يسعى برشلونة لتدعيم خط دفاعه خلال الفترة المقبلة، مع وضع عدة أسماء مميزة على رأس قائمة اهتماماته في سوق الانتقالات.
ويبرز المدافع الإنجليزي مارك جويهي كخيار بديل بارز ضمن خطط النادي الكتالوني لتعزيز الخط الخلفي في المواسم المقبلة.
اهتمام أوروبي
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أصبح جويهي، البالغ من العمر 25 عامًا، محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بفضل تألقه مع كريستال بالاس واقتراب انتهاء عقده في 30 يونيو/حزيران المقبل.
ويُعد جويهي، المولود في كوت ديفوار والذي يمثل منتخب إنجلترا دوليًا، خريج أكاديمية تشيلسي.
وانضم إلى كريستال بالاس في صيف 2021 بعد فترة إعارة ناجحة مع سوانزي سيتي. وتُقدر قيمته السوقية حاليًا بنحو 45 مليون يورو.
ومع اقتراب نهاية عقده، قد يضطر كريستال بالاس لبيعه بمبلغ أقل خلال فترة الانتقالات الشتوية لتجنب خسارته مجانًا في 2026.
منافسة شرسة
وكشف الصحفي فلوريان بليتنبرج، المتخصص في أخبار سوق الانتقالات بشبكة “سكاي”، أن بايرن ميونخ بدأ مفاوضات مع ممثلي جويهي، بإشراف المدير الرياضي ماكس إيبرل، بهدف ضمه في صفقة انتقال مجانية في صيف 2026.
غير أن هذه الصفقة تعتمد على مستقبل مدافعي الفريق البافاري، دايوت أوباميكانو، وكيم مين جاي.
وفي الوقت ذاته، يواجه بايرن منافسة قوية من برشلونة، وليفربول، اللذين يبديان اهتمامًا جديًا بالتعاقد مع اللاعب، كما يراقب ريال مدريد الموقف عن كثب.
وكان ليفربول قد اقترب من ضم جويهي صيف العام الماضي، ما يعزز من حدة المنافسة على خدماته.
أولويات برشلونة
في برشلونة، تتركز الأولوية على ضم مدافع يجيد اللعب بالقدم اليسرى بعد رحيل إينيجو مارتينيز.
وطُرحت أسماء مثل دايوت أوباميكانو (26 عامًا، ينتهي عقده في 2026) ونيكو شلوتربيك (27 عامًا، مرتبط بعقد مع بوروسيا دورتموند حتى 2027).
ومع ذلك، يبقى مارك جويهي خيارًا جذابًا يتابعه النادي الكتالوني عن كثب كبديل محتمل لتدعيم خط الدفاع في المستقبل القريب.
مسيرة جويهي
وُلد مارك جويهي في 13 يوليو/تموز 2000 بمدينة أبيدجان في كوت ديفوار، قبل أن تنتقل عائلته إلى إنجلترا في سن مبكرة.
بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية تشيلسي وهو في السادسة من عمره، حيث أظهر موهبة استثنائية في التعامل مع الكرة تحت الضغط، إلى جانب انضباطه التكتيكي وقدراته القيادية، مما جعله أحد أبرز المواهب في أكاديمية النادي اللندني.
في الفئات السنية لتشيلسي، تألق جويهي بشكل لافت، وقاد عدة فرق عمرية، وساهم في تتويج فريق الشباب بلقب دوري أبطال أوروبا للشباب مرتين.
كما كان عنصرًا أساسيًا في تتويج منتخب إنجلترا تحت 17 عامًا بكأس العالم في 2017، ضمن جيل ذهبي للكرة الإنجليزية.
في موسم 2019-2020، أُعير جويهي إلى سوانزي سيتي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية (التشامبيونشيب) لكسب الخبرة.
وهناك، أثبت جدارته كأحد أفضل المدافعين في المسابقة بفضل توازنه بين القوة البدنية والهدوء في التمرير.
خاض مع سوانزي 59 مباراة خلال موسمين، وساعد الفريق على الوصول إلى ملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين.
في صيف 2021، انتقل جويهي نهائيًا إلى كريستال بالاس مقابل حوالي 23 مليون يورو، ليصبح أحد أغلى المدافعين الشباب في تاريخ النادي.
ومنذ انضمامه، فرض نفسه كعنصر أساسي في تشكيلة الفريق، وارتدى شارة القيادة في عدة مباريات رغم صغر سنه، ما يعكس شخصيته القيادية وثقة المدرب به.
ومع مرور المواسم، أصبح أحد أبرز المدافعين الإنجليز في الدوري الإنجليزي الممتاز، بفضل تمركزه المثالي، قراءته الجيدة للعب، وتفوقه في التعامل مع الكرات الهوائية.
زيتميز جويهي بقدرته على التكيف مع أساليب لعب متنوعة، سواء في الدفاع بخط مرتفع أو عند التراجع، مما جعله محط اهتمام الأندية الكبرى في إنجلترا وأوروبا.
في عام 2022، حصل على فرصته الأولى مع المنتخب الإنجليزي الأول تحت قيادة جاريث ساوثجيت، حيث خاض مباراته الدولية الأولى ضد سويسرا في لقاء ودي.
شخصية قيادية
إلى جانب موهبته الدفاعية، يتمتع مارك جويهي بشخصية هادئة ونضج ملحوظ داخل وخارج الملعب، مما جعله نموذجًا للاعب المحترف المتوازن.
ويشيد به مدربوه وزملاؤه لالتزامه الكبير بالتدريبات وتطوير مستواه باستمرار، ويُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في مستقبل منتخب إنجلترا لسنوات قادمة.
اليوم، يُنظر إلى مارك جويهي كأحد أبرز المدافعين الواعدين في أوروبا، حيث يجمع بين الهدوء، الصلابة، والذكاء التكتيكي.
هذه الصفات جعلته هدفًا محتملاً لأندية بحجم برشلونة، بايرن ميونخ، وريال مدريد.
ومع اقتراب نهاية عقده مع كريستال بالاس في 2026، تبدو مسيرته على أعتاب خطوة جديدة قد ترفعه إلى مصاف نجوم القارة العجوز.