فاز المنتخب الإنجليزي على جاره الويلزي، بثلاثية دون رد، مساء الخميس، في المباراة الودية التي أقيمت على ملعب ويمبلي في لندن.
واستهل منتخب “الأسود الثلاثة” المباراة الودية بقوة، بعدما سجل ثلاثيته في غضون 20 دقيقة تناوب عليها مورجان رودجرز (3) وأولي واتكينز (11) وبوكايو ساكا (20).
وانتظرت ويلز حتى الشوط الثاني، لتهديد مرمى مضيفتها، إلا أن الحارس جوردان بيكفورد كان بالمرصاد في المرتين (56 و72).
وتأتي هذه الودية ضمن استعدادات رجال المدرب الألماني توماس توخيل، لخوض التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، الثلاثاء المقبل في ريجا، بمواجهة ليتوانيا ضمن منافسات المجموعة 11.
وتحتل إنجلترا صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة مع 15 نقطة من 5 انتصارات، وسجلت 13 هدفا وحافظت على نظافة شباكها.
وغاب القائد هاري كين عن مواجهة ويلز، بعدما تعرض لإصابة مع فريقه بايرن ميونخ الألماني، ليحمل ديكلان رايس شارة القيادة، وواتكينز المهام الهجومية، قبل أن يخرج مع بداية الشوط الثاني ويترك مكانه لصالح مهاجم برشلونة ماركوس راشفورد.
وأجرى توماس توخيل، العديد من التبديلات في الشوط الثاني، فزج باللاعب روبن لوفتوس تشيك، العائد لارتداء قميص بلاده بعد قرابة 7 سنوات على آخر مشاركة له.
إصابة هاري كين
تعرض كين (32 عاماً) للإصابة خلال فوز بايرن ميونخ بثلاثية نظيفة على آينتراخت فرانكفورت الأسبوع الماضي، حيث تلقى العلاج الطبي على أرض الملعب قبل أن يتم استبداله في الدقائق الأخيرة بالمهاجم نيكولاس جاكسون المعار من تشيلسي.
وبحسب شبكة “سكاي سبورتس”، فإن هاري كين يتبع حالياً برنامجاً تدريبياً خاصاً داخل القاعة الرياضية إلى جانب المدافع جاريل كوانساه.
وتأتي إصابة هاري كين، في وقت أشاد فيه مدربه في منتخب إنجلترا، توماس توخيل، بمستواه الكبير، واصفاً إياه بأفضل مهاجم في جيله.
وقال توخيل في تصريحات لصحيفة سبورت بيلد “إنه بلا شك أفضل مهاجم في جيله. لقد وصل إلى مستوى جديد ويسجل حالياً بمعدل هدفين في كل مباراة. يمكنك أن تشعر بالثقة التي يحملها، فهو يقود بايرن ميونخ ومنتخب إنجلترا بسهولة وبراعة. إنه في قمة مستواه، وأنا سعيد بكونه قائداً للفريق”.
ويقدم كين، موسماً استثنائياً مع النادي البافاري والمنتخب الإنجليزي، إذ سجل 18 هدفاً في عشر مباريات فقط مع بايرن ميونخ، كما أحرز 5 أهداف في 6 مباريات دولية مع منتخب إنجلترا منذ بداية العام الجاري.
من جهته، يأمل بايرن ميونخ أن يتمكن هاري كين من التعافي سريعاً قبل المباراة المقبلة أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، والتي ستقام عقب انتهاء فترة التوقف الدولي.
ولا يُعد كين، اللاعب الوحيد الذي يواجه مشكلة بدنية في صفوف المنتخب الإنجليزي، إذ انسحب ريس جيمس نجم تشيلسي، من قائمة المنتخب، وتم استبداله بلاعب مانشستر سيتي نيكو أوريلي.
مسيرة مميزة
وُلد هاري كين في 28 يوليو/تموز 1993 في مدينة وولتهمستو شرق لندن، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي توتنهام هوتسبير، حيث أظهر منذ صغره، قدرات تهديفية مميزة جعلت المدربين يراهنون عليه ليكون مهاجماً من طراز خاص.
وتدرج كين في الفئات السنية للسبيرز، حتى شارك لأول مرة مع الفريق الأول عام 2011، لكنه لم يثبت مكانه مباشرة، إذ خرج في عدة إعارات إلى أندية مثل ليستر سيتي، نورويتش سيتي، وميلوول، حيث اكتسب خبرة كبيرة في منافسات دوري الدرجات الأدنى.
وبدأت مسيرة كين في الانطلاق فعلياً موسم 2014-2015 عندما أصبح المهاجم الأول لتوتنهام، وسرعان ما أثبت نفسه كأحد أبرز الهدافين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأنهى ذلك الموسم مسجلاً 21 هدفاً في البريميرليج، ليحجز مكانه في المنتخب الإنجليزي ويبدأ رحلة تألق طويلة بقميص “الأسود الثلاثة”.
وعلى مدار 9 مواسم مع توتنهام، سجل كين أكثر من 280 هدفا في مختلف المسابقات، ليصبح الهداف التاريخي للنادي، متجاوزا الرقم القياسي للأسطورة جيمي جريفز.
كما حصل على جائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي 3 مرات (2016، 2017، 2021)، بفضل دقته في التسديد، وقدرته على إنهاء الهجمات من مختلف الزوايا، ورؤيته المميزة داخل منطقة الجزاء وخارجها.
وعلى الصعيد الدولي، ارتدى كين شارة قيادة منتخب إنجلترا منذ عام 2018، وكان أبرز نجوم الفريق في كأس العالم 2018، حيث قاد “الأسود الثلاثة” إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، وتوج بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في البطولة برصيد 6 أهداف، كما ساهم في وصول المنتخب إلى نهائي يورو 2020، قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
وفي صيف 2023، اتخذ كين، القرار الأكبر في مسيرته بمغادرة توتنهام والانضمام إلى بايرن ميونخ في صفقة بلغت 95 مليون يورو، ليبدأ فصلاً جديداً في مسيرته الاحترافية.
وفي موسمه الأول مع البافاري، واصل تألقه المعتاد وسجل معدلاً تهديفياً مذهلاً، مثبتاً أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم خلال العقد الأخير.
ويُعرف كين بمهاراته الشاملة كمهاجم حديث يجمع بين التسجيل وصناعة الأهداف، كما يتمتع بانضباط كبير داخل وخارج الملعب، مما جعله نموذجاً يُحتذى به في الاحتراف والقيادة في كرة القدم الإنجليزية.