يواجه الجهاز الفني لمنتخب مصر، المشارك في بطولة كأس العرب، بقيادة المدرب حلمي طولان، أزمة جديدة، بعدما تعرض الثنائي عمر جابر وكريم حافظ للإصابة خلال المعسكر المقام حاليًا في المغرب، ضمن برنامج الإعداد للبطولة المقررة إقامتها في ديسمبر/كانون أول المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقرر طولان، بالتشاور مع الجهاز الطبي والإداري للمنتخب، عودة اللاعبين إلى القاهرة فورًا من أجل الخضوع لفحوصات طبية شاملة، بعد أن أثبتت الفحوص الأولية، حاجتهما لفترة راحة وتأهيل، تمنعهما من استكمال المعسكر الحالي.
وأوضح مصدر داخل البعثة، أن عمر جابر يعاني من إصابة عضلية في الفخذ الخلفي، بينما اشتكى كريم حافظ من التواء في الكاحل تعرض له خلال إحدى الحصص التدريبية، وهو ما استدعى خروجه من المران وعدم مشاركته في اللقاء الودي الأخير أمام منتخب المغرب للمحليين.
وأكد الجهاز الفني أن القرار جاء حرصًا على سلامة اللاعبين وعدم المجازفة بمشاركتهما في التدريبات أو المباريات الودية قبل الاطمئنان على جاهزيتهما التامة، خاصة أن المنتخب يسعى لتجهيز قوام متكامل قادر على المنافسة القوية في كأس العرب.
استدعاء كريم العراقي
في المقابل، قرر المدرب حلمي طولان، استدعاء الظهير الأيمن كريم العراقي، لاعب المصري البورسعيدي السابق، لينضم إلى المعسكر غدًا الجمعة في المغرب، لتعويض النقص العددي في مركز الظهير الأيمن بعد إصابة عمر جابر.
ويعد العراقي من العناصر التي تمتلك خبرة دولية سابقة، إذ شارك مع منتخب مصر الأولمبي في أولمبياد طوكيو 2020 وسبق له التواجد في عدة معسكرات مع المنتخب الأول، مما يجعله خيارًا مناسبًا لتدعيم الجبهة اليمنى، خصوصًا في ظل ضغط المباريات المقبلة.
وأشار الجهاز الفني إلى أن استدعاء العراقي، يأتي في إطار خطة بدائل مرنة وضعها طولان تحسبًا لأي ظروف طارئة، خاصة أن الفريق سيخوض أكثر من مباراة ودية في المعسكر الحالي لاختبار التشكيلة الأساسية وأسلوب اللعب الذي سيعتمد عليه في البطولة.
خسارة ودية أمام المغرب
خاض منتخب مصر، مباراة ودية أمام منتخب المغرب للمحليين، على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خسرها المنتخب بهدفين دون رد، سجلهما أمين زحزوح ومحمود بنتايك، في مواجهة شهدت تجربة عدد كبير من الوجوه الجديدة والعناصر الشابة.
ورغم الخسارة، أكد حلمي طولان عقب اللقاء أن النتيجة ليست مقياسًا لأداء الفريق، مشيرًا إلى أن الهدف من المباراة هو تجربة أكبر عدد ممكن من اللاعبين، والوقوف على مدى انسجامهم داخل الملعب، إلى جانب اختبار الحالة البدنية بعد فترة تجمع قصيرة.
وأضاف طولان أن المنتخب المصري سيخوض مواجهة ودية أخرى أمام منتخب البحرين خلال الأيام المقبلة، مشددًا على أن الفريق يسير في الطريق الصحيح من حيث الإعداد والالتزام والانضباط داخل المعسكر.
برنامج الإعداد والتحدي القادم
يخوض المنتخب المصري، معسكره في المغرب، على مرحلتين؛ الأولى تتضمن تدريبات بدنية وفنية مكثفة، والثانية تركز على النواحي التكتيكية وخوض مباريات تجريبية مع مدارس كروية مختلفة في شمال أفريقيا والخليج، استعدادًا لبطولة كأس العرب التي ستشهد مشاركة منتخبات قوية على غرار السعودية وتونس، وقطر، والجزائر، والمغرب.
ويسعى طولان من خلال هذا المعسكر، إلى بناء توليفة متجانسة تجمع بين عناصر الخبرة وبعض المواهب الشابة التي أثبتت نفسها في الدوري المصري مؤخرًا، مثل أحمد سيد غريب، وعبد الرحمن مجدي، ومروان عطية، إلى جانب بعض المحترفين في الدوريات العربية.
وأكد المدير الفني أن هدفه الأساسي هو تقديم أداء مشرف يعكس هوية الكرة المصرية، مع التركيز على الانضباط الدفاعي والتنظيم التكتيكي، وهو ما ظهر خلال الفترات الطويلة من مباراة المغرب رغم الخسارة.
دعم من اتحاد الكرة
من جانبه، شدد اتحاد الكرة المصري، على دعمه الكامل للجهاز الفني واللاعبين في مهمة الإعداد الحالية، مؤكدًا أن المشاركة في كأس العرب تمثل فرصة مهمة لاختبار عدد من اللاعبين استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم وكأس العالم.
وأكد مصدر بالاتحاد المصري أن هناك متابعة دقيقة لحالة اللاعبين المصابين، وأن التنسيق جار مع الأجهزة الطبية في الأندية لضمان عودتهم في أفضل حالة ممكنة، مشيرًا إلى أن باب المنتخب سيظل مفتوحًا أمام كل لاعب يثبت أحقيته بالانضمام.
آمال كبيرة قبل كأس العرب
من المقرر أن يعلن الجهاز الفني خلال الأيام المقبلة، عن القائمة النهائية التي ستشارك في البطولة، بعد تقييم أداء اللاعبين في المعسكر الحالي، على أن يتوجه المنتخب مباشرة إلى قطر قبل انطلاق المنافسات بأيام قليلة.
وتتطلع الجماهير المصرية إلى رؤية منتخب قوي قادر على المنافسة الجادة في كأس العرب، خصوصًا وأن البطولة تمثل اختبارًا حقيقيًا لجيل جديد من اللاعبين، قد يكون نواة لمستقبل المنتخب الأول خلال السنوات المقبلة.
وتقام البطولة خلال الفترة بين 1 إلى 18 في شهر ديسمبر/كانون أول المقبل في قطر.