تعدى على شرطي وحكم.. الوجه الآخر لكونسيساو

BySayed

أكتوبر 9, 2025


تولى البرتغالي سيرجيو كونسيساو، منصب المدير الفني لاتحاد جدة، لمدة موسمين ونصف، خلفًا للفرنسي لوران بلان، الذي تمت إقالته الأسبوع الماضي بسبب سوء النتائج.

ويُعرف كونسيساو بشخصيته القوية داخل غرف الملابس، كما يظهر أسلوبًا صارمًا في التعامل مع اللاعبين، كما أنه واضح في مشاعره دون اللجوء إلى مراوغات نفسية، مما أدى إلى بعض التوترات داخل الأندية التي تولى تدريبها.

احتفالاته الصاخبة                

دائما ما يعبر كونسيساو عن فرحته بشكل صاخب، حيث ظهر في أكثر من مناسبة مع فريقيه السابقين، بورتو البرتغالي وميلان الإيطالي، وهو يحتفل بالتتويج بالكؤوس، ممسكًا بسيجار كبير ويرتدي نظارة شمسية، أو الرقص على أنغام الموسيقى، مما يعكس شخصيته المرحة، وأنه لا يحتاج إلى ارتداء “قناع الجدية” في لحظات الفرح والانتصار.

نيران الغضب

كونسيساو دائمًا ما يعبر عن غضبه بشكل حاد، وقد جرى اتهام المدرب البرتغالي، بضرب شرطي وحكم وعمدة إسباني، خلال اشتباك في بطولة كرة قدم للأطفال، حينها رفع دعوى قضائية بأنه كانت هناك محاولة اعتداء على نجله مويسيس.

وقام مانويل باروسو عمدة بلدة كارتايا الإسبانية، حينها باتهام كونسيساو، بضرب الثلاثة، وقام الأخير، برفع دعوى قضائية، متهمًا العمدة بتشويه سمعته، وأن ما قام به فقط هو الذهاب إلى سؤال الحكم عن حادثة في الملعب، لكن العمدة دفع ابنه مدافعًا عنه، بالوقوف بينهم.

الصدام مع النجوم

دخل كونسيساو في أزمة مع موسى ماريجا لاعب الهلال السابق، وذلك في عام 2020، حينما قرر كونسيساو، استبدال اللاعب المالي، في مباراة لفريق بورتو بالدوري البرتغالي.

لكن اللاعب لم يتقبل القرار، وخرج من الملعب غاضبًا، بل رفض الجلوس على مقاعد البدلاء واتجه مباشرة لغرف الملابس، في مشهد أثار جدلًا واسعًا.

كونسيساو من جانبه، لم يُخفِ غضبه الشديد تجاه ماريجا، وردّ بحدة بعد المباراة، قائلاً إن “أي لاعب يرفض قرارات المدرب، لا مكان له في الفريق”.

كما دخل كونسيساو في أزمة أخرى، مع المدافع البرتغالي دانيلو بيريرا، بعدما قرر منح لاعبيه يوم راحة قبل العودة لتناول العشاء الجماعي.

ومع عودة الجميع، تأخر المدرب البرتغالي لدقائق معدودة، ليبادر دانيلو بمطالبته بالالتزام بالمواعيد وعدم التكرار، ليشعل غضب كونسيساو الذي رد بعصبية، ليتحول الموقف إلى نقاش حاد، كاد أن يتطور لما هو أبعد.

ورغم تدخل لاعبي بورتو لاحتواء الأزمة، رفض كونسيساو، تهدئة الموقف، وأصر على استبعاد دانيلو من المعسكر.

وبعد يومين فقط، غادر اللاعب بالفعل، وغاب عن المباراة الودية أمام فارينسي التي انتهت بفوز بورتو 4-2.

ورغم أن دانيلو بيريرا أكمل الموسم بصفوف بورتو، وشارك في 40 مباراة، سجل خلالها هدفين وصنع آخر، لكنه رحل في الصيف التالي مباشرة، في 2020، إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، على سبيل الإعارة، ثم بشكل نهائي في الصيف التالي.

كما كان المدرب البرتغالي، طرفا في حادثة صغيرة مع دافيدي كالابريا، حينما كان مدربا لميلان، حينها ذهب كونسيساو إلى لاعبه بعد استبداله من أجل إسداء نصيحة له حول عدة أمور في الملعب، إلا أن كالابريا قال عدة أشياء لمدربه، مما دفع عناصر الفريق إلى الفصل بينهما.

صرامة كونسيساو

يتسم أسلوب المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو بالواقعية والصلابة التكتيكية، مع جرعة كبيرة من الحماس الذي ينعكس على لاعبيه داخل الملعب.

ودائما ما يمتلك مرونة تكتيكية، ولا يعتمد على خطة واحدة، فهو يتنقل بين 4-4-2 و4-2-3-1 بحسب هوية المنافس، لكنه يحرص دائمًا على أن يظهر فريقه بشخصية قتالية وكثافة عالية في وسط الميدان وضغط متواصل يخنق الخصم ويدفعه لارتكاب الأخطاء، وعند افتكاك الكرة، يأتي سلاحه الأبرز، وهو التحولات السريعة عبر الأجنحة والكرات العمودية المباشرة.

كما يفضل أن يبذل لاعبي فريقه جهدًا مضاعفًا مع انضباط صارم، سواء في الدفاع أو الهجوم، مع مرونة في تبادل الأدوار والمراكز.

ولعل تجربته مع بورتو، خير شاهد، حيث جمع بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، مستغلًا العرضيات والتمريرات العمودية كأحد أهم مفاتيح اللعب.

لكن ما يميّز كونسيساو، أكثر من خططه، هو شخصيته القوية، فهو لا يتردد في فرض الانضباط على كبار النجوم، مما منحه احترام غرفة الملابس حتى وسط صرامته.

مسيرة تدريبية مميزة

يمتلك كونسيساو، سيرة تدريبية مميزة، امتدت لأكثر من 15 عامًا، بدأها عام 2010 بعد اعتزاله اللعب مباشرةً، حيث عمل مساعدًا في ستاندارد لييج البلجيكي، قبل أن يخوض تجربته الأولى كمدير فني مع أولهانينسي عام 2012.

ومن هناك، تنقل بين عدة أندية برتغالية، مثل أكاديميكا كويمبرا وسبورتينج براجا وفيتوريا جيماريش، قبل أن يخرج لتجربة قصيرة مع نانت الفرنسي عام 2017.

لكن محطته الأهم كانت مع بورتو، الذي تولى قيادته في صيف 2017، واستمر رفقته حتى 2024، محققًا نجاحات كبيرة على المستويين المحلي والأوروبي.

وقاد كونسيساو، الفريق البرتغالي في 368 مباراة، ففاز في 265، وتعادل في 48، وخسر 55، محققًا 11 لقبًا، منها الدوري البرتغالي 3 مرات، وكأس البرتغال 4 مرات، وكأس السوبر البرتغالي 3 مرات، وكأس الرابطة البرتغالية مرة واحدة.

وخلال فترته مع بورتو، سجل الفريق 803 أهداف واستقبل 317 فقط، بمعدل تهديفي يبلغ 2.29 هدفًا في المباراة، مما يعكس فلسفته الهجومية المتوازنة، وانضباطه الدفاعي العالي.



المصدر – كوورة

By Sayed