قبل انطلاقته مع الاتحاد.. ماذا قدم كونسيساو في بدايات تجاربه التدريبية؟

BySayed

أكتوبر 11, 2025


المدرب البرتغالي يُعرف بروحه القتالية وشخصيته القوية

تأمل جماهير الاتحاد السعودي في بداية موفقة للمدرب الجديد، البرتغالي سيرجيو كونسيساو، لتعويض بعض إخفاقات انطلاقة الموسم الحالي.

وباشر كونسيساو مهام عمله مع الاتحاد، بقيادة تدريبات الفريق في مقر النادي بجدة، حيث يتطلع المدرب السابق لميلان الإيطالي إلى إيجاد التوليفة المناسبة، التي تساعده على النجاح واستعادة توازن الفريق، في أسرع وقت ممكن. 

وقد ركّز في أولى حصصه التدريبية، على رفع معدلات اللياقة البدنية والانضباط التكتيكي، مع عقد جلسات فردية مع عدد من اللاعبين، للتعرف على احتياجاتهم وتحفيزهم نفسيًا قبل انطلاق مبارياته الرسمية.

بدايات ناجحة

تُعد أغلب بدايات المدرب البرتغالي في تجاربه التدريبية السابقة ناجحة، إذ أن ضربة البداية عادة ما تكون بانتصار يمنحه دفعة قوية، في مشواره مع أي فريق يقوده.

المدرب صاحب الـ 50 عامًا خاض سبع تجارب تدريبية، في منصب المدير الفني، بالإضافة إلى تجربة كمدرب مساعد وأخرى كمدير رياضي، ما منحه تنوعًا في الخبرات الفنية والإدارية داخل عالم كرة القدم.

وفي تجاربه التدريبية السبع السابقة، عرف كونسيساو الفوز في أربع مباريات افتتاحية، وخسر ثلاثًا، بينما لم يعرف التعادل.

وكانت أول تجربة تدريبية له مع فريق أولهانينسي البرتغالي، حيث واجه ماريتيمو في أول مباراة له كمدرب، وانتهت تلك المواجهة بخسارة فريقه بنتيجة 2-1.

أما تجربته الثانية فجاءت مع فريق كويمبرا البرتغالي في عام 2013، حيث استهل مشواره معه بالخسارة أيضًا أمام براجا بنتيجة 1-0.

وللمفارقة، انتقل كونسيساو لاحقًا لتدريب براجا نفسه، لكن هذه المرة كانت البداية مختلفة تمامًا، إذ نجح في تحقيق أول انتصار له في بداية تجربة تدريبية، عندما فاز براجا على بوافيستا بنتيجة 3-0.

واستمرت المفارقات الغريبة بين كونسيساو وبراجا، فمع رحيله عن صفوف الأخير، وانتقاله إلى تدريب فيتوريا جيماريش، اصطدم مجددًا في أول مباراة له بفريق براجا، ليخسر أمامه بنتيجة 1-0 في مواجهة مثيرة، أكدت أن القدر يربطه دائمًا بهذا الفريق.

ولم يعرف كونسيساو طعم التعثر، في أول مباراة له كمدرب لنانت وبورتو، وكذلك رفقة ميلان.

فمع العملاق البرتغالي، قاد الفريق لتحقيق فوز عريض بنتيجة 4-0 على إستوريل، في لقاء أظهر فيه بصمته التكتيكية.

أما رفقة ميلان، فقد كانت البداية مختلفة ولكنها ناجحة أيضًا، إذ قاد الروسونيري للفوز بصعوبة على يوفنتوس بنتيجة 2-1، في نصف نهائي كأس السوبر الإيطالي، قبل أن يتوج لاحقًا بالبطولة بعد فوز مثير على الغريم إنتر ميلان بنتيجة 3-2 في ديربي الغضب، ليترك انطباعًا قويًا لدى جماهير النادي الإيطالي.

بداية مرتقبة

ومع الاتحاد، يستعد كونسيساو لبدء مشواره الرسمي بمواجهة الفيحاء يوم الجمعة المقبل، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن للمحترفين، في لقاء ينتظره عشاق العميد بشغف كبير، لمعرفة ملامح أسلوب المدرب الجديد.

المباراة قد لا تكون صعبة نظريًا على العميد، قياسًا بتاريخ مواجهات الفريقين في السنوات الأخيرة، حيث تفوق الاتحاد بوضوح في معظمها، لكن الفريق يواجه تحديًا نفسيًا كبيرًا لاستعادة الثقة، بعد النتائج السلبية الأخيرة.

وقد يكون المدرب البرتغالي على موعد مع انتصار أول، في مستهل مشواره مع الاتحاد، ليصل بعدد انتصاراته في البدايات التدريبية إلى الرقم خمسة.

وينتظر كونسيساو شهرًا صعبًا مليئًا بالتحديات على مستوى المواجهات، إذ سيلاقي الهلال والنصر نهاية الشهر الجاري، الأول في قمة الدوري السعودي، والثاني في كلاسيكو آخر ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، ما يجعله أمام اختبار مبكر لقياس مدى جاهزية فريقه، وقدرته على المنافسة في البطولات المحلية.

تكتيك خاص

يُعرف سيرجيو كونسيساو بأسلوبه القوي والحماسي، القائم على الانضباط التكتيكي والواقعية في الأداء، مع تركيز واضح على التنظيم الدفاعي، والسرعة في التحولات الهجومية.

يعتمد كونسيساو عادةً على خطة 4-4-2 أو 4-2-3-1، لكنه لا يلتزم بنظام ثابت، إذ يفضل تعديل الرسم التكتيكي وفق طبيعة المنافس، مع الحفاظ على هوية الفريق القتالية داخل الملعب.

ويرتكز أسلوبه على الكثافة العالية في وسط الميدان، والضغط المتواصل على حامل الكرة، حيث يسعى دائمًا لتقليص المساحات أمام الخصوم، وإجبارهم على ارتكاب الأخطاء، ما يمنح فريقه فرصة تنفيذ الهجمات المرتدة بسرعة عبر الأطراف.

ويولي المدرب البرتغالي اهتمامًا بالغًا بالجانب البدني والانضباط الدفاعي، إذ يطلب من لاعبيه التزامًا صارمًا بالأدوار، سواء في الدفاع أو الهجوم، مع مرونة في تبادل المراكز بين الأجنحة ولاعبي الوسط.

وفي تجربته الناجحة مع بورتو، استطاع كونسيساو المزج بين الواقعية والفاعلية الهجومية، حيث كان فريقه منظمًا دفاعيًا ومباشرًا في الهجوم، مع استغلال مثالي للكرات العرضية والتمريرات العمودية نحو المهاجمين. كما عُرف عنه تشجيع اللاعبين على القتال حتى اللحظة الأخيرة، ما جعل بورتو حينها فريقًا صعب المراس في أوروبا.



المصدر – كوورة

By Sayed