باقِ لـ3 سنوات.. راتكليف يمنح أموريم قبلة الحياة في مانشستر
تلقى البرتغالي روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد، رسالة طمأنينة من السير جيم راتكليف، أحد ملاك النادي الإنجليزي، تفيد بحمايته من الإقالة لمدة 3 سنوات مقبلة.
وكانت تقارير صحفية قد أفادت بقرب إقالة أموريم من منصب المدير الفني للمان يونايتد، في ظل سوء النتائج المستمرة منذ توليه المهمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكان بول سكولز، لاعب وسط مانشستر يونايتد الأسبق، قد توقع أن إقالة المدرب البرتغالي باتت وشيكة، حيث قال: “مع روبن أموريم، أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة لم نعد نريد فيها الحديث عن إقالة المدربين طوال الوقت”.
وأضاف: “مانشستر يونايتد عادة ما يمنح مدربيه وقتا كافيا، لكن في هذه الحالة أعتقد أنه حصل على وقت أكثر من اللازم”.
لكن راتكليف، أعلن عبر إذاعة “التايمز”، أن أموريم يحتاج للوقت من أجل إثبات أنه مدرب عظيم، مشيرا إلى حاجته لـ3 سنوات.
يأتي ذلك في ظل احتلال اليونايتد المركز العاشر في جدول ترتيب البريميرليج، فضلا عن خروجه المبكر من كأس الرابطة الإنجليزية، حيث شهد الموسم الحالي تعرضه لـ3 هزائم، فيما فاز في مثلها، بينما تعادل في واحدة.
وتطرق راتكليف للحديث عن الضغط الذي تمارسه وسائل الإعلام على الطاقم الفني والفريق، قائلا: “في بعض الأحيان، لا أفهم الصحافة، فهم يريدون النجاح بين ليلة وضحاها.. يظنون أنه مفتاح إضاءة، بمجرد ضغطة زر، سيتحول كل شيء ويصبح ورديا في الغد”.
واختتم: “لا يمكنك إدارة فريق مثل مانشستر يونايتد عبر ردود الأفعال السريعة لبعض الصحفيين الذين ينتقدون كل أسبوع”.
انتصارات محدودة
بدأت مسيرة انتصارات أموريم مع اليونايتد بفوز ساحق على إيفرتون (4-0) في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتلك كانت مباراة قدم فيها الفريق أداء هجوميا متكاملا يعكس بصمة المدرب الجديد.
تلا ذلك انتصار كبير على مانشستر سيتي (2-1) في الديربي على ملعب الاتحاد، وهي نتيجة شكلت إعلانا واضحا عن استعادة يونايتد لهيبته.
وفي مطلع عام 2025، حقق اليونايتد فوزا مستحقا على ساوثهامبتون (3-1)، ثم انتصار صعب خارج الديار أمام فولهام (1-0).
وفي فبراير/ شباط، تجاوز يونايتد إيبسويتش تاون (3-2) في مباراة مثيرة حسمها بفضل روح قتالية كبيرة.
وجاء شهر مارس/ آذار ليشهد فوزا مقنعا بثلاثية نظيفة على ليستر سيتي، قبل أن يختتم الموسم السابق بانتصار مهم على أستون فيلا (2-0) في مايو/ آيار.
وفي الموسم الجديد (2025-2026)، شهدت الجولات الأولى فوزين على بيرنلي (3-2) وتشيلسي (2-1)، ثم تغلب على سندرلاند (2-0) في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ليتجنب أموريم مؤقتا الإقالة المنتظرة.
ويحتل مانشستر يونايتد حاليًا المركز العاشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 10 نقاط، جمعها من 3 انتصارات وتعادل، مقابل 3 هزائم.
نهضة منشودة
يُعتبر راتكليف، رجل الأعمال البريطاني المعروف ومؤسس شركة “إينيوس”، أحد أبرز الشخصيات التي دخلت عالم كرة القدم الإنجليزية في السنوات الأخيرة، بعد استحواذه على نسبة من أسهم مانشستر يونايتد مطلع عام 2024.
وقد مثلت هذه الخطوة نقطة تحول مهمة في مسار النادي، الذي عاش سنوات من الجدل والانتقادات تحت إدارة عائلة جليزر.
وجاء دخول راتكليف إلى النادي برؤية واضحة تقوم على إعادة بناء الهيكل الرياضي والإداري، واستعادة هوية مانشستر يونايتد كأحد أعظم أندية العالم.
وركز في البداية على إعادة التنظيم الداخلي، فاستقدم كفاءات جديدة في مجالات التعاقدات، الإدارة الرياضية، والتطوير الأكاديمي، كما أبدى اهتماماً خاصاً بتحديث مرافق التدريب في كارينجتون، وتحسين البنية التحتية لملعب “أولد ترافورد”، بما يعكس مكانة النادي التاريخية.
استراتيجية راتكليف
على الصعيد الرياضي، يسعى راتكليف إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد، تعتمد على الجمع بين النجوم العالميين والمواهب الشابة الواعدة، مع الاعتماد على التخطيط العلمي في إدارة الفريق، بعيدا عن القرارات العشوائية التي طبعت السنوات الماضية.
ويُعد تعيين مديرين ذوي خبرة أوروبية وإسناد الثقة لمدربين مثل روبن أموريم مثالاً على هذه الرؤية الجديدة، خاصة بعد تفادي إقالته مبكرا كسابقيه.
ورغم أن ملكيته ما تزال جزئية، فإن تأثيره بدا واضحا في تحسن بيئة العمل والاستقرار الفني داخل النادي، كما يحظى بدعم جماهيري متزايد بفضل شفافيته وحرصه على إعادة القرار الرياضي إلى أيدي أهل الخبرة.
ويطمح راتكليف إلى إعادة مانشستر يونايتد إلى موقعه الطبيعي بين صفوة الأندية الأوروبية، من خلال مشروع واقعي يجمع بين الطموح والتخطيط، ويعيد للنادي العريق بريقه المفقود بعد أكثر من عقد من الاضطرابات والتراجع الفني.
وحاولت إدارة راتكليف دعم المدرب البرتغالي خلال فترة الانتقالات الماضية، بجلب عناصر مميزة له، بناء على طلب الأخير، فضلا عن التخلص من بعض اللاعبين الذي جلبهم سلفه إيريك تين هاج، أملا في ترجمة أفكاره على أرض الملعب.