من القاهرة إلى بغداد.. عماد النحاس يبدأ مغامرته مع الزوراء

BySayed

أكتوبر 11, 2025


أعلن نادي الزوراء العراقي، تعاقده رسميًا مع المدرب المصري عماد النحاس لتولي القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم، خلفًا للمدرب عبد الغني شهد الذي تم إنهاء التعاقد معه بالتراضي بعد سلسلة من النتائج غير المقنعة في بداية الموسم.

وجاء إعلان التعاقد من خلال بيان رسمي أصدرته الهيئة الإدارية لنادي الزوراء برئاسة حيدر شنشول، أكدت فيه أن اختيار النحاس جاء بعد دراسة دقيقة ومتأنية داخل مجلس الإدارة، بهدف انتقاء الاسم الأنسب لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة التي وصفها البيان بـ”الحساسة والمهمة”، سواء على المستوى المحلي في الدوري العراقي الممتاز أو القاري في بطولة دوري أبطال آسيا.

وأوضح البيان أن عماد النحاس يُعد من الأسماء التدريبية البارزة في الكرة المصرية والعربية، لما يمتلكه من خبرة كبيرة في الملاعب وخارجها، مشيرًا إلى أن هذه الخبرة الواسعة جعلته الخيار الأمثل لقيادة فريق بحجم وتاريخ الزوراء، الذي يُلقب بـ”زعيم الكرة العراقية”.

وأضافت إدارة النادي أن المدرب المصري من المقرر أن يصل إلى العاصمة بغداد خلال اليومين المقبلين قادمًا من مصر، بعد إنهاء مهامه الفنية المؤقتة مع الأهلي المصري، الذي تولى قيادته في الأشهر الأخيرة من الموسم المنصرم، وحقق معه نتائج مميزة أسهمت في استقرار الفريق قبل قدوم المدير الفني الجديد.

في المقابل، وجهت إدارة الزوراء شكرًا خاصًا للمدرب السابق عبد الغني شهد وجهازه الفني المساعد على ما قدموه من جهد وإخلاص خلال فترة توليهم المسؤولية، مشيدةً بالتزامهم وتفانيهم في العمل، مؤكدة أن قرار إنهاء التعاقد تم في أجواء ودية، وباتفاق كامل بين الطرفين من أجل مصلحة النادي.

النحاس.. مسيرة ذهبية داخل وخارج المستطيل الأخضر

يُعد عماد النحاس واحدًا من أبرز نجوم الكرة المصرية خلال العقدين الماضيين، بعدما بدأ مشواره الكروي في مركز شباب مغاغة بمحافظة المنيا، مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى نادي أسوان حيث بدأت ملامح موهبته الدفاعية في الظهور بوضوح.

في صيف 1998، خطف النحاس أنظار الجماهير المصرية بانضمامه إلى الإسماعيلي، وهناك صنع لنفسه اسمًا لامعًا بعدما قاد الفريق للفوز بعدة بطولات، أبرزها الدوري المصري موسم 2001/2002، إلى جانب كأس مصر، ليصبح أحد أبرز المدافعين في الكرة المصرية خلال تلك الحقبة.

تجربته الخارجية جاءت عبر النصر السعودي، قبل أن ينتقل إلى الأهلي المصري في صيف 2004، حيث انضم إلى الجيل الذهبي الذي صنع التاريخ في القلعة الحمراء، وفاز معه بعدة بطولات محلية وقارية، أبرزها دوري أبطال أفريقيا مرتين، والدوري المصري في أكثر من مناسبة، إلى جانب مشاركاته البارزة في كأس العالم للأندية.

وبعد مسيرة حافلة داخل المستطيل الأخضر، أعلن النحاس اعتزاله في عام 2009، لينتقل إلى العمل الإداري والفني مباشرة، فشغل منصب مساعد رئيس قطاع الناشئين في النادي الأهلي، قبل أن يخوض تجربة خارجية قصيرة كمدير لكرة القدم في المريخ السوداني موسم 2010/2011.

ريبيرو مع عماد النحاس

بداية المشوار التدريبي

دخل النحاس عالم التدريب من بوابة نادي أسوان عام 2013، حيث قاده للصعود إلى الدوري الممتاز المصري، ثم تولى تدريب أندية الشرقية والرجاء المطروحي وطنطا، قبل أن يبدأ مرحلة جديدة أكثر نضجًا مع المقاولون العرب في أكتوبر 2018.

خلال فترته مع “ذئاب الجبل”، تمكن النحاس من إعادة الفريق إلى واجهة المنافسة المحلية، فأنهى موسم 2019/2020 في المركز الرابع بالدوري المصري، ليحجز مقعدًا في البطولات القارية بعد غياب طويل. هذه المرحلة تحديدًا رسخت مكانته كمدرب منظم وهادئ يمتلك فكرًا تدريبيًا متوازنًا.

لاحقًا، تولى قيادة أندية الاتحاد السكندري وطلائع الجيش، ثم خاض تجربة خارجية قصيرة مع التحدي الليبي، قبل أن يعود مجددًا للمقاولون العرب في فترة وجيزة.

وفي عام 2025، استعان الأهلي المصري بخدماته مؤقتًا بعد إقالة المدرب السويسري مارسيل كولر، حيث قاد الفريق لتحقيق 6 انتصارات متتالية وحافظ على استقراره الفني بعد التتويج بلقب الدوري، ما جعله محل إشادة جماهيرية وإعلامية واسعة.

كما عمل النحاس مساعدًا للإسباني خوسيه ريبيرو المدير الفني السابق للأهلي لفترة قصيرة، ثم تولى المسؤولية مؤقتًا بعد رحيله، ونجح في تحقيق 4 انتصارات من أصل 5 مباريات، قبل أن يتم تعيين الدنماركي ياس توروب مديرًا فنيًا للفريق.

التجربة المصرية في العراق.. تاريخ من النجاح

تجربة عماد النحاس مع الزوراء ليست الأولى للمدربين المصريين في الدوري العراقي، إذ سبقه عدد من الأسماء التي تركت بصمة واضحة، أبرزهم مؤمن سليمان الذي قاد فريق الشرطة لتحقيق لقب الدوري المحلي في الموسمين الماضيين، ليحظى بإشادة كبيرة من الجماهير العراقية.

كما سبق أن خاض حسام البدري تجربة قصيرة مع الزوراء في الموسم قبل الماضي، في حين تولى محمد يوسف تدريب الشرطة العراقي أيضًا لفترة سابقة، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من الأندية العراقية في المدرسة التدريبية المصرية.

واقع الزوراء قبل التوقف الدولي

يدخل الزوراء المرحلة الجديدة بقيادة النحاس وسط تراجع نسبي في النتائج هذا الموسم. فالفريق تعادل مع الطلبة (1-1) في الجولة الثانية من الدوري، بعد تأجيل مباراته أمام الشرطة في الجولة الافتتاحية، ثم تعادل سلبيًا مع الكرمة قبل أن يتلقى خسارة مؤلمة أمام القوة الجوية بهدفين دون رد في الجولة الرابعة قبل التوقف الدولي.

أما على الصعيد الآسيوي، فقد بدأ الزوراء مشواره في دوري أبطال آسيا 2 بانتصار مهم خارج الديار على حساب جوا الهندي (2-0)، لكنه خسر في الجولة الثانية أمام النصر السعودي بهدفين نظيفين، في مباراة أظهرت حاجة الفريق إلى تطوير الجانب الهجومي والتنظيم الدفاعي.

وخلال الصيف، قامت إدارة الزوراء بإبرام مجموعة من التعاقدات لتعزيز صفوف الفريق، أبرزها الثلاثي الأردني رزق بني هاني ونزار الرشدان وعبد الله نصيب، إضافة إلى البحريني مهدي الحميدان، بهدف بناء فريق أكثر توازنًا وقدرة على المنافسة.

وكان المدرب السابق عبد الغني شهد قد أثار الجدل بعد خسارة الفريق أمام القوة الجوية، حين وجه انتقادات علنية لعدد من اللاعبين، مؤكدًا أن “هناك 4 لاعبين لا يستحقون تمثيل الفريق”، مشيرًا إلى أن “الزوراء لا يضم نجومًا حقيقيين لأنهم لم يثبتوا أنفسهم على أرض الملعب”، مضيفًا أن “الفريق ما زال بحاجة إلى الكثير من العمل والانضباط”.

مهمة ثقيلة تنتظر النحاس

بهذا التعاقد، يبدأ عماد النحاس فصلًا جديدًا في مسيرته التدريبية، في تجربة ستكون محط أنظار الجماهير العراقية والمصرية على حد سواء. فقيادة الزوراء ليست مجرد مهمة فنية، بل مسؤولية كبيرة لانتشال الفريق من كبوته واستعادة مكانته كأحد أقطاب الكرة العراقية.

ويأمل أنصار الزوراء أن يحمل المدرب المصري الجديد فكرًا متجددًا وأسلوبًا منظمًا يعيد للفريق بريقه، ويقوده للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، فيما يراهن النحاس على خبرته الطويلة في الملاعب العربية لإثبات قدرته على النجاح خارج حدود بلاده.



المصدر – كوورة

By Sayed