أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وقوف الوزارة إلى جانب نادي الزمالك في الأزمة المالية والإدارية التي يمر بها حاليا.
ووجه صبحي رسالة طمأنة إلى جماهير القلعة البيضاء، مشددا على أن النادي “لن ينهار” وأن كل الخيارات متاحة لدعم الأبيض.
تأتي هذه التصريحات المهمة في وقت يشهد فيه النادي حالة من الترقب والقلق بشأن مصير العديد من الملفات المالية والقضائية، على رأسها ملف أرض فرع النادي في مدينة السادس من أكتوبر التي قررت وزارة الإسكان سحبها في وقت سابق.
وشدد أشرف صبحي على أن الدعم المقدم لنادي الزمالك يتم بآليات مختلفة، بعضها معلن وبعضها لم يكشف عنه إذ يخص تفاصيل العمل الإداري والمالي الدقيق.
وقال في تصريحات تلفزيونية مساء السبت: “نحن مع نادي الزمالك، ولكن ليس كل الخطوات يمكن الإعلان عنها”.
وأردف صبحي: “كل الاحتمالات قائمة لمساعدة النادي، الزمالك لن ينهار ونحن نسانده، وهذه رسالة اطمئنان”.
وكشف عن ملامح حل أزمة أرض أكتوبر، بالقول إن النادي قد يستعيدها وربما يحصل على أرض بديلة.
وما يزال مجلس إدارة الزمالك ومن خلفه الجمهور الأبيض في انتظار حل أزمة أرض 6 أكتوبر، التي يعلق عليها النادي آمالا عريضة في تعزيز استثماراته وتوسيع قاعدة اشتراكاته بفرع جديد، لحل الأزمة المالية والديون المتراكمة أو جزء معتبر منها.
أزمة أرض أكتوبر
تمثل أزمة أرض أكتوبر، التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة الحالية لنادي الزمالك، حيث أكد هشام نصر نائب رئيس مجلس القلعة البيضاء، أن الأزمة تدور حول قرار سحب قطعة الأرض، التي كان النادي يعتزم إقامة فرع جديد عليها، وأن جهات مسؤولة أكدت صحة أوراق الزمالك.
وأثار قرار سحب أرض 6 أكتوبر من الزمالك، قلق الإدارة والجماهير، لأنه يمثل خسارة لأحد أهم الأصول المستقبلية للنادي التي كانت ستوفر موارد مالية ضخمة.
وأكد مجلس الزمالك أكثر من مرة، أن قرار السحب يهدد استقرار النادي ويدخله في مرحلة الجمود الكامل، بسبب الالتزامات المالية الكبيرة، مشيرا إلى أنه يملك مستندات موثقة تثبت صحة موقفه، لكنه يواجه تحدي الزمن لحسم الأمر قانونيا وإداريا قبل تفاقم الأوضاع داخل النادي خاصة في فريق كرة القدم الذي بدأ يتأثر بالفعل بهذه الأزمة مع الكشف عن استياء عدد من اللاعبين الجدد.
وكان مجلس إدارة الزمالك قد أصدر بيانا في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي قال فيه إنهم يعملون على حل تلك الأزمة الصعبة “من خلال القنوات الشرعية”، مبينا أن تلك الأزمة ستحل “مطلع الشهر المقبل بصورة نهائية”.
الجمهور يؤدي دوره
تصدر قبل أيام هاشتاج “انقذ الزمالك يا ريس” منصة “إكس” مما يعكس مدى عمق الأزمة التي يعيشها النادي.
وبعدما فقدت جماهير الزمالك الأمل في خطوات مجلس الإدارة، قررت تجاوز القنوات التقليدية، متوجهة بندائها مباشرة إلى القيادة السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولم يعد ما يحدث في القلعة البيضاء، أزمة رياضية عابرة، بل تحول إلى ملف عام يهم شريحة واسعة من المصريين، بعدما تراكمت الأزمات الإدارية والمالية، وأصبح مستقبل النادي على المحك.
وجاءت حالة الغليان الجماهيري على مواقع التواصل، لتؤكد أن القاعدة البيضاء فقدت الثقة تمامًا في قدرة مجلس الإدارة الحالي على إدارة الأوضاع.
وترى الجماهير أن مجلس الزمالك يعيش حالة “عجز كامل” في التعامل مع الملفات الحساسة، وعلى رأسها ملف أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر.
ولم يكن الهاشتاج، مجرد موجة غضب عابرة، بل حملة منظمة أطلقها جمهور الزمالك من مختلف المحافظات، مصحوبة برسائل مؤثرة ومقاطع فيديو وأرشيفات لنجاحات سابقة، في محاولة لتذكير الجميع بمكانة النادي وقيمته الرمزية في الرياضة المصرية.
ولم تكن حملة “انقذ الزمالك يا ريس” صوت الجماهير وحدها، بل انضم إليها رموز وشخصيات زمالكاوية بارزة.
وكان محمود عبد الرازق “شيكابالا”، نجم الأبيض المعتزل حديثا، أول من أطلق صرخة التحذير قبل أسابيع، عندما قال “الزمالك يمثل ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية”، داعيًا إلى دعمه بوصفه كيانًا وطنيًا يتجاوز حدود المنافسة الرياضية.
هذا النداء وجد صداه الآن، حيث تبنى آلاف المشجعين الفكرة، مؤكدين أن ما يحدث للنادي لا يمس الزمالك فقط، بل يمس جزءًا من الهوية الرياضية لمصر كلها.
موقف الفريق
قبل التوقف الدولي الماضي، خاض الزمالك 3 مباريات في الدوري المصري الممتاز، تسببت في تغير مساره وتحول موقف الجماهير ضد لاعبي الفريق والإدارة وجون إدوارد والمدير الفني يانيك فيريرا. وبعدما كان الأبيض في الصدارة، مستغلا ترنح منافسيه الأهلي وبيراميدز في انطلاقة المسابقة، تعثر في 3 مباريات متتالية حيث تعادل مع الجونة 0-0 ثم خسر من الأهلي 2-1 وتعادل مع غزل المحلة 1-1، وبات الآن في المركز الرابع برصيد 18 نقطة من 10 جولات. أما على الصعيد القاري فقد تمكن الزمالك من العبور بسهولة إلى دور المجموعات في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، بعدما تغلب على ديكيداها الصومالي 7-0 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.