في كواليس ما بعد إغلاق سوق الانتقالات، لا يتوقف الحراك الكروي عن رسم ملامح المستقبل، وبينما تترقب الأندية السعودية فرص التدعيم القادمة، يبرز اسم ساحر هولندي، ارتبط باللعب في دوري روشن.
الحديث عن قدومه لا يقتصر على مجرد انتقال محتمل، بل يُنظر إليه كإضافة نوعية قد تعيد تشكيل بعض موازين القوى في دوري روشن مع بداية المرحلة المقبلة.
عرض مفاجئ
وفقًا لما ذكره الصحفي التركي إكرم كونور، فإن أحد أندية الدوري السعودي يجهّز عرضًا جادًا لضم الهولندي ممفيس ديباي، نجم كورينثيانز البرازيلي.
وأوضح أن “العرض يتضمن عقدًا لمدة عامين براتب 5 ملايين دولار في الموسم الواحد، وهي محاولة قوية لإقناع النجم الهولندي باللعب في دوري روشن”.
وأكد أن “اللاعب يحظى في الوقت ذاته باهتمام أوروبي، ولكن هذا لن يقلل من فرص العرض السعودي الذي تتزايد حظوظه”.
صديق نيمار
يرتبط ديباي بعلاقة قوية مع نيمار، حيث تجمعهما صداقة قديمة تعود لسنوات في عالم كرة القدم.
هذه الصداقة ليست مجرد علاقة شخصية، بل قد تلعب دورًا مؤثرًا في تسهيل اندماج ديباي داخل أجواء الدوري السعودي، رغم أن تجربة النجم البرازيلي لم تنجح، ولكنه سبق وأن أشاد بالمسابقة والحياة في المملكة.
وسبق أن ظهر الثنائي سويًا في بعض الحفلات أو داخل أرضية الملعب أثناء المنافسة بالدوري الفرنسي والبرازيلي.
فوائد بالجملة
قدوم نجم بحجم ديباي إلى الدوري السعودي سيمنح المسابقة دفعة فنية هائلة، فهو لاعب يمتلك خبرات طويلة في الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الدوري الإسباني والفرنسي والإنجليزي، إضافة إلى بصمته الواضحة مع منتخب هولندا.
من الناحية الفنية، يتميز ديباي بقدرته على شغل أكثر من مركز هجومي، سواء كمهاجم صريح أو جناح أو حتى صانع ألعاب متأخر، وهو ما يمنح مدربي دوري روشن مرونة تكتيكية عالية.
كما يمتلك اللاعب شخصية قيادية في أرض الملعب وقدرة على صناعة الفارق في المباريات الكبيرة، الأمر الذي يرفع من مستوى المنافسة داخل البطولة.
Getty Images
إلى جانب ذلك، فإن انضمامه سيعزز قيمة الدوري السعودي تسويقيًا وإعلاميًا، نظرًا لشعبيته الأوروبية وارتباط اسمه دائمًا بالعروض المثيرة في البطولات الكبرى.
وبذلك، لن يكون تأثير الصفقة مقتصرًا على النادي الذي يتعاقد معه، بل سيمتد ليشمل الدوري ككل، من حيث رفع مستوى الأداء وجذب الأنظار العالمية.
تحديات تواجه الصفقة
رغم القيمة الفنية الكبيرة التي قد يضيفها ممفيس ديباي لدوري روشن السعودي، إلا أن هناك بعض التحديات التي تثير علامات استفهام حول الصفقة، أبرزها عامل العمر، فاللاعب لم يعد في فترة ذروته البدنية كما كان في سنواته الأولى مع ليون أو مانشستر يونايتد، ما قد ينعكس على قدرته على تحمل ضغط المباريات المتواصل.
إضافة إلى ذلك، عانى ديباي في فترات سابقة من إصابات متكررة، وهو ما قد يهدد استمرارية مشاركته بشكل منتظم إذا لم يتم التعامل معه وفق برنامج طبي ولياقي محكم.
كما أن تكيّفه مع طبيعة الدوري السعودي من حيث الأجواء المناخية المختلفة وأسلوب اللعب قد يمثل تحديًا إضافيًا يحتاج وقتًا لتجاوزه.
في النهاية، نجاح الصفقة سيتوقف على قدرة النادي على إدارة هذه المخاطر، وتوظيف خبرة ديباي بشكل يضمن الاستفادة القصوى من إمكانياته داخل الملعب.
ساحر هولندي جديد
سيكون ديباي ثاني أهم نجوم المنتخب الهولندي الذين يلعبون في دوري روشن، حال تمكن من المجيء بالفترة المقبلة.
أول اللاعبين هو النجم المخضرم جورجينو فينالدوم الذي يلعب في صفوف الاتفاق، ويقدم مستويات بارزة على الصعيدين الهجومي والدفاعي.
وتمكن فينالدوم من تسجيل العديد من الأهداف التي جعلته أحد أهم نجوم المسابقة، بداية من التعاقد معه في صيف 2023، قادمًا من باريس سان جيرمان، مقابل 8 ملايين يورو.
Getty Images
وشارك فينالدوم في 72 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 24 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة.
تجربة فينالدوم الناجحة، قد تمنح ديباي الثقة بأن الانتقال إلى السعودية لن يكون خطوة للخلف، بل على العكس قد تفتح أمامه أبوابًا جديدة للتألق، مع إمكانية مواجهة لاعبين عالميين بشكل مستمر، في بطولة أصبحت محط أنظار العالم.
وبالتالي، قد يُنظر إلى فينالدوم باعتباره “سفيرًا هولنديًا” غير مباشر، يمهد الطريق أمام مواطنيه لطرق أبواب دوري روشن، ويجعل خيار ديباي أكثر واقعية وجاذبية.
التجربة الأخيرة
مع بلوغ ديباي 31 عاما يقترب المهاجم الهولندي من المرحلة التي عادةً ما يبحث فيها اللاعبون عن الاستقرار وضمان المستقبل، سواء من الناحية المالية أو المهنية.
ورغم امتلاكه بعض الخيارات الأوروبية، فإن العروض الخليجية تبدو أكثر إغراءً بفضل القوة الشرائية الكبيرة ورواتبها الضخمة، خصوصًا إذا ما كان العرض يمتد لعامين بقيمة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار في موسمين.
وبالنسبة لمسيرته، قد ينظر ديباي إلى الدوري السعودي باعتباره “المحطة الأخيرة الكبرى” في مساره الكروي، حيث يجمع بين المنافسة في دوري أصبح تحت الأضواء عالميًا، وبين المكاسب المالية التي تؤمن له استقرارًا طويل الأمد بعد الاعتزال.
هذا المزيج بين الطموح الرياضي والاعتبارات الاقتصادية قد يكون العامل الأبرز في دفعه لاتخاذ قرار خوض التجربة الشرق أوسطية قريبًا.