غدًا، أمام بودو جليمت النرويجي، تُمثل المباراة أول اختبار أوروبي كبير للنهج الجديد ليوفنتوس: تصفيات دوري أبطال أوروبا مهمة للغاية، وبعد الجلسة التدريبية الأخيرة، هناك بعض الشكوك التي يجب حلها من جانب المدرب لوتشيانو سباليتي.
الآن، يقع على عاتق سباليتي مسؤولية إحداث الفارق وقلب طاولة يوفنتوس، خاصة في دوري أبطال أوروبا، المسابقة القارية المرموقة، لاسيما وأن موسم السيدة العجوز لا يسير بالشكل المتوقع والمنتظر من نادٍ بحجم اليوفي.
قال المدرب التوسكاني بعد التعادل المخيب للآمال أمام فيورنتينا، في ملعب أرتيميو فرانكي: “علينا رفع مستوى الفريق، وسأُغير شيئًا من أجل لقاء بودو”.
نقطة أخرى حصل عليها يوفنتوس من تعادل جديد، وهو التعادل رقم 28 ليوفنتوس منذ بداية الموسم الماضي إلى الآن (لم يحقق أي فريق في أوروبا تعادلات أكثر من ذلك)، الأمر الذي أعاد إشعال حالة التشاؤم داخل أروقة السيدة العجوز.
الأمر أشبه بتغيير كل شيء، بدءًا من المدربين (تياجو موتا، إيجور تودور وأخيرا سباليتي)، لكن لا شيء يتغير على مستوى الفريق من حيث الأداء ولا النتائج.
يبحث لوتشيانو عن “فرصة غير متوقعة” أو على الأقل عن خطوة تُغير أجواء يوفنتوس، فالأمر أشبه بفتح نوافذ منزل مغلق منذ أشهر، لينفض الغبار عنه.
شكوك سباليتي
تدور في ذهن المدرب السابق، الذي لم يفز إلا بمباراة واحدة من أصل أربع خاضها حتى الآن، أفكارٌ عديدة بدءً من التحول من خط دفاع ثلاثي إلى اللعب بأربعة لاعبين، وإلى اللعب باثنين مهاجمين ومن خلفهم كينان يلدز، لمنحه حرية أكبر ودور محوري أكبر في اللعب.
لكن جدول المباريات المزدحم لا يسمح بالتأمل والتجربة، لذا سيخوض البيانكونيري مباراة الغد أمام بودو على أرضية ملعب صناعية وفي درجات حرارة أقل من الصفر، ما يكشف عن الصعوبات المتوقع أن يواجهها سباليتي أيضا لكنه سيكون مطالبا بالتغلب عليها.
ستساعد الحصة التدريبية التي يخوضها يوفنتوس اليوم، وهي الأخيرة قبل السفر إلى النرويج، سباليتي على إيجاد طريقة لبث روح جديدة، بدءً من عودة جوناثان ديفيد للظهور الأساسي المتوقع إلى عودة فرانسيسكو كونسيساو الذي فقد بريقه مؤخرا، ما قد يضيف إلى إبداع يلدز من أجل تحقيق انتصار غائب منذ فترة عن البيانكونيري بجميع المسابقات.
يحتاج فريق السيدة العجوز إلى الفوز لاستعادة حس الانتصارات، بعدما جمع 3 نقاط فقط في أول 4 جولات، حيث تعادل في ثلاثة وخسر مباراة ولم يعرف طعم الفوز حتى الآن.
ويمكن لكونسيساو بمهاراته وبراعته الفنية في قيادة هجوم يوفنتوس ومد زملائه بالتمريرات الحاسمة والمراوغات التي يمكن أن تُلهم الفريق وتمنحه الشجاعة، وتبث القلق في نفوس الفريق النرويجي.
وستكون الحصة التدريبية اليوم حاسمة، حيث سيتخذ سباليتي قرارًا مهمًا آخر: الاستمرار في اللعب بخط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين أو كسر الروتين بالانتقال إلى دفاع بأربعة لاعبين، على الرغم من غياب بريمر وروجاني وشكوك حول مشاركة فيديريكو جاتي.
التحفيز
في أثناء ما ينتهي العمل والقرارات الميدانية داخل الملعب، تبدأ الناحية التحفيزية، وربما يكون ذلك من أهم ما سيكون على سباليتي محاولة القيام به مع لاعبيه، لكسر سلسلة التعادلات والعودة لمسار الانتصارات، وتصحيح طريق الفريق فيما تبقى من الموسم.
يعد سباليتي من أنجح المدربين في إيطاليا وإذا اختاره النادي ليحل محل المدرب السابق تودور، فذلك بسبب جاذبيته وقدراته، ومنذ يومه الأول في اليوفي، سعى لوتشيانو إلى غرس الطموح وتقدير الذات والثقة في لاعبيه خلال فترة تعافيهم.
وشدد المدرب مجددا على نفس المبادئ وحاول تحفيز لاعبيه آملا في إيجاد شرارة في البرد النرويجي الذي يقبل عليه البيانكونيري، وهو مستعد لمنح الفريق دفعة قوية للحفاظ على آمال التأهل إلى تصفيات دوري أبطال أوروبا، وهو هدف أمام أعين النادي لا يقل عن 30 مليون يورو، والذي قد يحصل عليها الفريق في الفترة القادمة إذا واصل مشواره في البطولة، على الأقل لمرحلة دور الـ16.
ماذا قدم يوفنتوس في موسم 2025-2026
بدأ يوفنتوس الموسم بشكل قوي فحقق فوزا على أرضه ضد بارما 2-0، قبل أن ينتزع انتصارا بشق الأنفس من ميدان جنوى بنتيجة 1-0، ويحقق فوزا ثالثا على التوالي بشكل دراماتيكي على حساب الغريم إنتر ميلان في ديربي إيطاليا 4-3.
و سقط البيانكونيري في فخ التعادل مجددا في مباراتين متتاليتين بالكالتشيو، بعدما تعادل 1-1 في عقر دار هيلاس فيرونا، وعلى أرضه أمام أتالانتا بنفس النتيجة، ويواصل الفريق سلسلة تعادلاته بالسقوط مجددا في نفس الفخ بتعادل سلبي أمام ميلان، قبل أن يتعرض لخسارة قاسية أمام كومو تلاها سقوط جديد ضد لاتسيو.
ولم يستعيد يوفي عافيته إلا بعد إقالة مدربه تودور، ليفوز بأول مباراة بعد الإقالة على أودينيزي 3-1، وفي أول لقاء للمدرب الجديد سباليتي ضد كريمونيزي، فاز اليوفي 2-1، لكنه تعادل سلبيا في مباراته الثانية بنفس البطولة بلقاء الديربي ضد تورينو، وسقط مجددا بفخ التعادلات أمام فيورنتينا 1-1.
ففي الدوري الإيطالي، لعب يوفي 12 مباراة، فاز في 5 وتعادل 5 وخسر مباراتين، سجل الفريق 15 هدف واستقبلت شباكه 11 هدف، ليحتل المركز السادس برصيد 20 نقطة، بفارق 7 نقاط كاملة عن المتصدر روما، و4 نقاط عن المربع الذهبي.
وفي دوري أبطال أوروبا، بدأ يوفي بشكل مترنح، فعلى أرضه وبين جماهيره تعادل مع بوروسيا دورتموند الألماني في مباراة درامية في أحداثها بنتيجة 4-4، قبل أن يكرر التعادل مرة أخرى خارج أرضه أمام فياريال الإسباني بنتيجة 2-2، وفي مباراته الثالثة بالبطولة سقط خارج قواعده أمام ريال مدريد.
واستمرت هذه النتائج السلبية بتعادل جديد أمام سبورتنج لشبونة 1-1، ليتواصل سلسلة عدم فوز اليوفي في هذه النسخة بـ 3 تعادلات وخسارة.
وبالتشامبيونزليج، يعد موقف اليوفي أصعب، حيث يحتل المركز الـ 26 بالجدول أي أنه خارج المراكز المؤهلة لمباراة فاصلة على الأقل والتي ستؤهل لدور الـ16.