المدافع الإسباني يتجنب الحديث عن حياته الخاصة
يعيش دين هويسين، مدافع ريال مدريد، عامًا لا يُنسى، فمن ظهوره المفاجئ لأول مرة مع المنتخب الإسباني بعد إصابة إينيجو مارتينيز، إلى ترسيخ مكانته في الفريق الملكي، تحول قلب الدفاع البالغ من العمر 20 عامًا من مجرد وعد إلى حقيقة، في وقت قياسي.
وفي برنامج “La Tribu” على “راديو ماركا”، مع راؤول فاريلا وميجيل أنخيل توريبيو، استعرض اللاعب تطوره الصاروخي بالبساطة والهدوء اللذين يميزانه، واعترف بابتسامة أثناء تناوله الإفطار في “مدينة كرة القدم” بلاس روزاس: “أنا أنظر إلى نفسي وأحاول التحسن كل يوم، بصراحة، أنا بخير”.
من بورنموث إلى البرنابيو: نضج محارب شاب
تحدث هويسين، الذي لعب لروما قبل وصوله إلى مدريد، عن تأثير ارتداء القميص الأبيض وكيفية تعامله مع الاهتمام الإعلامي: “مدريد هو أكبر نادٍ في العالم، من الطبيعي أن يكون هناك الكثير من الحديث”، موضحًا أنه اعتاد على هدوء كرة القدم الإنجليزية، لكنه أقر بأنه يعيش الآن واقعًا مختلفًا رغم محافظته على توازنه: “أنا لا أقرأ الصحافة، أعيش حياتي الطبيعية، أذهب للتدريب، أعود إلى المنزل وهذا كل شيء”.
وسلط قلب الدفاع الضوء على مساعدة اللاعبين المخضرمين مثل كيبا: “لقد أعطوني نصائح جيدة، شرح لي كيبا ما هو مدريد من الداخل، وكم هو جميل أن تمثل هذا النادي”.
وعلى الرغم من أنه يعترف بأن بيئة النادي الأبيض قد تكون متطلبة، إلا أن هويسين مستعد: “في مدريد إذا لعبت مباراة سيئة فإنك تثير الذعر، لكن الموسم طويل، علينا أن نتحلى بالهدوء”.
أجواء المنتخب
وبعيدًا عن النادي، يستمتع هويسين بأجواء المنتخب الوطني، والصداقة التي تسود بين اللاعبين من الأندية المتنافسة.
وعن ذلك قال: “عندما نأتي إلى هنا نكون زملاء، وعندما نلعب (مع الأندية) نكون خصومًا، هذا طبيعي”.
وتعد علاقته بنجم برشلونة وإسبانيا، لامين يامال، من أكثر العلاقات التي يجري الحديث عنها، ويوضحها قلب الدفاع الشاب بشكل طبيعي: “في الملعب نريد أن نقتل بعضنا، لكن خارج الملعب هناك أجواء جيدة جدًا.. يجب أن يكون الأمر هكذا”.
ودافع لاعب ريال مدريد أيضًا عن لامين يامال وفينيسيوس جونيور، وهما لاعبان تحت الأضواء الإعلامية باستمرار، وأعرب عن أسفه قائلًا: “لامين فتى عادي، يبلغ من العمر 18 عامًا.. في بعض الأحيان يتم تضخيم الأمور”.
وواصل: “الشيء نفسه يحدث مع فينيسيوس: إنه لاعب لا يُصدق، وشخص جيد جدًا.. لكن عندما يفعل أدنى شيء، يتعرض للكثير من الانتقادات”.
ووجه رسالة إلى وسائل الإعلام، قائلا: “إذا كنا نستحق الانتقاد، انتقدونا، لكن في كثير من الأحيان يذهب الأمر بعيدًا جدًا”.
طموح البطل
وعند الحديث عن المستقبل، لا يخفي دين هويسين جوعه التنافسي. كأس العالم هو حلمه الكبير، لكنه لا يريد الذهاب لمجرد المشاركة: “سيكون حلمًا أن أتمكن من التواجد هناك، لكنني لا أريد المشاركة، أريد الفوز بالبطولة”.
كما كشف أن هناك مزحات حول كأس العالم في غرفة ملابس ريال مدريد، لكن كل شيء يجري باحترام: “لدينا الكثير من الزملاء يمثلون فرقًا عظيمة، بيلينجهام مع إنجلترا، مبابي مع فرنسا، البرازيليون.. الجميع يرون أنفسهم قادرين على الفوز باللقب، هناك مستوى عالٍ والكثير من الثقة”.
بساطة غير عادية
على الرغم من إمكانياته وشهرته، يظهر هويسين كشاب بسيط ومتواضع، فهو لا يعتبر نفسه نجمًا، ويتجنب الحديث عن حياته الخاصة، ويفضل التركيز على كرة القدم.
قال ضاحكًا: “ليس لدي صديقة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا أنشر سوى أشياء متعلقة بكرة القدم”.
وفي حياته اليومية، يستمتع بالخطط الهادئة: “لعب البلاي ستيشن هو أكثر ما يريحني”.
كما أظهر اللاعب جانبه الأكثر مرحًا، في الجزء الأخير من المقابلة، بين المزاح والتحديات التي تبادلها مع توريبيو وفاريلا. ولخص الأمر بالقول: “أنا آتي إلى هنا لألعب كرة القدم، وهذا كل شيء”، ببساطته التي أكسبته إعجاب زملائه والمشجعين على حد سواء.
بحديثه الهادئ وطموحه اللا محدود، يوضح دين هويسين أن مستقبل الدفاع الإسباني يكمن في قدميه، وإذا كانت هذه المقابلة تثبت شيئًا، فهو أن حلمه بأن يصبح بطلًا للعالم رفقة منتخب بلاده إسبانيا ليس مجرد عبارة جوفاء، بل انعكاس لعقلية الفوز.
“أعيش حلمي”
وفي تصريحات سابقة، قال هويسين: “أعيش حلمي، وأتمنى جلب السعادة لجماهير ريال مدريد.. أنا بخير من الجانب النفسي وسعيد جدًا”.
وعن شراكته مع البرازيلي إيدير ميليتاو، في قلب دفاع ريال مدريد، قال: “ميليتاو مدافع متكامل، وخارج الملعب شخص جيد، ونحن نتأقلم سويًا”.
وحول غضب زميله فينيسيوس خلال تبديله في الكلاسيكو أمام برشلونة، صرح الدولي الإسباني: “الكثير يكتب في الصحافة عن فينيسيوس، ويتم تكبير الأمور، لكن الآمر لم يكن بذلك الحجم، وقد اعتذر، وهو شيء عادل بحسب اعتقادي، وهذه الأشياء تحدث في كرة القدم”.
وبخصوص تطوره، صرح هويسين: “في إيطاليا تعلمت كيف أدافع بشكل جيد، وأنا ممتن ليوفنتوس وروما، وقد كان قرارهما تركي أذهب.. لكني ممتن، وقضيت أوقاتا جيدة هناك”.
وبشأن تألق زميله الهداف الفرنسي، كيليان مبابي، قال: “بعد تتويج مبابي بالحذاء الذهبي، لا يمكن أن يُقال إنه كان سيئًا في الموسم الماضي، نحن سعداء جدًا بوجوده”.