في سن الثامنة عشرة فقط، أصبح لامين يامال، نجم برشلونة الإسباني، رمزًا للموهبة الاستثنائية في عالم كرة القدم، فالفتى الذي حصد المركز الثاني في صراع الكرة الذهبية خلف عثمان ديمبيلي، يُذهل الجماهير بسرعته الخاطفة، ورؤيته الثاقبة، ونضجه اللافت الذي يتجاوز عمره.
لكن وراء هذا التألق، تلوح في الأفق أزمة خطيرة، فقد أعادت إصابة يامال الأخيرة في منطقة العانة، والتي تعرض لها خلال هزيمة برشلونة أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، إشعال الجدل حول الأعباء الهائلة التي يتحملها اللاعبون الشباب.
وبينما خاض يامال 130 مباراة احترافية وما يساوي 8158 دقيقة لعب بحلول عيد ميلاده الثامن عشر، فإن عبء العمل عليه ليس مجرد إحصائية استثنائية، بل إنذار بكارثة تهدد مستقبل اللعبة.
وأصبح التقويم الكروي الحديث، المزدحم بالدوريات المحلية، والبطولات القارية، والمباريات الدولية، يمثل ضغطًا هائلا على اللاعبين ويدفعهم إلى حدود جسدية وعقلية غير مسبوقة.
ووفقًا لتقرير صادر عن اتحاد اللاعبين العالمي (FIFPRO) بعنوان “الإرهاق وعدم الحماية: تأثير الأعباء على صحة اللاعبين وأدائهم”، فإن الحمل الزائد على يامال يُعد دراسة حالة نموذجية لهذه الأزمة، حيث لعب في سنة الـ18 فقط ما يقرب من ضعفي دقائق أساطير مثل أندريس إنييستا، وتشافي هيرنانديز، أو سيسك فابريجاس في نفس العمر.
ومقارنة بأقرانه، فإن 130 مباراة ليامال تتجاوز بفارق كبير مباريات زملائه في برشلونة باو كوبارسي (69)، وجافي (60)، وبيدري (49).
حتى جود بيلينجهام، نجم ريال مدريد، الذي أثار قلقًا بسبب عبء عمله في سن الـ18، سجل 6216 دقيقة، وذلك أقل بنسبة 31% من الدقائق التي خاضها يامال.