تأهل منتخب مصر رسمياً إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد فوزه مساء أمس الأربعاء، على حساب جيبوتي بثلاثة أهداف دون رد في الجولة التاسعة وقبل الأخيرة بالمجموعة الأولى بتصفيات قارة أفريقيا.
وحسم المنتخب المصري صدارة ترتيب المجموعة الأولى برصيد 28 نقطة بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه بوركينا فاسو قبل نهاية مشوار تصفيات قارة أفريقيا بجولة واحدة.
وتأهل الفراعنة لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ الكرة المصرية بعد الظهور في نسخة 1934 كأول منتخب عربي وأفريقي كما خاض منافسات كأس العالم 1990 تحت قيادة المدرب الراحل محمود الجوهري.
وظهر منتخب مصر في نسخة كأس العالم 2018 التي أقيمت في روسيا تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر.
ونجح حسام حسن في إنجاز هدف رئيسي له في مهمته مع منتخب مصر بعد أن تولى المهمة في شهر فبراير/شباط 2024 خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا بعد الخروج من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية.
وعلى مدار 20 شهراً، نجح حسام حسن بشكل كبير في إعادة بريق منتخب مصر وقيادته للتأهل رسمياً إلى نهائيات كأس العالم 2026 بجانب الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية التي تقام في المغرب نهاية العام الجاري.
ظهور استثنائي
حسام حسن بهذا الإنجاز كتب تاريخا استثنائياً لأنه أصبح اللاعب الوحيد في تاريخ الكرة المصرية الذي شارك في كأس العالم مع منتخب مصر في نسخة 1990 كلاعب.
وحال استمرار حسام حسن كمدرب مع منتخب مصر في كأس العالم خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، سيكون أول لاعب ومدرب مصري يشارك في المونديال.
وقد يضيف حسام حسن إنجازاً جديداً إذا حقق لقب كأس الأمم الأفريقية القادمة فإنه سيكون ثاني لاعب ومدرب في تاريخ الفراعنة يفوز باللقب القاري بعد الراحل محمود الجوهري.
لم يعد منتخب صلاح
البصمة الأبرز لحسام حسن أن منتخب مصر لم يعد منتخب محمد صلاح فقط وهي النغمة التي عانى منها الفراعنة على مدار سنوات منذ توهج نجم ليفربول الإنجليزي.
من المنطقي أن يعتمد منتخب مصر على صلاح في قيادة هجومه ولكن الأمر كان مبالغاً به لدرجة أن المنتخب بدا عاجزاً حال تراجع مستوى نجم ليفربول أو عدم تقديمه أفضل ما لديه أو إصابته.
صلاح ظهر بصورة جيدة تحت قيادة حسام حسن، وسجل 7 أهداف وصنع هدفين ولكن حسام نجح أيضاً في تغيير الأسلوب التكتيكي بما يمنح الفراعنة حلولاً هجومية أخرى سواء انطلاقات الأطراف بوجود أحمد مصطفى “زيزو” ومحمود حسن “تريزيجيه” أو الاعتماد على عمر مرموش في أوقات أخرى.
وسجل تريزيجيه تحت قيادة حسام حسن 6 أهداف لمنتخب مصر وقدم 3 تمريرات حاسمة بنفس عدد مساهمات صلاح كما منح مدرب الفراعنة الفرصة للاعب إبراهيم عادل جناح الجزيرة الإماراتي الذي سجل 3 أهداف لمنتخب مصر وصنع هدفاً.
صلابة دفاعية
النقطة الأخرى التي أضفاها حسام حسن على منتخب مصر الصلابة الدفاعية التي ظهرت بوضوح في المباريات الأخيرة.
لم يستقبل منتخب مصر أي أهداف في آخر 5 مباريات رسمية، ويعود آخر هدف هز شباك الفراعنة إلى مباراة بوتسوانا يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في تصفيات كأس الأمم الأفريقية.
واستقبل منتخب مصر إجمالاً في عهد حسام حسن 8 أهداف، وحافظ على نظافة شباكه خلال 10 مباريات من أصل 15 لقاء وهو معدل ممتاز يعكس الصلابة الدفاعية مع الأخذ في الاعتبار أن الفراعنة لم يواجهوا منتخبات كبرى في قارة أفريقيا خلال رحلة التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا أو كأس العالم.
تخفيض معدل الأعمار
يحسب لحسام حسن أيضاً تخفيض معدل أعمار لاعبي منتخب مصر (24 إلى 26 عاما) بعد أن وصل إلى متوسط 29 عاماً مع المدرب السابق روي فيتوريا.
وتخلص حسام حسن من بعض اللاعبين أصحاب الأعمار المرتفعة مثل محمد النني وأحمد حجازي، ومنح الفرصة لبعض العناصر الشابة من جيل المنتخب الأولمبي الذي شارك في دورة باريس 2024.
وأشرك حسام حسن بشكل أكبر اللاعب إبراهيم عادل وأيضاً أحمد نبيل “كوكا” ومحمود صابر وأسامة فيصل وأحمد عيد وأيضاً محمد شحاتة وكلهم عناصر لعبت في أولمبياد باريس.
فرض الانضباط
نجح حسام حسن في فرض الانضباط داخل منتخب مصر بعد أن كسب الرهان في صدامه مع عدة نجوم كبار.
حسام حسن تعامل بهدوء مع محمد صلاح قائد منتحب مصر ولكنه فرض أسلوبه الإداري والتكتيكي داخل وخارج الملعب.
واستبعد حسام حسن أيضاً إمام عاشور لاعب وسط الأهلي بعد أن تشكك في هروبه من منتخب مصر للإصابة وتكرر نفس الأمر مع نجوم آخرين داخل المنتخب بخروجهم من التشكيل الأساسي مثل مصطفى محمد.