وهبي يصنع المعجزة.. وأندية أوروبا تتسابق لضم أسود المستقبل

BySayed

أكتوبر 17, 2025


 عاشت الكرة المغربية واحدة من أعظم لحظاتها الكروية في التاريخ الحديث، بعد أن نجح المنتخب المغربي للشباب في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، ببلوغه نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا في تشيلي، ليصبح أول منتخب مغربي يصل إلى نهائي بطولة عالمية ترعاها الفيفا للمنتخبات.

هذا الحدث الكروي الاستثنائي لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل طويل وإصرار جماعي تجسد في أداء بطولي أمام كبار العالم. فقد أطاح “أشبال الأطلس” بمنتخبات عريقة وذات مدارس كروية راسخة مثل البرازيل وإسبانيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وفرنسا، ليحفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية والعربية والإفريقية.

وبتخطي عقبة فرنسا في نصف النهائي، فتح المنتخب المغربي باب التاريخ على مصراعيه، مؤكدًا أن ما تحقق ليس ضربة حظ، بل ثمرة مشروع كروي واعد يقوده المدرب محمد وهبي، الذي أصبح أول مدرب مغربي يقود منتخبًا وطنيًا لنهائي مسابقة عالمية تحت مظلة الفيفا.

وهبي يواصل ما بدأه الركراكي وجمال فتحي

إنجاز وهبي يضعه في مكانة خاصة بين رموز التدريب المغربي، إذ يسير على خطى وليد الركراكي الذي قاد منتخب الكبار إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، وجمال فتحي الذي سبق أن قاد منتخب الشباب عام 2005 إلى نصف النهائي واحتل المركز الرابع خلف البرازيل.

وهكذا، تتكرر الصورة ذاتها: منتخب مغربي يكتب التاريخ، ومدرب وطني يقود ملحمة جديدة تلامس المجد العالمي.

ما حققه أشبال الأطلس في تشيلي أشعل موجة فرح غير مسبوقة في المغرب. فقد امتلأت الشوارع بالاحتفالات عقب الفوز على فرنسا، واستمرت الأفراح يومين متتاليين احتفاءً بالوصول إلى المباراة النهائية.

وفي الكواليس، علمت مصادر مطلعة أن رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع يتجه لتكريم وهبي واللاعبين بمكافآت استثنائية فور عودتهم، كما يجري التحضير لتسيير جسر جوي خاص نحو سانتياجو “عاصمة تشيلي” لنقل مئات المشجعين المغاربة لدعم المنتخب في النهائي التاريخي أمام الأرجنتين.

من الإخفاق في مصر إلى المجد في تشيلي

من المفارقات أن محمد وهبي كان قبل أشهر قليلة فقط يعيش لحظات حرجة بعد وصافة بطولة إفريقيا للشباب في مصر، حين خسر النهائي أمام جنوب إفريقيا، ما دفع بعض الأصوات للمطالبة بإقالته بدعوى عدم تحقيق هدف الاتحاد المتمثل في التتويج بالألقاب.

لكن لقجع تمسك بالمدرب ومنحه فرصة جديدة، مؤكدًا ثقته فيه ومطالبًا إياه بتعويض الإخفاق في مونديال تشيلي. وأمام الجميع، وعد وهبي رئيس الاتحاد والمغاربة بأن يعود باللقب العالمي، رغم صعوبة المنافسة.

ولم تمضِ أيام حتى خرج لقجع بتصريح جريء عبر التلفزيون الرسمي قائلاً: “منتخبنا ذاهب إلى تشيلي ليعود بالكأس”.

تصريحات أثارت في وقتها الكثير من الجدل، لكن وهبي رد عليها بالفعل داخل الميدان، حين أوفى بوعده وقاد المنتخب إلى النهائي الحلم.

تأهل المنتخب المغربي للشباب لنهائي كأس العالمMoroccan Football Federation media

وهبي يفي بوعده ويكسب ثقة لقجع

بعد الانتصار الكبير على فرنسا، ظهر وهبي أمام الكاميرات متماسكًا وواثقًا، وقال لقناة “الرياضية المغربية”: “ما زلت عند وعودي، ولدينا رجال يمكن الوثوق بهم. وعدوني بتعويض ما ضاع في مصر، ووعدت بدوري رئيس الاتحاد والمغاربة بالوصول إلى القمة، ونحن على الطريق الصحيح”.

مصادر قريبة من الاتحاد أكدت أن وهبي سيُكافأ بعقد طويل الأمد بعد العودة من تشيلي، ليكون المرشح الأول لقيادة المنتخب الأولمبي المغربي في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، إذ من المتوقع تصعيد عدد كبير من لاعبيه الحاليين إلى هذا المنتخب.

ويؤمن المسؤولون في الاتحاد المغربي أن هذا الجيل قد يكون قادرًا على تحقيق الحلم الأولمبي ومنح المغرب ميدالية ذهبية بعد برونزية باريس التاريخية.

مطاردات أوروبية لنجوم الأشبال

الإنجاز المغربي اللافت في مونديال تشيلي جذب أنظار كبار الكشافين ووكلاء الأندية الأوروبية، الذين توافدوا على مقر إقامة المنتخب المغربي لمتابعة مواهبه عن قرب وتقديم عروض مبدئية لعدد من اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت في البطولة.

لكن وهبي تعامل بحزم، وأصدر تعليماته الصارمة بمنع اللاعبين من التفاوض أو الانشغال بمستقبلهم خلال البطولة، مؤكدًا أن الهدف الجماعي أهم من كل الأهداف الفردية. وقال في تصريحات نارية: “لدينا هدف أسمى من أي عقد أو عرض، هدفنا هو العودة بكأس العالم للمغرب بإذن الله. بعدها لكل لاعب أن يفكر في مستقبله كما يشاء، أما الآن فنحن نقاتل من أجل المجد”.

المنتخب المغربي للشبابKOOORA

جماهير تشيلي تنحاز للمغرب

من المنتظر أن تُقام المباراة النهائية أمام الأرجنتين في استاد سانتياجو الوطني بالعاصمة عند منتصف ليلة الأحد بتوقيت المغرب، وسط حضور جماهيري قياسي، بعد نفاد التذاكر بالكامل.

ورغم الحضور المتوقع للجماهير الأرجنتينية، فإن الدعم الأكبر سيأتي من جماهير تشيلي نفسها، التي أعلنت تعاطفها الصريح مع المنتخب المغربي، سواء بدافع العداء التاريخي للأرجنتين، أو إعجابًا بالروح القتالية للأشبال الذين هزموا كبار القارات الثلاث.

كما شهدت العاصمة سانتياجو توافد المئات من المغاربة المقيمين في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى جالية مغربية قادمة من الأرجنتين نفسها، لخلق أجواء جماهيرية استثنائية في المدرجات دعمًا لأشبال وهبي في ليلة المجد المنتظرة.

وإذا نجح المغرب في تحقيق اللقب، فسيكون أول منتخب إفريقي عربي يرفع كأس العالم للشباب، لتتواصل سلسلة الإنجازات غير المسبوقة في الكرة المغربية، التي انتقلت من خانة الحلم إلى واقعٍ يلمسه الجميع.



المصدر – كوورة

By Sayed