بين المثابرة ووصمة الفشل.. سعود عبدالحميد مُقاتل وحيد في حملة فرنسية

BySayed

أكتوبر 6, 2025


شهدت السنوات القليلة الماضية انطلاقة حقيقية لعدد من اللاعبين السعوديين صوب الملاعب الأوروبية من أجل خوض تجارب احترافية متباينة، والسعي للاحتكاك بمدارس كروية جديدة واكتساب الخبرات التي تعود بالنفع في النهاية على المنتخبات الوطنية.

من بين هؤلاء كان سعود عبدالحميد الظهير الأيمن السابق للهلال، والذي مؤخرا ارتبط اسمه بالعودة إلى دوري روشن والانتقال لأحد الأندية الكبرى لاسيما النصر الذي يبحث عن بديل آخر للاعبه المخضرم سلطان الغنام، رغم وجود نواف بوشل القادر على شغل هذا المركز أيضا، لكن قدرات سعود ربما تفوق منافسيه كأفضل ظهير أيمن في الكرة السعودية، ما جعله يخطو خطوات جادة في مشوار الاحتراف.

مروان الصحفي ومهند آل سعد وفيصل الغامدي وأيضا سعود عبدالحميد جميعها أسماء شقت طريقها إلى أوروبا في دوريات مختلفة بحثا عن ترك بصمة نادرة للاعبين السعوديين في القارة العجوز.

لكن ربما كانت التجربة الأبرز لسعود عبدالحميد الذي انتقل مباشرة من الهلال السعودي إلى روما الإيطالي، فلم يكن مألوفا أن يطلب أحد عمالقة الكرة الإيطالية لاعبا سعوديا أو حتى عربيا بشكل مباشر، دون أن يكون له سابق خبرات اللعب في أوروبا.

فقد استعان ذئاب العاصمة من قبل بالنجم المصري محمد صلاح، ولكن بعد أن كان قد تألق بشدة في فترة إعارته من تشيلسي الإنجليزي إلى فيورنتينا الإيطالي، حيث قدم مستويات مميزة مع الفيولا.

صلاح كان اسما معروفا آنذاك في إيطاليا، بعكس سعود الذي جاء بفضل مستواه المميز مع منتخب السعودية وفريق الهلال، حيث أن الظهير الأيمن صاحب الـ 26 عاما، كان أبرز اللاعبين السعوديين في عهد الاستقطاب وجلب الصفقات الكبرى، ونافس الأجانب بمستوى مميز.

كل الطرق تؤدي إلى روما

إلى جانب قائد الهلال سالم الدوسري، فقد كان سعود ضلعا أساسيا في فريق المدرب جورجي جيسوس نحو التفوق والهيمنة وقدم مستويات تفوق بعض اللاعبين الأجانب، ما لفت أنظار روما إليه كموهبة تستحق الحصول على فرصة.

وأمام رفض الهلال في بادئ الأمر رحيل سعود عبدالحميد، كان اللاعب أكثر تمسكا بخوض التجربة كونها فرصة لا تُعوض أن يشرع نادٍ إيطالي كبير في جلب لاعب سعودي دون سابق خبرة أو تجربة في ملاعب أوروبا.

وأمام تمسك سعود بالاحتراف ورفضه الاستمرار مع الهلال، فأصبحت كل الطرق تؤدي إلى روما، ومن ثم وافقت إدارة الزعيم أخيرا على رحيله وانطلاقه إلى خوض التجربة الإيطالية.

صعوبات البداية

صادف سعود عبدالحميد صعوبات في بداية التجربة، كون المدرب الشاب دانييلي دي روسي لم يكن مستعدا لأن يمنحه فرصة، بل إنه عندما سُئل عنه لم تكن إجابته تحمل مؤشرا إيجابيا على إمكانية مشاركة اللاعب تحت قيادته.

ومع المدرب المخضرم كلاوديو رانييري انفرجت أسارير سعود عبدالحميد، وبدأ يعرف طريقه للمشاركة، بل إن النجم المميز، بدأ في كتابة التاريخ حيث كان أول لاعب سعودي يسجل هدفا في مسابقة أوروبية، وذلك عندما هز شباك براجا البرتغالي خلال فوز روما 3-0 بالدوري الأوروبي.

وعلى مستوى الدوري الإيطالي أيضا صنع سعود هدفا في الفوز 4-1 على ليتشي، وذلك ليكون قد نجح في تقديم حصيلة مميزة بالنظر إلى أنه لعب 6 مباريات فقط.

سعود عبد الحميد

محطة فرنسا

ومع نهاية الموسم كان لزاما على سعود أن يحسم مستقبله مع روما، إما أن يبقى ويثابر من أجل الحصول على فرصة مشاركة أساسية قد لا تأتي، ومن ثم ينتظر دقائق مشاركة قليلة قد تؤدي به إلى الرحيل في نهاية المطاف، فكان قرار انتقاله إلى لانس مثاليا.

وعلى مدار انتقالات الصيف الماضية كان هناك أكثر من نادٍ فرنسي مهتم بضم اللاعب السعودي الدولي، من بينها تولوز ولانس، لينتقل إلى صفوف الأخير ويبحث حملة فرنسية بغرض إثبات الذات في الملاعب الأوروبي.

وكالعادة لاحقت الأنظار السعودية النجم المتألق، على أمل عودته ما بين أنصار فريقه السابق “الهلال” الذين يريدون إثبات أن قراره بالرحيل عن الزعيم كان خاطئا، وما للاعب إلا أن يعض أصابع الندم.. وبين منافسين يرغبون في توجيه ضربة للهلال بخطف نجمه السابق وكأن الاحتراف كان بمثابة بوابة خلفية لأن يعود اللاعب سريعا للدوري السعودي عن طريق نادٍ آخر.

وفي لانس بدأ سعود رحلته مع فريق مدينة الشمال الفرنسي ذات الطابع التاريخي المميز، حيث بدت التجربة أكثر اختلافا من روما

ولعب تحت قيادة المدرب الفرنسي بيير ساج 5 مباريات جميعها كبديل لكن ذلك لم يمنعه من صناعة هدف وحيد حتى الآن.

وبات سعود أمام تحديات أخرى مكررة مثل اللغة والتأقلم والصبر على فرصته، لاسيما أن العنصر الأخير لطالما أصاب كثيرين بالإحباط، ودفعهم لترك تجربة الاحتراف والعودة سريعا.

لكن بدا واضحا أن سعود يثابر ويتمسك بفرصته، ليس فقط تجنبا لوصمة الفشل التي قد تلاحقه حال عودته سريعا من تجربة الاحتراف، لكن أيضا لإيمانه الشديد بقدراته على أن يكون إضافة لأي فريق.



المصدر – كوورة

By Sayed