تبدأ مغامرة جديدة في القلعة الحمراء مع وصول المدرب الدنماركي ياس سوروب لتولي القيادة الفنية للنادي الأهلي المصري لمدة عامين ونصف، وسط حالة من الترقب والآمال الكبيرة داخل أروقة النادي وجماهيره.
لكن مهمة سوروب لن تكون سهلة، فالرجل القادم من أوروبا الشمالية يجد نفسه أمام 4 تحديات كبرى تنتظره فور هبوطه في القاهرة، في ظل ظروف فنية صعبة وضغط جماهيري لا يرحم، وموسم مزدحم بالمنافسات المحلية والقارية.
وأعلن النادي الأهلي رسميًا التعاقد مع سوروب، موضحًا أن أسامة هلال، مدير التعاقدات والتسويق، سافر إلى الدنمارك مؤخرًا لإنهاء كافة التفاصيل الإدارية والمالية الخاصة بالعقد الجديد، بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي أشرف عليها محمود الخطيب رئيس النادي.
وأكد البيان أن الخطيب عقد اجتماعًا موسعًا مع لجنة التخطيط والمدير الرياضي محمد يوسف ومدير الكرة وليد صلاح الدين لمناقشة الملف الفني واختيار المدرب الأنسب للمرحلة المقبلة، ليقع الاختيار على سوروب لما يمتلكه من رؤية فنية تتوافق مع أهداف الأهلي وتطلعاته.
وسيغادر سوروب إلى القاهرة غدًا الخميس برفقة أسامة هلال، على أن يصطحب معه خمسة مساعدين يشكلون جهازه المعاون، يضم ثنائي مدربين عامين، ومعدًا بدنيًا، ومحلل أداء، ومدربًا لحراس المرمى. ومن المقرر أن يبدأ عمله رسميًا يوم الجمعة المقبل.
وكان الأهلي قد وجّه الشكر إلى المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو في نهاية أغسطس الماضي عقب تراجع النتائج والخسارة أمام بيراميدز بهدفين دون رد في الدوري، قبل أن يتولى عماد النحاس المسؤولية مؤقتًا ويقود الفريق خلال الأسابيع الأخيرة بنجاح نسبي، آخره الفوز على كهربا الإسماعيلية 4-2 في الجولة العاشرة من المسابقة.
ومن المقرر أن يعقد محمود الخطيب اجتماعًا رسميًا مع سوروب وجهازه المساعد فور وصوله، بحضور لجنة التخطيط والمدير الرياضي محمد يوسف ومدير الكرة وليد صلاح الدين، لمناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بالمرحلة المقبلة، بما في ذلك الجهاز المعاون المحلي وخطط الإعداد للموسم المزدحم بالبطولات.
Getty Images
التحدي الأول: الجهاز المعاون المحلي
أولى القضايا التي تنتظر سوروب فور وصوله إلى القاهرة هي حسم مصير الجهاز الفني المحلي، والذي يضم عماد النحاس (مدير فني مؤقت)، وعادل مصطفى (مدرب عام)، ومحمد نجيب، وأمير عبد الحميد.
ووفقًا لمصادر داخل النادي، سيعود أمير عبد الحميد لمنصبه كمدرب لحراس مرمى منتخب الناشئين مواليد 2009، بينما يستأنف محمد نجيب عمله مع فريق الشباب بالأهلي، في حين تظل المفاوضات قائمة بشأن بقاء النحاس أو عادل مصطفى ضمن الجهاز الجديد.
وأشارت مصادر إلى أن محمود الخطيب سيحاول إقناع سوروب بالإبقاء على أحدهما، خصوصًا عادل مصطفى، الذي أنهى عمله مؤخرًا مع زد، ويُنظر إليه ككادر فني شاب يمكن الاستفادة منه في المرحلة المقبلة، بينما قد يتم تكليف عماد النحاس بدور إداري أو فني آخر داخل المنظومة الحمراء.
التحدي الثاني: الإصابات المتكررة
يعاني الأهلي منذ أسابيع من أزمة إصابات عضلية متكررة ضربت صفوف الفريق، ما جعل ملف الأحمال البدنية على رأس أولويات المدرب الجديد.
ويغيب حاليًا كل من أشرف داري وحسين الشحات وكريم فؤاد ومحمد شكري بسبب تمزقات عضلية مختلفة، في وقت اشتكى فيه عدد من اللاعبين من الإجهاد خلال الأسابيع الماضية.
وتُرجع لجنة التخطيط هذه الأزمة إلى فترة الإعداد غير الموفقة التي خاضها الفريق في عهد ريبيرو، ومن المتوقع أن تناقش اللجنة مع سوروب خططًا جديدة للجانب البدني وتطوير منظومة الوقاية من الإصابات.
Getty Images
التحدي الثالث: إدارة النجوم
يمتلك الأهلي قائمة مليئة بالنجوم، وهو ما يجعل من مهمة سوروب في إدارة غرفة الملابس تحديًا لا يقل صعوبة عن أي مباراة.
فالتعامل مع مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة والنجومية يتطلب حنكة تكتيكية وشخصية قوية للحفاظ على الانضباط والروح الجماعية، وهو ما ستترقبه الجماهير في الأسابيع الأولى لولايته.
نجاح سوروب في فرض النظام والعدالة سيكون مفتاحًا أساسيًا لاستعادة الانسجام الذي افتقده الفريق مؤخرًا.
التحدي الرابع: ضغط المنافسات
يخوض الأهلي خلال الشهر الجاري سلسلة من المواجهات الحاسمة على أكثر من جبهة، إذ يبدأ مشواره بمواجهة فريق إيجل نوار البوروندي في دور الـ32 من دوري أبطال إفريقيا، قبل السفر إلى الإمارات لخوض بطولة السوبر المصري مطلع تشرين الثانى/نوفمبر المقبل.
كما تنتظره استحقاقات متواصلة في الدوري الممتاز وكأس رابطة الأندية المصرية المحترفة، ما يفرض على سوروب ضرورة إدارة الجهد وتدوير اللاعبين بذكاء لضمان الاستمرارية في المنافسة على كل الألقاب.
التحضير للموسم المزدحم
استأنف الفريق الأحمر تدريباته صباح اليوم بعد راحة استمرت 3 أيام منحها عماد النحاس للاعبين بسبب توقف الدوري.
وسيُكمل الأهلي استعداداته للسفر إلى بوروندي على متن طائرة خاصة لخوض مواجهة الذهاب أمام إيجل نوار، والمقررة أحد يومي 15 أو 16 أكتوبر الجاري.
وكان الفريق البوروندي قد تأهل إلى هذا الدور بعد تجاوزه فريق أساس تليكوم الجيبوتي في الدور التمهيدي من البطولة الإفريقية.
ومع اقتراب لحظة استلامه المهمة رسميًا، تبدو الأعين كلها موجهة نحو سوروب، الرجل الذي يحمل على عاتقه مهمة إعادة الأهلي إلى مكانته الطبيعية كقوة إفريقية لا تقهر، واستعادة شخصية الفريق التي تهز القارة منذ عقود.