حصد صالح أبو الشامات، لاعب الأهلي، ثاني أعلى تقييم بين لاعبي المنتخب السعودي في مباراته ضد إندونيسيا، ضمن الجولة الأولى من مرحلة المُلحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم.
ونال أبو الشامات صاحب الـ23 عاما تقييم 7.9 ليكون ثاني أفضل اللاعبين خلف فراس البريكان المهاجم الذي سجل هدفين.
ونجح أبو الشامات في تسجيل هدف تعادل السعودية بمرمى إندونيسيا، في توقيت هام من المباراة التي انتهت بفوز الأخضر بنتيجة 3-2.
اكتشاف ألماني
ومنذ انضمام أبو الشامات إلى الأهلي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية نجح أبو الشامات في أن يكون إضافة حقيقية لهجوم الفريق، فقد ساهمت العين الخبيرة لدى الألماني ماتياس يايسله المدير الفني للفريق الأهلاوي في أن يستقطب بطل دوري أبطال آسيا للنخبة، النجم المتألق من الخليج، ليحصل على فرصة أكبر لإظهار قدراته.
وكان صالح قد سجل هدفا وحيدا وصنع 6 أهداف مع الخليج في 31 مباراة الموسم الماضي.
ونقل اللاعب تألقه للأهلي، صحيح أنه لم يسجل حتى الآن في 8 مباريات لكنه اقتحم المنافسة الصعبة مع مهاجمين آخرين مثل فراس البريكان وإيفان توني وجالينو ورياض محرز وفرض نفسه كلاعب يمكن الاعتماد عليه.
وعلى مدار مباريات الموسم حصل صالح أبو الشامات على تقييمات مرتفعة من مباراة لأخرى، من بينها مباراة ناساف الأوزبكي التي حصل على تقييم 8 درجات، حيث ساهم في الريمونتادا المثيرة وتحويل التأخر بهدفين إلى الفوز برباعية.
أيضا رغم نقص خبراته الدولية فإنه حتى في مباراة مقدونيا الشمالية الودية صنع هدفاً في الفوز 2-1 لصالح المنتخب السعودي.
وحتى مباراة الأهلي ضد بيراميدز المصري في بطولة كأس إنتركونتيننتال التي خسرها الراقي بنتيجة 3-1 فقد كان أبو الشامات أعلى لاعبي فريقه تقييما خلف الحارس إدوارد ميندي.
ولعب أبو الشامات 60 دقيقة، وقدم مراوغتين ناجحتين من أصل 3، وبلغت نسبة دقة تمريراته 75%، بحسب منصة “سوفا سكور” الإحصائية
نقطة تميز
وبحسب الموقع ذاته فإن نقطة تميز صالح أبو الشامات مع الأهلي والمنتخب ليس فقط إيجابيته في الشق الهجومي، وتوجهه دائما نحو المرمى بحثا عن التسجيل، ولكن صناعة اللعب والربط الجيد مع زملائه.
وربما يكون ذلك نواة لمستقبل هجومي أفضل بالنسبة للمنتخب السعودي الذي لطالما اشتكى من نقص المواهب في الثلث الأمامي، وعدم وجود بدائل مناسبة.
Getty Images
إشادة رينارد
وتحدث الفرنسي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي عقب الفوز على إندونيسيا عن لاعبيه، خاصةً الثنائي الذي سجل أهداف “الأخضر” ضد إندونيسيا، صالح أبو الشامات وفراس البريكان، مؤكدًا أنه يثق بهما وببقية عناصر المنتخب.
وقال: “حينما تكون مدربًا، لا يمكنك العمل دون الثقة باللاعبين.. أعرف أن لديهم هدفًا واضحًا، وإصرارًا كبيرًا على التأهل، واليوم حققنا الأهم.. أعرف فراس البريكان منذ ست سنوات، وقد أدى مباراة مميزة.. أما صالح أبو الشامات، فلم يكن معنا من قبل، لكنه الآن معنا، ويمكنك أن ترى في عينيه رغبته القوية في التأهل”.
واستطرد: “قلت له إن اللعب في كأس العالم مختلف تمامًا.. قد تخوض مباريات كبيرة في الدوري، أو دوري أبطال آسيا، لكن المونديال بطولة من نوع آخر.. إنه (أبو الشامات) موهبة رائعة، وشاهدنا اليوم أداءه العالي.. إنه يصنع الفارق، لكن في بعض الأحيان، من الصعب أن يلعب أكثر من 65 دقيقة بكامل طاقته”.
وأكمل رينارد: “أحيانًا يطير اللاعب في السماء، بعد خوض مباراتين دوليتين ناجحتين، لكن يجب دائمًا أن يعمل ويواصل التطور ليحافظ على مستواه”.
حقبة فرنسية
وشهد أداء المنتخب السعودي مع الفرنسي رينارد خلال الفترة الأخيرة تذبذبًا بين فترات من التألق وأخرى من التراجع، حيث حاول المدرب المزج بين الاستقرار التكتيكي وتجديد دماء الفريق استعدادًا للاستحقاقات القارية والعالمية.
اعتمد رينارد على أسلوب هجومي مرن يعتمد على التمريرات القصيرة والضغط العالي، مع التركيز على سرعة التحول من الدفاع للهجوم، وهو ما منح الأخضر هوية فنية واضحة مقارنة بالفترات السابقة.
بشكل عام، يمكن القول إن فترة رينارد مع الأخضر اتسمت بالانضباط التكتيكي والجرأة الهجومية، مع نجاحه في إعادة الثقة للجماهير السعودية بمنتخبها، رغم بعض التذبذبات في النتائج التي حالت دون استمرار مسيرته في الولاية الأولى حتى نهاية عقده بعد تلقيه عرضًا لقيادة منتخب فرنسا للسيدات.
وإذا استمرت قدرة رينارد المميزة على تطوير قدرات لاعبيه فإن ذلك سيسهم بشكل واضح في تعزيز قائمة الأخضر قبل الاستحقاقات الهامة سواء كأس العالم 2026، التي اقترب المنتخب بشدة من التأهل إليها، أو بطولة كأس آسيا في العالم التالي 2027 والتي تستضيفها السعودية، وتبحث خلالها عن لقب قاري غاب منذ سنوات.