حالة ماينان البدنية وعمره يثيران الشكوك حول مستقبله مع الروسونيري
بدأ ميلان التحرك مبكرًا لتأمين بديل محتمل لحارسه الفرنسي مايك ماينان، في ظل تعثر مفاوضات تجديد عقده واحتمال رحيله مجانًا بنهاية موسم 2025-2026، حيث حدد النادي اسمين بارزين على رأس قائمة المرشحين لخلافته.
ووفقًا لصحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، تتابع إدارة ميلان خيارين أساسيين لتعويض ماينان في حال رحيله قبل صيف العام المقبل، وهما زيون سوزوكي، حارس مرمى بارما ومنتخب اليابان، ونوح أتوبولو، حارس مرمى فرايبورج الألماني.
أوضحت الصحيفة أن سوزوكي، الذي انضم إلى بارما قادمًا من سانت ترويدن الصيف الماضي مقابل نحو 8 ملايين يورو، ارتفعت قيمته السوقية إلى الضعف منذ انتقاله، بينما تُقدر قيمة أتوبولو، الذي نال مؤخرًا أول استدعاء له إلى صفوف المنتخب الألماني، بحوالي 18 مليون يورو، أي أعلى قليلًا من قيمة الحارس الياباني.
وتشير تقارير أخرى إلى أن إليا كابريلي، حارس مرمى كالياري، يعد خيارًا إضافيًا يثير اهتمام إدارة الروسونيري، لكن قيمته السوقية المتوقعة تفوق بكثير قيمة كل من سوزوكي وأتوبولو.
تأتي هذه التحركات من ميلان في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل ماينان، الذي يدخل عامه الأخير في عقده مع النادي، ولم يتوصل بعد إلى اتفاق حول التجديد.
وخلال الأشهر الـ12 الماضية، جرت مفاوضات بين الطرفين، غير أنها توقفت بسبب بعض النقاط الخلافية، أبرزها مطالبة ماينان بزيادة في راتبه السنوي، في وقت يتردد فيه النادي في تقديم عرض مالي كبير لحارس، سيبلغ 31 عامًا مع بداية الموسم المقبل.
ويخشى مسؤولو ميلان من المخاطرة بالتجديد لماينان، الذي لم يقدم أداءً ثابتًا في الأشهر الأخيرة، كما عانى من إصابات متكررة خلال فترات مختلفة، ما جعل الإدارة تدرس بجدية خيار رحيله بنهاية عقده الحالي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد قريبًا.
وتشير تقارير صحفية إلى أن عددًا من الأندية الأوروبية الكبرى، مثل يوفنتوس وتشيلسي وبايرن ميونخ، تراقب موقف ماينان عن قرب، استعدادًا للتفاوض معه في حال أصبح حرًا، في صيف 2026.
مسيرة مميزة.. ووداع قريب
يُعد مايك ماينان أحد أبرز الحراس الفرنسيين الذين لمع نجمهم في العقد الأخير، ويمتاز بمزيجه الفريد بين القوة البدنية ورد الفعل السريع والهدوء تحت الضغط.
وُلد ماينان في الرابع من يوليو عام 1995 في مدينة كايين، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية باريس سان جيرمان، حيث أثبت نفسه كموهبة واعدة، لكنه لم ينل فرصته الكاملة في نادي العاصمة، ما دفعه للانتقال إلى ليل في صيف 2015 بحثًا عن المشاركة الأساسية وصناعة اسم لنفسه في الملاعب الأوروبية.
في ليل، كانت الانطلاقة الحقيقية لمسيرة ماينان الاحترافية. بدأ كحارس ثانٍ قبل أن يفرض نفسه أساسيًا بفضل قدراته الفذة وشخصيته القيادية، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق. وشهد موسم 2020-2021 ذروة تألقه، حيث لعب دورًا محوريًا في تتويج ليل بلقب الدوري الفرنسي، للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، بفضل تصدياته الحاسمة وشخصيته القوية بين الخشبات الثلاث.
حصل ماينان على جائزة أفضل حارس في الدوري الفرنسي ذلك الموسم، وجذب أنظار كبار الأندية في أوروبا.
انتقل ماينان إلى ميلان في صيف 2021 ليخلف جيانلويجي دوناروما، ومنذ اللحظة الأولى في “سان سيرو” أثبت أنه الخليفة المثالي، إذ لعب دورًا محوريًا في إعادة الروسونيري لمنصات التتويج بعد غياب طويل.
ففي موسمه الأول، قاد ميلان لتحقيق لقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022، مقدمًا مستويات عالية جدًا، أهلته لأن يكون أحد أفضل الحراس في “الكالتشيو”.
كان ماينان يتمتع بقدرة ملحوظة على قراءة مجريات اللعب، وسرعة البديهة في التصدي للتسديدات، بالإضافة لإجادته اللعب بالقدم وتوزيع الكرات بشكل يريح الدفاع.
خلال مسيرته مع ميلان، قدم الفرنسي العديد من العروض التي لفتت الأنظار أوروبيا، ورغم تعرضه لبعض الإصابات المؤثرة التي أبعدته عن الملاعب لفترات ليست قصيرة، فإنه كان يعود دائمًا بقوة.
لعب ماينان أيضًا دورًا مهمًا مع المنتخب الفرنسي، حيث تمت دعوته عدة مرات، وشارك في تصفيات بطولة أوروبا وكأس العالم، وأثبت جدارته بين النخبة الأوروبية.
الإصابات
ورغم مستواه الكبير، واجه ماينان تحديات في الأشهر الأخيرة مع ميلان، كان أبرزها الإصابات وعدم الاستقرار على مستواه المعهود، بالإضافة للمفاوضات المعقدة حول تجديد عقده بسبب مطالبه المالية، وسنّه الذي بلغ الثلاثين مؤخرًا، ما شكل ضغطًا على النادي والإدارة، التي اضطرت لدراسة خيارات بديلة تحسبًا لرحيله.
ولا يمكن إنكار أن مايك ماينان سجل اسمه كواحد من أفضل الحراس في كرة القدم الأوروبية، خلال النصف الثاني من العقد الماضي، جامعًا بين التفوق الفردي، والقدرة على قيادة زملائه، والشخصية القوية التي تجعله مصدر ثقة داخل وخارج الملعب.