‏4 صراعات تواجه أهلي جدة بعد التوقف الدولي

BySayed

نوفمبر 16, 2025


يقف أهلي جدة عند مفترق طرق حاسم، يختبئ خلفه ضجيجٌ من الأسئلة الثقيلة والصراعات المؤجلة، فمع انتهاء التوقف الدولي، لم يعد هناك مجال للهروب من الواقع.

هناك 4 ملفات تشتعل في الخفاء، تفرض نفسها على الإدارة واللاعبين والجماهير، وكأن النادي مقبل على اختبار هو الأصعب منذ عودته إلى الوهج.

صراعات تتداخل خيوطها، ما بين مستقبل مدرب لم يعد مُجمَعًا عليه، ونجم أجنبي يحوم حوله الغموض، وسباق دوري يرفض الانتظار، ولقب آسيوي يحتاج إلى فريق لا يعرف التردد، إنها مرحلة أشبه ما تكون بعاصفة تقترب وصمت ما قبل العاصفة لا يدوم طويلًا.

مستقبل يايسله

يعيش الألماني ماتياس يايسله واحدة من أكثر الفترات حساسية منذ وصوله إلى أهلي جدة، فمستقبله داخل النادي بات محور نقاش واسع، لا داخل أروقة النادي فقط، بل في الشارع الرياضي السعودي بأكمله. 

ومع تذبذب مستوى الفريق هذا الموسم، تصاعدت موجة الانتقادات الجماهيرية، وبدأت الكثير من التقارير تربط بين تلك الضغوط وبين احتمال رحيله مع أي تعثر جديد.

الجماهير التي انتظرت فريقًا قادرًا على فرض شخصيته في كل مواجهة، شعرت بأن الأداء لا يعكس حجم الاستثمارات ولا جودة الأسماء داخل قائمة الأهلي.

هذا التراجع في الثقة فتح الباب أمام الإعلام للحديث بجرأة أكبر عن خيارات النادي، وكان من أبرز الأصوات الناقدة اللاعب الدولي السابق أحمد عطيف، الذي شدد في أكثر من مناسبة على أن الأهلي لا يظهر بالشكل التكتيكي المطلوب، وأن بعض القرارات الفنية ليايسله غير مفهومة وتؤثر مباشرة على هوية الفريق داخل الملعب.

ورغم أن الإدارة لم تُصدر أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي التفريط في المدرب، إلا أن الهدوء الظاهري لا يُخفي الحقيقة، فمستقبل يايسله مع الأهلي أصبح محل تقييم دقيق، وكل خطوة في الفترة المقبلة قد تكون فاصلة. 

النادي يقف أمام طموحات جماهير لا ترضى إلا بالمنافسة على القمة، ويبدو أن هامش الخطأ المتاح للمدرب أصبح أضيق من أي وقت مضى.

وكان خالد الغامدي رئيس النادي، رفض التعليق على أنباء رحيل المدرب، بقوله: “هذه أمور لا يجب مناقشتها أمام الكاميرات”.

ملف توني

يبدو أن ملف إيفان توني يتحوّل تدريجيًا إلى أحد أكثر القضايا سخونة داخل النادي، فالمهاجم الإنجليزي الذي جاء إلى أهلي جدة بطموحات كبيرة، يجد نفسه اليوم أمام واقع مختلف تمامًا.

وبعد خروج توني من حسابات يايسله في عدد من المباريات الحاسمة، بدأ الغموض يخيّم على مستقبله، خصوصًا مع رغبة اللاعب الواضحة في العودة للعب بشكل أساسي.

توني يدرك جيدًا أن منافسة مهاجمي إنجلترا على مقعد في قائمة كأس العالم 2026 لن تتحقق إلا من خلال المشاركة المنتظمة وتقديم أرقام مقنعة، ومع جلوسه المتكرر على دكة البدلاء، بات يشعر بأن فرصه تتلاشى، وهو ما دفعه، بحسب تقارير عدة، إلى التفكير الجدي في خطوة الرحيل إذا لم يتغير وضعه سريعًا داخل الفريق.

هذا الوضع فتح الباب أمام الأندية الإنجليزية للتدخل، حيث تلقى اللاعب عروضًا ومفاوضات أولية من أندية ترى فيه إضافة فورية، أبرزها توتنهام الذي يبحث عن مهاجم قادر على لعب دور محوري في خط الهجوم، وإيفرتون الذي يرى في توني فرصة لإعادة تشكيل قوته الهجومية. 

وتؤكد مصادر إنجليزية أن اللاعب لا يمانع العودة إلى البريميرليج، خاصة أن المنافسة هناك تمنحه أفضل فرصة لإقناع الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي بأحقيته في العودة للقائمة.

وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، فهل يقرر الأهلي التمسك بتوني ومحاولة إعادته إلى الواجهة؟ أم يُفضَّل منحه الضوء الأخضر للرحيل قبل أن يصبح ملفه مصدر توتر جديد داخل النادي؟.

وفي الوقت ذاته، رفض رئيس الأهلي التعليق على هذا الأمر، مشددًا على أهمية اللاعب داخل الفريق.

صراع الدوري

بالنسبة للأهلي، فإن صراع الدوري هذا الموسم لم يعد مجرد منافسة عابرة، بل أصبح معركة تُختبر فيها قدرة النادي على العودة إلى مكانته الطبيعية، فالفريق، رغم ما يمتلكه من أسماء ثقيلة واستثمارات ضخمة، يقف اليوم في المركز الخامس برصيد 16 نقطة، وهي حصيلة تُعد أقل بكثير من طموحات جماهيره، التي تحلم برؤية النادي يرفع لقب الدوري للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تحديدًا بعد ثلاثة أعوام من عودته من دوري يلو.

هذه الجماهير التي صبرت على رحلة الصعود ووقفت خلف الفريق في كل المراحل، تجد نفسها الآن أمام مشهد غير مُرضٍ.

 الأهلي كان يُنتظر أن ينافس على القمة منذ الجولة الأولى، وأن يفرض شخصيته على جدول الترتيب، لكن التذبذب في الأداء وغياب الاستقرار الفني جعلاه يتأخر خطوة خلف كبار المنافسين.

ورغم أن الفارق النقطي ما زال قابلًا للتعويض، فإن وتيرة النتائج الحالية لا تمنح الجماهير الطمأنينة المطلوبة، فكل مباراة أصبحت اختبارًا حقيقيًا، وكل تعثر يزيد الضغط، ويجعل طريق المنافسة أكثر تعقيدًا.

 أما داخل النادي، فتتزايد الأصوات المطالبة بتصحيح المسار سريعًا، لأن استمرار الفريق خارج مربع المنافسة المباشرة يمثّل تهديدًا لأهداف الموسم بأكمله.

وبين المطاردة ومحاولات اللحاق بالقمة، يقف الأهلي أمام لحظة الحقيقة، إما أن يستعيد الثقة وينطلق بثبات نحو سباق اللقب، أو يواصل التراجع، وهو السيناريو الذي لا ترغب جماهيره حتى في تخيّله.

الدفاع عن لقب آسيا

الدفاع عن لقب آسيا هذا الموسم يمثل التحدي الأكثر حساسية بالنسبة للأهلي، وربما الأكثر ثقلاً على كتفي الفريق، فالنادي الذي ذاق طعم المجد القاري لأول مرة في تاريخه بالموسم الماضي، دخل هذا الموسم محمّلًا بتركة ثقيلة من التوقعات، لأن تحقيق اللقب شيء، والحفاظ عليه شيء آخر تمامًا.

الأهلي يواصل حتى الآن سلسلة لا هزيمة تاريخية وصلت إلى 22 مباراة في دوري أبطال آسيا، سلسلة تبث الفخر في قلوب الجماهير، لكنها في الوقت نفسه تخلق حالة من القلق؛ لأن كل رقم كبير يرفع سقف التحدي، ويجعل كل خطوة محسوبة، وكل مباراة كأنها نهائي.

ورغم هذا التفوق القاري اللافت، إلا أنّ الجماهير لا تزال تخشى أن يتسلل التراجع المحلي إلى أداء الفريق الآسيوي، فالتذبذب في الدوري وضع علامات استفهام، والجماهير تخاف أن يتحول الدفاع عن اللقب إلى مهمة أصعب مما يبدو على الورق. 

وبالنظر للمنافسة القارية، نجد أنها صعبة للغاية هذا الموسم، والمنافسون باتوا يترقبون كبوة بطل النسخة الماضية لإقصائه واستعادة الهيمنة القارية.

الأهلي يدرك تمامًا أن المجموعة الحالية من اللاعبين والجهاز الفني تحت عدسة مكبرة، متمثلة في أن أي خطأ قد يكلفه حلم الحفاظ على التاج الآسيوي.

وبالتالي، يتحول كل لقاء في البطولة إلى معركة لإثبات أن ما تحقق الموسم الماضي لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل بداية لمرحلة جديدة من حضور الأهلي القوي آسيويًا.



المصدر – كوورة

By Sayed