كشفت مصادر صحفية سعودية عن قرار مفاجئ وصارم اتخذه مجلس إدارة نادي الأهلي السعودي برئاسة خالد الغامدي، يقضي بالإطاحة بالجهاز الطبي للفريق الأول لكرة القدم بشكل كامل.
القرار جاء على خلفية أزمة إصابة الجناح البرازيلي ويندرسون جالينو، التي أثارت جدلاً واسعًا داخل أروقة النادي، خاصة بعد غيابه المتكرر عن المباريات المهمة خلال الموسم الحالي.
وتشير التفاصيل إلى أن إصابة جالينو لم يتم تشخيصها بالشكل الصحيح منذ أكثر من شهر، ما أدى إلى تفاقم حالته الصحية وابتعاده عن الملاعب لفترة أطول من المتوقع، الأمر الذي أثار غضب الإدارة والجهاز الفني على حد سواء، وجعل مسألة تغيير الجهاز الطبي ضرورة عاجلة.
السبب الحقيقي للإقالة
وذكرت صحيفة اليوم السعودية، في تقرير لها نُشرته اليوم السبت، أن إدارة الأهلي قررت الاستغناء عن الطاقم الطبي كاملًا دون أن تُعلن رسميًا أسباب القرار، غير أن مصادر مقربة من النادي أكدت أن السبب الرئيس هو سوء تشخيص إصابة جالينو وعدم التعامل معها بالاحترافية المطلوبة.
النجم البرازيلي كان قد تعرض للإصابة قبل مواجهة ناساف كارشي الأوزبكي في الجولة الأولى من مرحلة المجموعات بدوري أبطال آسيا للنخبة، لكن الأخطاء الطبية أدت إلى تفاقم حالته وابتعاده عن الملاعب لفترة أطول من المتوقع.
وذكرت الصحيفة أن هذا الخطأ أثار حفيظة الجهاز الفني الذي شعر بأن الجهاز الطبي لم ينجح في تحديد طبيعة الإصابة أو وضع خطة علاج دقيقة، الأمر الذي تسبب في توتر العلاقة بين الطاقمين الفني والطبي، قبل أن تتدخل الإدارة وتحسم الموقف بقرار الإقالة.
إصابة أربكت الراقي
منذ إصابته أمام ناساف، بدأ غياب جالينو يؤثر بشكل واضح على منظومة الأهلي الهجومية، إذ يُعد اللاعب أحد العناصر الأساسية في تشكيل المدرب يايسله.
وغاب اللاعب البرازيلي عن مباراة الهلال في الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي، والتي انتهت بتعادل مثير (3-3)، كما لم يشارك أمام الحزم في الجولة الرابعة التي فاز فيها الأهلي (2-0).
وبينما كان جمهور الأهلي ينتظر عودته، جاءت الصدمة الثانية خلال بطولة الإنتركونتيننتال أمام بيراميدز المصري، عندما شارك جالينو لمدة 30 دقيقة فقط قبل أن يطلب التبديل بسبب انتكاسة جديدة في موضع الإصابة، ليخسر الأهلي اللقاء بثلاثة أهداف مقابل هدف.
هذا المشهد فاقم الغضب الجماهيري، إذ وُجهت أصابع الاتهام للجهاز الطبي بعد فشله في إدارة الملف العلاجي بالشكل المطلوب.
تراجع في الأرقام وتخوف من تكرار السيناريو
وحتى الآن، لم يقدّم جالينو الإضافة المنتظرة منذ بداية الموسم الرياضي الحالي 2025-2026، إذ شارك في 6 مباريات فقط بمعدل 381 دقيقة، دون أن يساهم بأي هدف أو تمريرة حاسمة.
وتأمل الجماهير الأهلاوية أن يسهم التغيير في الكادر الطبي في تسريع عودة اللاعب وتحسين التعامل مع الإصابات في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن الفريق مقبل على جدول مزدحم بالمباريات المحلية والقارية.
ووفقًا للتقارير، يُتوقع أن يكون اللاعب جاهزًا للمشاركة عقب فترة التوقف الدولي الحالية، استعدادًا لمواجهة الشباب في الجولة الخامسة من دوري روشن يوم 17 أكتوبر الجاري، وهي مباراة ينتظرها الشارع الرياضي باعتبارها اختبارًا حقيقيًا لجاهزية الفريق بعد العاصفة الأخيرة.
صفقة ضخمة تحت الضغط
انضم ويندرسون جالينو إلى صفوف الأهلي في يناير 2025 قادمًا من بورتو البرتغالي، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها نحو 50 مليون يورو، ووقّع عقدًا يمتد حتى يونيو 2028.
اللاعب كان قريبًا في البداية من الانتقال إلى الاتحاد خلال صيف 2024، لكن تدخل الأهلي حسم الصفقة في اللحظات الأخيرة، ليصبح أحد أبرز الصفقات التي أبرمها النادي بعد انتقال ملكيته جزئيًا لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وخلال مشواره مع الأهلي حتى الآن، خاض جالينو 24 مباراة سجل خلالها 7 أهداف وصنع 5، قبل أن تعرقل الإصابات المتكررة مسيرته هذا الموسم، ما جعل بعض الجماهير تصفه بـ”الصفقة التي لم تكتمل بعد”.
موسم متذبذب رغم بداية مثالية
ورغم البداية القوية للموسم الحالي التي شهدت تتويج الأهلي بلقب كأس السوبر السعودي بعد الفوز على النصر بركلات الترجيح، فإن أداء الفريق تراجع نسبيًا في الدوري، حيث فاز على نيوم (1-0) وتعادل مع الاتفاق (0-0) والهلال (3-3)، قبل أن يعود للانتصارات أمام الحزم (2-0).
أما قاريًا، فقد افتتح الأهلي مشواره في دوري أبطال آسيا “النخبة” بفوز مثير على ناساف كارشي (4-2)، بعد أن كان متأخرًا بهدفين، لكنه تعثر في الجولة التالية أمام الدحيل القطري بالتعادل (2-2).
ويشارك الفريق أيضًا في كأس خادم الحرمين الشريفين حيث تأهل إلى دور الـ32، في حين خسر لقب كأس القارات الثلاث أمام بيراميدز المصري.
هذه النتائج المتباينة جعلت الإدارة تبحث عن حلول عاجلة لوقف تذبذب الأداء، واعتبرت أن إصابات اللاعبين أحد الأسباب الرئيسية وراء غياب الاستقرار الفني، ما عجل بقرار تغيير الجهاز الطبي بالكامل.