المدرب الألماني شدد على أهمية التدوير رغم الهزيمة
أرجع ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي السعودي، خسارة فريقه أمام الشارقة الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة (1-0)، اليوم الاثنين، إلى غياب الانسجام بين عناصر الراقي.
وتلقى الأهلي، على ملعبه ووسط جماهيره، أول هزيمة آسيوية هذا الموسم، بعد مشوار طويل من النتائج الإيجابية، التي بدأها منذ الموسم الماضي، عندما حقق لقب البطولة الآسيوية الكبرى لأول مرة في تاريخه.
وأجرى يايسله عدة تغييرات في التشكيل، في مباراة اليوم، بهدف إراحة بعض اللاعبين الأساسيين، حيث شارك فهد الزبيدي في الهجوم بعد غياب طويل، كما لعب الحارس البديل عبد الرحمن الصائبي، بالإضافة إلى مشاركة ماتيو دامس في الدفاع مع محمد عبد الرحمن، في ظل إراحة علي مجرشي وميريح ديميرال وفرانك كيسي وجالينو وإيفان توني.
وعن ذلك، قال يايسله في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: “النتيجة صعبة.. وكان الهدف إعطاء الفرصة لبعض اللاعبين في مباراة اليوم.. يجب النظر إلى كل الزوايا، لدينا مواجهة صعبة يوم الجمعة”.
ويستعد الأهلي لمباراة مكررة مع القادسية، الذي فاز عليه “الراقي” 2-1 في الدوري السعودي للمحترفين مؤخرا، وذلك عندما يلتقي الفريقان مرة أخرى الجمعة المقبل، في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف مدرب الأهلي، متحدثًا عن سبب عدم التسجيل في مباراة اليوم: “التدوير ومشاركة عدد كبير من اللاعبين يفتقدون الانسجام داخل الملعب”.
رغم ذلك، شدد يايسله على أهمية سياسة التدوير لتجنب الإرهاق والإصابات، خاصة في ظل ضغط المباريات خلال الفترة الحالية، مؤكدًا أنه كان يطمح أيضا لتحقيق الفوز، لكن الحظ لم يحالف فريقه، كما لم يقدم اللاعبون الأداء المأمول.
هزيمة ثانية
تعد هذه الخسارة الثانية للأهلي في موسمه بشكل عام، بعدما انهزم على يد بيراميدز المصري بنتيجة (3-1) في كأس إنتركونتيننتال.
لكن على مستوى الدوري المحلي وكأس الملك، يظل سجل الأهلي خاليا من الخسارة، وإن كان قد تعادل 4 مرات في الدوري، وهو ما وضعه في المركز الرابع بجدول الترتيب، بفارق 8 نقاط عن النصر المتصدر بـ27 نقطة.
مواجهة مرتقبة
ويستعد الأهلي لمواجهة صعبة ومرتقبة ضد القادسية في كأس الملك، حيث يأمل فريق يايسله في عدم التأثر بالخسارة الآسيوية.
وكان الفوز الأخير للأهلي أمام القادسية في الدوري السعودي، قد شهد جدلًا تحكيميًا كبيرًا.
وتخطى الراقي عقبة ضيفه القادسية بنتيجة (2-1)، في المباراة التي جمعتهما ضمن الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين، ليرفع الأول رصيده إلى 19 نقطة في المركز الرابع، بفارق نقطتين عن القادسية صاحب المركز الخامس.
وسجل ثنائية الأهلي في تلك المباراة: جالينو في الدقيقة 6، وفرانك كيسي في الدقيقة 66، بينما أحرز عبدالله آل سالم هدف القادسية الوحيد، في الدقيقة 64.
قرارات تحكيمية مثيرة للجدل
شهدت مواجهة الأهلي والقادسية عدة حالات تحكيمية مثيرة للجدل، أبرزها طرد زياد الجهني لاعب الأهلي، بعد اعتدائه على البرتغالي أوتافيو مونتيرو لاعب القادسية، إضافة إلى مطالبة الأخير بركلة جزاء كانت كفيلة بمنحه نقطة التعادل.
وفي هذا الصدد، قال الخبير التحكيمي الأردني، أحمد أبو خديجة، لصحيفة “اليوم” السعودية: “هناك ركلة جزاء صحيحة لصالح مصعب الجوير أمام الأهلي، بعد تدخل روجير إيبانيز ضد الجوير”. وأضاف أن اللاعب لم يقصد لعب الكرة، وكان من المفترض أن يعود الحكم لتقنية الفيديو ويحتسب الركلة لصالح القادسية.
وأكد أبو خديجة أيضًا صحة طرد زياد الجهني، موضحًا أن الحكم اتخذ القرار بناءً على “سلوك مشين” ارتكبه اللاعب داخل الملعب.
واعتبر أن أوتافيو قام هو الآخر بتصرف مشابه، قبل أن يبادر لاعب الأهلي بالاعتداء عليه دون كرة، ما دفع الحكم لإشهار البطاقة الحمراء.
وأضاف الخبير التحكيمي أن “القرارات جاءت متوافقة مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، والحكم كان في زاوية رؤية واضحة للمخالفات”.
وختم أبو خديجة: “ضبط مثل هذه السلوكيات يساهم في حماية اللاعبين، والحفاظ على العدالة داخل الميدان”.
تأثير يايسله
يقدّم يايسله تجربة فنية لافتة مع الأهلي، إذ جمع بين تأثيرات إيجابية واضحة على أسلوب اللعب، وبين تحديات ظهرت مع ضغط المباريات وارتفاع سقف التوقعات.
ويعتمد المدرب الألماني على على الاستحواذ، وبناء اللعب المنظم من الخلف، مع محاولة فرض إيقاع ثابت يعتمد على تدوير الكرة، وخلق زوايا تمرير متعددة. هذا الأسلوب منح الفريق شخصية فنية أوضح، كما عزز دور لاعبي الوسط في التحكم بالمساحات، وتنظيم سير المباراة.
كما تمكن يايسله من تطوير النزعة الهجومية لعدد من اللاعبين، خاصة الأجنحة وصناع اللعب، عبر منحهم حرية أكبر للتحرك بين الخطوط، ما جعل الفريق أكثر قدرة على الوصول لمرمى المنافسين بطرق متنوعة.
ورغم الانتقادات التي تظهر عند كل تعثر، فإن بصمته الفنية تظل واضحة على شكل الفريق وأدائه، مع توقعات بأن يظهر الأهلي بصورة أقوى، مع عودة الانسجام الكامل بين عناصره الأساسية.