يعيش النجم الألماني كريم أديمي، واحدة من أكثر الفترات تعقيدا في مسيرته مع بوروسيا دورتموند، حيث تتزايد الشكوك حول مستقبله مع الفريق في ظل توتر علاقته بالمدرب نيكو كوفاتش، وتداول أنباء عن اهتمام مانشستر يونايتد بالتعاقد معه في فترة الانتقالات المقبلة.
لم تعد أزمة أديمي مقتصرة على تراجع مستواه داخل الملعب، بل امتدت إلى خلافات علنية مع مدربه كوفاتش.. فمنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي لم ينجح اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا في تسجيل أو صناعة أي هدف، ما جعل الانتقادات تلاحقه بشدة.
وجاءت شرارة الخلاف العلني في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما ألقى أديمي زجاجة مياه باتجاه دكة البدلاء بعد استبداله خلال مباراة فريقه أمام كولن التي انتهت بفوز دورتموند (1-0)، وهو تصرف أثار غضب مدربه الذي علّق قائلا: “أعتقد أن هذا غير ضروري، من الطبيعي أن يشعر اللاعب بالغضب أحيانا، لكن هذا التصرف مرفوض، إنه لاعب بالغ وعليه أن يتحكم في انفعالاته”.
ومنذ تلك الحادثة، أصبحت العلاقة بين الطرفين متوترة. وتكرّر المشهد في مباراة هامبورج الأخيرة التي انتهت بالتعادل (1-1)، حيث بدا كوفاتش منزعجا بشدة من قرارات أديمي في الملعب قبل أن يقرر إخراجه في الدقيقة 66.
مستقبل أديمي على الطاولة
ووفقًا لتقارير صحيفة “بيلد” الألمانية، فإن مستقبل أديمي بات على طاولة النقاش بين إدارة دورتموند وممثلي اللاعب.
وينتهي عقده الحالي في عام 2027، إلا أن وكيله يطالب بتمديد طويل الأمد يتضمن شرطا جزائيا بقيمة 70 مليون جنيه إسترليني، وهو أمر غير معتاد في سياسة النادي الألماني الذي يتجنب عادة إدراج شروط جزائية في عقود لاعبيه.
لكن يبدو أن إدارة النادي قد تضطر لقبول هذا الاستثناء لضمان بقاء اللاعب وحماية قيمته السوقية، خصوصا في ظل اهتمام عدد من الأندية الأوروبية، وعلى رأسها مانشستر يونايتد.
اللافت أن أديمي قد انضم مؤخرا إلى شبكة إدارة الأعمال التابعة للوكيل الشهير خورخي مينديز، المعروف بعلاقاته القوية داخل جدران أولد ترافورد، والذي لعب دورا رئيسيا في انتقالات مثل ليني يورو ومانويل أوجارتي إلى يونايتد.
ومع تبني النادي الإنجليزي مشروعا جديدا تحت إشراف السير جيم راتكليف، فإن استهداف اللاعبين الشباب ذوي الإمكانيات العالية، مثل أديمي، يتماشى تماما مع الرؤية الجديدة للفريق.
Getty Images
ورغم التوتر بين الطرفين، فإن كوفاتش لم يغلق الباب أمام تحسين العلاقة مع لاعبه. ففي المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة الفريق أمام هامبورج، تطرق المدرب للحديث عن أداء أديمي قائلا: “أريد أن أكون صريحا، الفارق في جودة التمرير بيننا وبين مانشستر سيتي كان واضحا. أديمي حصل على بعض الفرص لكنه افتقد الدقة والتركيز. ومع ذلك، أنا راضٍ لأنه صنع تلك الفرص بنفسه”.
وأضاف: “نحن نعمل بجد، لدينا مباريات كثيرة ولا نستطيع التدريب بانتظام. كريم يبلغ من العمر 23 عامًا ويملك إمكانيات كبيرة، لكنه بحاجة إلى تطوير بعض الجوانب، وهذا ما نحاول العمل عليه معه يوميا”.
أرقام مقبولة
ومنذ انتقاله إلى دورتموند قادمًا من ريد بول سالزبورج، لعب أديمي 121 مباراة سجل خلالها 29 هدفًا وصنع 22، وهي أرقام مقبولة لكنها أقل من التوقعات التي كانت تُعلق عليه عندما وصل إلى “سيجنال إيدونا بارك” كأحد أبرز المواهب الألمانية الواعدة.
وقبل بداية الموسم، لم يتردد أديمي في التعبير عن حبه لدورتموند وولائه للنادي.
ففي مقابلة مع موقع البوندسليجا قبل مواجهة ريال مدريد في كأس العالم للأندية، قال اللاعب بثقة: “هدفنا هو الفوز بالمباراة. نعرف جيدا نوعية الخصم الذي سنواجهه، لكننا نعرف أيضًا قدراتنا، ولا يوجد سبب يجعلنا نختبئ”.
وعندما سُئل عن مستقبله، أظهر ارتباطا عاطفيًا كبيرا بالنادي قائلا: “لطالما قلت إنني أحب هذا النادي. كنت مشجعًا له عندما كنت صغيرًا، وكذلك عائلتي. عندما أرى ما قدمه ماركو رويس لهذا الفريق، أقول لنفسي إنني أريد أن أكون مثله. أشعر بالراحة هنا، ولو قضيت مسيرتي كاملة في هذا النادي فلن أندم على ذلك”.
تصريحات أديمي العاطفية عن دورتموند تعكس حبه الحقيقي للنادي، لكنها لا تخفي الواقع الصعب الذي يعيشه. فالعلاقة مع المدرب تحتاج لترميم، والمستوى الفني بحاجة إلى تحسن سريع، خاصة مع عودة الاهتمام الخارجي من أندية كبرى تبحث عن أجنحة سريعة ومواهب شابة قادرة على التطور.
أما مانشستر يونايتد، الذي يعيش مرحلة إعادة بناء شاملة تحت قيادة المدرب روبن أموريم، فقد يجد في أديمي خيارًا مثاليًا لمشروعه الجديد القائم على الطاقة والسرعة والضغط العالي.