الكرة المصرية تُعيد رسم مستقبلها.. أول رخصة “Pro” ترى النور بالقاهرة

BySayed

أكتوبر 10, 2025


افتتح هاني أبو ريدة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، اليوم، فعاليات رخصة التدريب “Pro” والتي تُنظم للمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية كبرى نحو تطوير منظومة التدريب والارتقاء بالكوادر الفنية العاملة داخل الأندية والمنتخبات الوطنية.

تأتي هذه الدورة ضمن خطة الاتحاد المصري لكرة القدم لتأهيل المدربين بأحدث المناهج العلمية والفنية المعتمدة عالميًا، تماشياً مع متطلبات الاتحادين الدولي (فيفا) والإفريقي (كاف)، وبمشاركة 25 مدرباً مصرياً من أبرز الأسماء العاملة في الساحة التدريبية.

وتمتد فعاليات الدورة لمدة عام كامل، بواقع 370 ساعة تدريبية موزعة على 10 كورسات متخصصة تغطي الجوانب الفنية، والعلمية، والتحليلية، والإدارية.

بداية قوية تحت إشراف خبراء دوليين

انطلقت فعاليات الكورس الأول من الرخصة على مدار ثلاثة أيام مكثفة، وتضمنت محاضرات علمية وتطبيقية بمستوى عالمي.

وتولى الإشراف عليها الخبير التونسي بالحسن مالوش، المحاضر المعتمد من الاتحادين الإفريقي والدولي، وأحد أبرز المتخصصين في تطوير كرة القدم الحديثة.

وفي محاضرته الافتتاحية، تناول مالوش منهجيات تطوير كرة القدم الحديثة وأحدث المفاهيم المرتبطة بتخطيط المواسم، وإدارة الأحمال البدنية، والتعامل الذهني مع اللاعبين.

كما أشاد بالمستوى الذي أظهره المدربون المصريون المشاركون في الدورة، مشيراً إلى أن ما شاهده في القاهرة يعكس وعياً متزايداً بأهمية العلم والتأهيل المستمر في عالم التدريب.

وقال مالوش: “مصر تمتلك قاعدة هائلة من المدربين الموهوبين، وما يميز هذه الدورة هو روح الالتزام والتعلم التي ظهرت على الجميع. مستوى التنظيم هنا يوازي ما نراه في كبرى الدول الإفريقية، والاتحاد المصري لكرة القدم يسير في الطريق الصحيح من خلال هذه المبادرات الجادة لتأهيل الكوادر الوطنية”.

حضور إداري وفني رفيع المستوى

شهد حفل الافتتاح حضوراً واسعاً من قيادات الاتحاد المصري لكرة القدم، في مقدمتهم خالد الدرندلي نائب رئيس الاتحاد، والدكتور مصطفى عزام المدير التنفيذي، وعلاء نبيل المدير الفني للاتحاد، والدكتور جمال محمد علي مدير إدارة المدربين، إلى جانب جايدا زكريا مديرة التطوير الفني بالاتحاد الإفريقي، وإيهاب الجندي المنسق العام للرخص التدريبية في مصر.

وخلال الفعالية، تم تنظيم قرعة بين الدارسين بإشراف علاء نبيل والدكتور جمال محمد علي، جرى من خلالها توزيع المهام على مجموعات من المدربين لتحليل منتخبات إفريقية مشاركة في كأس الأمم الإفريقية المقبلة بالمغرب، بالإضافة إلى فرق من دوري أبطال أوروبا، في تجربة تهدف إلى دمج الجانب العملي بالمفاهيم النظرية وتعزيز مهارات التحليل الفني والبحث التكتيكي لدى المدربين.

مشاركة نجوم التدريب في مصر

تتميز الدورة بمشاركة نخبة من أبرز نجوم الكرة المصرية السابقين الذين برزوا في مجال التدريب، وهو ما منحها زخماً خاصاً ومكانة استثنائية. ويأتي في مقدمتهم حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر، وشوقي غريب المدير الفني الأسبق للفراعنة، وحلمي طولان المدير الفني لمنتخب مصر المشارك في كأس العرب، وربيع ياسين المدير الفني السابق لمنتخب الشباب.

كما تضم القائمة محمد يوسف المدير الرياضي للنادي الأهلي، وحمادة صدقي المدير الفني الأسبق لمنتخب الشباب، ومعتمد جمال المدير الفني السابق للزمالك، إلى جانب محمد وهبة، وطارق العشري، ومحمد عودة، وعبد الله درويش.

علاوة على محمد كامل كيتا، وعبد الستار صبري، وهيثم شعبان، وأسامة عرابي، وحسين عبد اللطيف، وياسر رضوان، وسامي قمصان، وعبد الحميد بسيوني، وعلاء عبد العال، وتامر مصطفى، ومحمد فتحي، وأكرم عبد المجيد، وأسامة نبيه.

ويجمع هؤلاء بين الخبرة الكبيرة كلاعبين ومدربين، مما يضمن تبادل الخبرات وإثراء النقاشات الفنية خلال الكورس.

أبو ريدة: دورة مجانية تقديراً لعطاء أبناء المنتخبات الوطنية

وفي كلمته الافتتاحية، أعرب المهندس هاني أبو ريدة عن فخره بانطلاق أول رخصة تدريبية “Pro” في تاريخ الكرة المصرية، مؤكداً أنها تمثل مرحلة جديدة من التطوير داخل المنظومة الكروية في البلاد.

وقال أبو ريدة: “اليوم نبدأ فصلاً جديداً في تاريخ التدريب المصري. نجاح أي منظومة كروية يبدأ من المدرب، فهو حجر الأساس في بناء الفرق والمنتخبات القوية”.

وأضاف: “قررنا أن تكون الدورة مجانية بالكامل لكل المشاركين، احتفالاً بتأهل منتخب مصر إلى كأس العالم 2026، وتقديراً لعطاء أبناء المنتخبات الوطنية من لاعبين ومدربين عبر السنوات”.

وأكد رئيس الاتحاد أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تطوير المدرب المصري وتأهيله وفق أعلى المعايير الدولية، مشيراً إلى أن الاتحاد يضع برامج مماثلة للمدربين في مختلف الدرجات والفئات السنية، بهدف خلق منظومة احترافية متكاملة.

وشدد أبو ريدة على أن تنظيم مثل هذه الدورات في مصر “يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الكرة المصرية لدى الاتحادين الدولي والإفريقي”، وأن نجاحها سيمهد الطريق لمزيد من الدورات المتقدمة في المستقبل.

رخصة نحو المستقبل

تأتي هذه الرخصة ضمن استراتيجية شاملة ينتهجها الاتحاد المصري لكرة القدم لتطوير العنصر البشري، ورفع كفاءة الكوادر الفنية وفق أحدث المناهج التدريبية المعتمدة عالمياً.

وتعد رخصة التدريب “Pro” أعلى درجات التأهيل المهني في عالم التدريب، إذ تمنح الحاصلين عليها الأحقية في قيادة الفرق والمنتخبات الكبرى في البطولات الدولية.

ومن المنتظر أن تسهم هذه الدورة في فتح آفاق جديدة أمام المدربين المصريين للعمل داخل وخارج القارة الإفريقية، وتعزيز مكانة مصر كإحدى الدول الرائدة في مجال تطوير المدربين في إفريقيا والعالم العربي.

كما أنها تأتي لتؤكد أن الاستثمار في المدرب هو البداية الحقيقية لبناء منتخبات قوية وأندية قادرة على المنافسة قارياً وعالمياً.

بهذا الحدث، يكون الاتحاد المصري لكرة القدم قد أطلق مشروعاً استراتيجياً غير مسبوق يستهدف الارتقاء بمستوى التدريب في البلاد إلى المعايير العالمية، في وقت تتجه فيه الكرة المصرية بخطى واثقة نحو مرحلة جديدة من الاحتراف الحقيقي والنهضة الشاملة.



المصدر – كوورة

By Sayed