شهدت التجارب احتكاكًا بين لاندو نوريس وشارل لوكلير
سجّل سائق ماكلارين، الأسترالي أوسكار بياستري، متصدر ترتيب بطولة العالم للفورمولا 1، أسرع زمن في التجارب الحرة الثانية لسباق جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة الـ18 من أصل 24 جولة في البطولة، وذلك اليوم الجمعة على حلبة مارينا باي ستريت، خلال حصة اتسمت بالفوضى وكثرة الحوادث.
وتمكن بياستري من تحقيق أسرع زمن بدقيقة واحدة و30.714 ثانية، متفوقًا بفارق 0.132 ثانية على سائق آر بي، الفرنسي إسحاق حجار، فيما جاء الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول وحامل اللقب في الأعوام الأربعة الماضية، في المركز الثالث.
وبعد أن كان الأسرع في التجارب الحرة الأولى، جاء الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو، سائق أستون مارتن وبطل العالم مرتين، في المركز الرابع بالتجارب الثانية.
وشهدت الحصة أحداثًا مثيرة، حيث توقفت للمرة الأولى بسبب حادث اصطدام البريطاني جورج راسل بسيارته مرسيدس عند أحد المنعطفات. وبعد الاستئناف، اصطدم النيوزيلندي ليام لاوسون بالحواجز قرب نهاية اللفة، لتُرفع الراية الحمراء مرة أخرى.
كما وقع احتكاك بين البريطاني لاندو نوريس وسائق فيراري شارل لوكلير، عند خروج سيارتيهما من المرآب بشكل متزامن، ما تسبب في دفع لوكلير نحو الجدار وكسر جناح سيارته الأمامي، قبل أن تعود سيارة ماكلارين بسرعة للمرآب لتغيير الجناح، ليتمكن نوريس لاحقًا من تسجيل خامس أسرع زمن.
وجاء الكندي لانس سترول في المركز السادس مع أستون مارتن، تلاه إستيبان أوكون سابعًا، ثم الإسباني كارلوس ساينس ثامنًا، ولوكلير تاسعًا، فيما أكمل البريطاني لويس هاميلتون قائمة المراكز العشرة الأولى.
وكان ألونسو قد سجل أسرع زمن في التجارب الحرة الأولى، متفوقًا على لوكلير وفيرستابن، فيما جاء هاميلتون وبياستري ونوريس في المراكز التالية.
ويسعى بياستري لتجاوز خيبة سباق جائزة أذربيجان الكبرى، الذي شهد تعرضه لحادثين متتاليين خلال التصفيات وبداية السباق. ويتصدر الأسترالي الترتيب العام بفارق 24 نقطة عن زميله لاندو نوريس، وبفارق 69 نقطة عن فيرستابن الثالث. أما فريق ماكلارين، فيملك فرصة حسم لقب الصانعين للعام الثاني تواليًا، إذا نجح في حصد 13 نقطة على الأقل في سباق سنغافورة.
ومن المقرر أن يقام السباق ليلًا، بهدف جذب المشاهدين الأوروبيين ومراعاة الظروف المناخية الحارة، إذ أصدر الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) تحذيرًا من موجة حر متوقعة، قد تتجاوز 31 درجة مئوية أثناء السباق، في خطوة غير مسبوقة.
وجاء ترتيب السائقين في التجارب الحرة الثانية على النحو الآتي: بياستري أولًا، حجار ثانيًا، فيرستابن ثالثًا، ألونسو رابعًا، نوريس خامسًا، سترول سادسًا، أوكون سابعًا، ساينس ثامنًا، لوكلير تاسعًا، هاميلتون عاشرًا، فيما تواصلت بقية المراكز حتى جورج راسل الذي أنهى الحصة في المركز العشرين بعد حادثه المبكر.
أرقام ومحطات بارزة
وشهد موسم فورمولا 1 الحالي العديد من الأرقام البارزة والأحداث المثيرة، التي أعادت رسم ملامح المنافسة في البطولة.
فقد واصل الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الأربعة الماضية، حضوره القوي، لكن لم يكن الموسم خاليًا من المفاجآت، إذ برز فريق ماكلارين بقيادة الأسترالي أوسكار بياستري وزميله البريطاني لاندو نوريس، كأحد أهم المنافسين، بعد سلسلة من الأداءات اللافتة التي عززت موقع الفريق في الترتيب العام للصانعين.
على صعيد الأرقام، سجل بياستري عدة أزمنة قياسية في التجارب الحرة والتجارب الرسمية، ليؤكد أنه رقم صعب في مستقبل البطولة.
أما فريق أستون مارتن بقيادة الإسباني المخضرم فرناندو ألونسو، فقد واصل تقديم عروض قوية جعلته حاضرًا باستمرار في المراكز المتقدمة، رغم الفوارق التقنية مع كبار المصنعين.
ومن أبرز محطات هذا الموسم: سباقات أذربيجان وإيطاليا وسنغافورة، التي حملت طابعًا دراميًا بسبب الحوادث المفاجئة، وتدخلات سيارة الأمان، ما قلب موازين المنافسة أكثر من مرة.
كما برزت النقاشات حول القوانين والتعديلات التقنية، خاصة المتعلقة بتصميم الأجنحة الأرضية وأنظمة الطاقة الهجينة. إلى جانب ذلك، ركّز الاتحاد الدولي للسيارات على الجوانب البيئية والحرارية، حيث شهدنا تحذيرات رسمية من موجات الحر وتأثيرها على السائقين والمركبات.
إثارة في الرمق الأخير
ويُتوقع أن يكون الجزء الأخير من الموسم حاسمًا، بين فيرستابن الساعي إلى لقب خامس تاريخي، ومنافسيه الذين يحاولون كسر هيمنة ريد بول.
ويُعتبر موسم 2025 واحدًا من أكثر المواسم تقلبًا وإثارة، في تاريخ فورمولا 1 الحديث، حيث لم يقتصر الأمر على المنافسة داخل الحلبة، بل امتد إلى الكواليس مع جدل واسع حول مستقبل بعض السائقين، وانتقالات مرتقبة لنجوم كبار.
كما زادت الإثارة مع دخول مواهب شابة مثل إسحاق حجار وليام لاوسون، اللذين أظهرا قدرة على مقارعة الأسماء الكبيرة.
وفي الوقت نفسه، واصل الاتحاد الدولي إدخال تحديثات تنظيمية لضبط التكافؤ بين الفرق وتقليل التكاليف. كل هذه العوامل جعلت من البطولة أكثر جاذبية للجماهير العالمية، ورسخت مكانتها كأعلى سلسلة سباقات سيارات من حيث المتابعة والشعبية.