أشاد البولندي المخضرم فويتشيك تشيزني، حارس برشلونة، بزميله الشاب، خوان جارسيا، الذي يراه خليفة الجيل القادم بين عمالقة حراسة المرمى في العالم.
جاء ذلك خلال ظهوره في العاصمة البولندية وارسو أثناء العرض الأول للفيلم الوثائقي الجديد عن مسيرته بعنوان “تشيزني”، والذي أنتجته منصة “برايم فيديو” لجمهور بلاده.
وخلال حديثه إلى الصحافة المحلية، عبر تشيزني، البالغ من العمر 35 عامًا، عن فخره الكبير بالعمل إلى جانب جارسيا، مشيرًا إلى أنه يمتلك كل المقومات التي تؤهله ليصبح الأفضل في العالم مستقبلًا.
وقال تشيزني، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية: “ربما ينتهي به الأمر ليصبح خوان جارسيا أفضل حارس مرمى في العالم، فهو يمتلك موهبة استثنائية، وإذا كان لي نصيب في المساهمة في تطوره فسأكون سعيدًا وفخورًا بذلك”.
ويحمل تصريح تشيزني أهمية خاصة في التوقيت الحالي، إذ يشغل الحارس البولندي مركز الحارس الأساسي لبرشلونة بعد إصابة الوافد الجديد خوان جارسيا، الذي انضم إلى الفريق في الصيف قادمًا من إسبانيول.
فرصة نادرة
وتُعد هذه المرحلة فرصة نادرة لتشيزني ليثبت نفسه في الكامب نو، لكنه في الوقت نفسه لم يتعامل مع زميله الشاب كمنافس، بل كمشروع موهبة يرى فيها صورة المستقبل.
وأوضح الحارس المخضرم أنه كان قد لاحظ تألق جارسيا خلال الموسم الماضي عندما كان الأخير يلعب في صفوف إسبانيول، غير أن انطباعه الحقيقي تكون بعد مشاهدته له في تدريبات برشلونة.
وأضاف: “كنت معجبًا به عندما كان في إسبانيول، لكنه فاجأني أكثر بعد ثلاثة أيام من التدريب المشترك. لديه هدوء كبير وثقة استثنائية في التعامل مع الكرة، ومع القليل من الخبرة سيكون من الصعب جدًا تجاوزه”.
وتابع تشيزني حديثه بنبرة من الإعجاب والتقدير: “لا أقول إنه الأفضل الآن، لكنه بالتأكيد يسير على الطريق الصحيح ليصبح كذلك. وسأشعر برضا كبير إذا تمكنت من مساعدته ولو بخبرة بسيطة”.
Getty Images
صورة مثيرة
وجاءت تصريحات الحارس البولندي بعد فترة قصيرة من الانتقادات التي طالت بعض لاعبي برشلونة عقب الهزيمة القاسية أمام إشبيلية بنتيجة (4-1) في الدوري الإسباني، وهي المباراة التي ظهر فيها تشيزني في صورة مثيرة للجدل، بدا فيها وكأنه يبتسم بعد الهدف الرابع.
ورد الحارس على تلك اللقطة موضحًا: “رأيت الصورة، لكني أؤكد أنني لم أكن أضحك. من السهل أن تجمّد لقطة في لحظة معينة وتفسرها بشكل خاطئ، لكني لا أبتسم عندما أستقبل أربعة أهداف. أحد زملائي مازحني بعد المباراة، لم يكن ليفاندوفسكي، لكن الأمر كان في إطار الدعابة فقط”.
وأضاف بابتسامة واقعية: “في هذا العمر من مسيرتي لم أعد أحمل العمل معي إلى المنزل. أعرف أن الهزائم جزء من اللعبة، والأهم هو ما نتعلمه بعدها”.
تصريحات تشيزني لم تمر مرور الكرام في أروقة برشلونة، حيث لاقت ترحيبًا واسعًا داخل النادي، خصوصًا أنها جاءت في وقت يحتاج فيه الفريق إلى جرعات من الدعم المعنوي بعد النتائج المتذبذبة.
فوجود شخصية بخبرة تشيزني في غرفة الملابس يمثل مصدر توازن للفريق، خاصة في ظل تولي الحارس البولندي دور الحارس الأساسي خلال غياب جارسيا.
جانب إنساني
الوثائقي الجديد الذي تحدث خلاله تشيزني عن تجربته مع برشلونة كشف أيضًا عن جانب إنساني في شخصية الحارس، إذ استعاد ذكريات تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني الموسم الماضي، مشيرًا إلى لحظة رمزية خلال الاحتفال حين دخن سيجارًا فاخرًا أهداه له رئيس النادي خوان لابورتا.
وقال: “خاتمة الفيلم وأنا أدخن السيجار في غرفة الملابس تلخص مسيرتي كلها. الدخان كان حاضرًا في حياتي منذ أيامي في آرسنال، ربما كان سبب رحيلي من هناك، لكنه رافقني أيضًا في لحظات المجد. السيجار الذي منحني إياه لابورتا كان رائعًا، والمشهد كان مزيجًا من النشوة والفخر والهدوء، تمامًا كما كانت مسيرتي”.
وتناول الفيلم أيضًا رحلة تشيزني الطويلة عبر أندية أوروبا، من بداياته في آرسنال إلى سنواته المميزة في روما ويوفنتوس، وصولًا إلى محطته الحالية في برشلونة، حيث أصبح نموذجًا للحارس الذي يجمع بين الخبرة والهدوء، وبين الواقعية والطموح.
ورغم أن انتقاله إلى برشلونة لم يكن في الأصل ليكون الحارس الأساسي، إلا أن إصابة جارسيا فتحت أمامه الباب ليؤكد قيمته الكبيرة، ويظهر كأحد قادة الفريق داخل الملعب وخارجه.
وفي ظل الدعم الكبير الذي أبداه تشيزني، يبدو أن برشلونة يمتلك اليوم ثنائيا في حراسة مرمى من طراز خاص؛ حارس مخضرم عاش كل شيء في الملاعب الأوروبية، وشاب واعد ينتظر أن يكتب فصله الأول في تاريخ العملاق الكتالوني.