إيميليانو مارتينيز جاهز للمشاركة.. ولا نريد المخاطرة بماركوس أكونيا
تحدث المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، ليونيل سكالوني، بصراحة وهدوء عن أبرز القضايا التي تشغل عشاق التانجو في الوقت الحالي، في مؤتمر صحفي حافل عُقد قبل المواجهة الودية بين الأرجنتين وفنزويلا على ملعب هارد روك في ميامي.
ومن بين هذه الأمور، كان مستقبل النجم الشاب فرانكو ماستانتونو، وحالة القائد ليونيل ميسي، واستعدادات المنتخب الأرجنتيني لخوض المرحلة المقبلة من التحضيرات قبل مونديال 2026، إضافة إلى كلماته المؤثرة عن وفاة المدرب المخضرم ميجيل أنخيل روسو.
وبدأ سكالوني، مؤتمره الصحفي، بالإشادة بالموهبة الصاعدة فرانكو ماستانتونو، الذي يخوض موسمه الأول مع ريال مدريد بعد انتقاله من صفوف ريفر بليت، مؤكدًا رضاه التام عن الطريقة التي يتعامل بها المدرب الإسباني تشابي ألونسو مع اللاعب الشاب.
وقال ليونيل سكالوني “مدربه وفريقه في ريال مدريد، يعرفون تمامًا كيف يسيرون به. يمنحونه الدقائق المناسبة ويُديرون تطوره بحكمة. إنه شاب صغير يجب التعامل معه بهدوء كبير، وهم يفعلون ذلك بشكل مثالي، ونحن سنتبع نفس النهج معه في المنتخب”.
وأكد سكالوني أن مشاركة ماستانتونو في المباراتين الوديتين ضد فنزويلا أو بورتو ريكو لم تُحسم بعد، موضحًا “إذا رأينا أنه يجب أن يلعب، سيلعب. إنه في حالة جيدة ولديه رغبة كبيرة، وربما يشارك في واحدة من المباراتين أو حتى في كلتيهما. نحن سعداء بما يقدمه، لكن علينا ألا ننسى أنه يبلغ فقط الثامنة عشرة من عمره”.
ويبدو أن المدرب ليونيل سكالوني يريد حماية نجمه الواعد من الضغوط المبكرة، مع السماح له في الوقت ذاته باكتساب خبرة دولية تدريجية.
وانتقل المدرب الأرجنتيني، للحديث عن نجم المنتخب وقائده ليونيل ميسي، الذي عاد إلى التدريبات بعد فترة غياب قصيرة بسبب بعض الآلام العضلية.
وعن إمكانية مشاركته أمام فنزويلا، قال سكالوني “تحدثت مع ميسي، كما تحدثت مع بقية اللاعبين، لكن لم نحسم بعد التشكيلة الأساسية. هذه المباريات الودية تمنحنا فرصة لتجربة خيارات جديدة، مع احترامنا الكامل للمنافسين”.
كما تطرق سكالوني إلى حالة الحارس إيميليانو مارتينيز، الذي كان يخضع لتدريبات خاصة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنه أصبح في جاهزية تامة للمشاركة.
في المقابل، أكد أن الظهير الأيسر ماركوس أكونيا لن يتم الدفع به إلا بعد التأكد من تعافيه الكامل، قائلاً “لا نريد المخاطرة بأكونيا. سنقيم حالته قبل المباراة الثانية”.
وخلال المؤتمر، سُئل سكالوني عن التوقيت المتوقع لإعلان القائمة النهائية المشاركة في كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فأجاب بحزم “القائمة لن تُعلن حتى اللحظة الأخيرة. لدينا أكثر من 26 لاعبًا مرشحين، وهذا أمر إيجابي لأنه يعكس عمق الفريق وجودة الخيارات التي نملكها”.
وأضاف “الهدف من هذه المباريات الودية، هو أن يثبت اللاعبون الجدد أنهم يستحقون مكانهم. نعرف الكثير منهم جيدًا، وهناك آخرون نريد أن نمنحهم دقائق ليروا حجم المسؤولية”.
وتأتي تصريحات ليونيل سكالوني، في وقت يسعى فيه إلى موازنة الفريق بين أصحاب الخبرة الكبيرة وعلى رأسهم ليونيل ميسي، والعناصر الجديدة التي تمثل مستقبل المنتخب الأرجنتيني.
فبعد الفوز بكأس العالم في قطر 2022، يدرك سكالوني أن الحفاظ على روح المنافسة والانسجام سيكون التحدي الأكبر قبل المونديال المقبل، لذلك يحاول بناء توليفة متجانسة تجمع بين الاستقرار والطموح.
وفي ختام المؤتمر، توقف سكالوني عند اللحظة الأليمة التي عاشها الجهاز الفني واللاعبون بعد تلقي نبأ وفاة المدرب الأرجنتيني الكبير ميجيل أنخيل روسو عن عمر ناهز 69 عامًا، واصفًا الراحل بأنه “رجل ترك بصمة لا تُمحى في كرة القدم الأرجنتينية”.
وقال بحزن كبير “تلقينا الخبر خلال الحصة التدريبية. كنا في حالة صدمة ولم نعرف كيف نتصرف، وتوقفنا دقيقة حداد على روحه. كان شخصًا محبوبًا للغاية ومدربًا قديرًا سيبقى أثره خالدًا في ذاكرة الجميع”.
ولم يُخفِ سكالوني، تأثره بالحدث، مؤكدًا أن روسو كان مصدر إلهام لجيل كامل من المدربين واللاعبين في الأرجنتين، وأن ذكراه ستظل حاضرة دائمًا في نفوس من عملوا معه أو تعلموا من مسيرته.
وبينما يستعد التانجو لمواجهتي فنزويلا وبورتو ريكو، تبدو الأجواء داخل المنتخب مستقرة ومليئة بالحماس، حيث يسعى سكالوني إلى مواصلة ترسيخ أسلوب اللعب الجماعي الذي ميز الفريق في السنوات الأخيرة، مع إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة لإثبات الذات في مرحلة ما قبل تصفيات كأس العالم.
وهكذا، قدم سكالوني، خلال مؤتمره الصحفي، صورة واضحة عن مشروعه الفني، القائم على الواقعية والتدرج، والتعامل المتزن مع المواهب الشابة.
فالأرجنتين، رغم كونها بطلة العالم، لا تركن إلى المجد القديم، بل تواصل البناء والتجديد بخطوات محسوبة، تحت قيادة مدرب يُدرك أن النجاح لا يتحقق فقط بالموهبة، بل بالهدوء، والعمل، والاحترام المتبادل بين الأجيال.