

وأضاف أنه لم يكن قادراً على مشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي بعد رحيله، وتجنب متابعة ليفربول تماماً، مازحاً: “ربما اخترت المكان المثالي لذلك وأنا في منتصف الطريق حول العالم”.

لكن اللاعب لم يتمكن من تجنب الغضب الشعبي، إذ تعرّض لصافرات استهجان من جماهير إنجلترا خلال مباراتين على ملعب ويمبلي في أكتوبر/ تشرين أول 2023، ما أضرّ بسمعته وساهم – بحسب البعض – في استبعاده من قائمة جاريث ساوثجيت لبطولة يورو 2024.

وأوضح هندرسون: “لا أعتقد أن الانتقال إلى السعودية كان سبباً في غيابي عن اليورو، فقد كنت متواجداً في كل المعسكرات قبل البطولة. لكن بالنظر إلى الأمور الآن، ربما كنت سأختار قرارات مختلفة، ومع ذلك في ذلك الوقت شعرت أن هذا القرار الصائب لأسباب متعددة لا يعرفها إلا أنا، ثم شعرت أن الوقت حان للعودة إلى أوروبا والانضمام إلى أياكس”.

وأشار قائد ليفربول السابق إلى أنه تطوّر كلاعب وكإنسان خلال الفترة التي قضاها خارج إنجلترا، رغم ما واجهه من تشكيك في قيمه وأدائه داخل الملعب، قائلاً: “لن أكذب، لقد مررت بلحظات صعبة خلال العامين الماضيين، لكن بعد تجاوزها تعلمت الكثير عن نفسي، وأصبحت أقوى وأكثر وعياً. إذا استخدمت التجارب السلبية بشكل صحيح، فإنها تساعدك كثيراً، وهذا ما حاولت فعله دائماً”.

وأضاف: “بالطبع لست مثالياً وارتكبت أخطاء، لكني حاولت دائماً فعل الصواب ومساعدة من حولي، وتحويل الانتقادات إلى دافع لأكون لاعباً أفضل وأخدم فريقي أينما كنت”.

ويستخدم هندرسون دائماً التشكيك في قدراته كحافز جديد، مؤكداً أنه يفعل ذلك حالياً تحت قيادة توماس توخيل، الذي واجه انتقادات لاختياره المستمر له في تشكيلة المنتخب الإنجليزي.

وقال هندرسون قبل المباراة الودية أمام ويلز يوم الخميس: “الأشخاص الأهم هم المدرب والجهاز الفني واللاعبون، واسألوهم إن كنت مجرد مشجع داخل الفريق. لا أعتقد أن أحد أفضل المدربين في أوروبا سيختارني من أجل ذلك فقط”.

كما تحدث هندرسون عن زميله في المنتخب جود بيلينجهام، مشيداً به بعد استبعاده الأخير من قائمة إنجلترا عقب تعافيه من جراحة في الكتف.

وأوضح: “لا يجب الاستماع لما يقال في الإعلام، فالكثير منه غير دقيق أو يُساء تفسيره. اللاعبون يعرفون جيداً من هو جود كشخص ولاعب، إنه لاعب وشخص استثنائي من الطراز العالمي، وعندما يشارك يجعل منتخب إنجلترا أفضل بفضل إمكانياته وشخصيته المميزة”.

وُلد جوردان هندرسون في مدينة سندرلاند الإنجليزية عام 1990، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي مدينته، حيث أظهر موهبة مبكرة في خط الوسط بفضل تمريراته الدقيقة ولياقته البدنية العالية. وفي عام 2008، خاض أولى مبارياته مع الفريق الأول، قبل أن ينتقل إلى ليفربول عام 2011 في صفقة بلغت نحو 20 مليون جنيه إسترليني، ليبدأ رحلة طويلة تحوّل فيها من لاعب شاب تحت الضغط إلى أحد أبرز قادة النادي في تاريخه الحديث.

رغم بدايته الصعبة في آنفيلد، إذ واجه انتقادات جماهيرية وإعلامية، إلا أن هندرسون فرض نفسه بمرور الوقت بفضل شخصيته القوية وانضباطه الكبير، ليصبح القائد الفعلي للفريق بعد رحيل الأسطورة ستيفن جيرارد. ومع وصول المدرب الألماني يورجن كلوب، بلغت مسيرته ذروتها، إذ قاد ليفربول للتتويج بدوري أبطال أوروبا عام 2019 بعد فوز تاريخي على توتنهام، ثم بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020، لينهي انتظار الجماهير الذي دام 30 عاماً. كما أضاف إلى سجله ألقاب كأس العالم للأندية، السوبر الأوروبي، كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة.

على الصعيد الدولي، مثل هندرسون منتخب إنجلترا في 84 مباراة، وشارك في بطولات كبرى أبرزها كأس العالم 2014 و2018 و2022، إلى جانب بطولة يورو 2020 التي وصل فيها منتخب الأسود الثلاثة إلى النهائي.

ورغم تجربته القصيرة والمثيرة للجدل في السعودية مع الاتفاق، ثم انتقاله إلى أياكس الهولندي، ظل هندرسون مثالاً للاحتراف والقيادة. وفي صيف 2025، عاد إلى الدوري الإنجليزي من بوابة برينتفورد، عاقداً العزم على استعادة بريقه وإثبات أن مسيرته، التي اتسمت بالاجتهاد والالتزام، ما تزال قادرة على كتابة فصول جديدة من النجاح.



المصدر – كوورة

By Sayed