السوبر الإيطالي ارتبط بالمملكة في السنوات الأخيرة
أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم السبت، طرح الدفعة الأولى من تذاكر كأس السوبر الإيطالي الذي تستضيفه العاصمة الرياض، خلال الفترة من 18 وحتى 22 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ويلعب فريقا بولونيا وإنتر ميلان يوم 19 ديسمبر/كانون الأول، فيما تسبق هذه المباراة مواجهة قوية في نصف النهائي، يوم 18 من الشهر نفسه بين ميلان ونابولي، على أن تُقام المباراة النهائية يوم 22 ديسمبر، بين الفائزين من مباراتي نصف النهائي.
وأوضح الحساب الرسمي للاتحاد السعودي على منصة “إكس”، أن الدفعة الأولى من التذاكر متاحة الآن، عبر المنصة الرسمية لبيع تذاكر الفعاليات الرياضية والترفيهية، مشيرًا إلى أن أسعار التذاكر تبدأ من 70 ريالًا وتصل إلى 170 ريالًا.
استضافة سادسة
تُعد هذه النسخة هي السادسة التي تستضيف فيها السعودية بطولة السوبر الإيطالي، بعد أن أقيمت المسابقة خمس مرات سابقة في المملكة، وتحديدًا في أعوام 2018 و2019 و2022 و2023 و2024.
وكان ملعب الأول بارك في الرياض شاهدًا على حصد ميلان اللقب الأخير، بعد فوزه على غريمه إنتر ميلان بنتيجة 3-2، في تتويج خاص للمدرب البرتغالي الجديد لاتحاد جدة، سيرجيو كونسيساو، الذي أحرز كأس السوبر حينها بعد أيام قليلة من تعيينه مدربًا للروسونيري.
وجهة رياضية عالمية
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة، في استضافة أبرز بطولات كرة القدم العالمية، في إطار استراتيجيتها لتعزيز مكانتها الرياضية عالميًا، وجعلها مركزًا إقليميًا للفعاليات الكبرى.
ومن أبرز هذه البطولات، بطولتَا السوبر الإيطالي والإسباني، اللتان أصبحتا تقامان بانتظام على الأراضي السعودية منذ عام 2019، بمشاركة نخبة الأندية الأوروبية مثل ريال مدريد وبرشلونة وميلان وإنتر ميلان، ما منح الجماهير السعودية فرصة فريدة لمشاهدة نجوم الكرة العالمية عن قرب.
وتأتي استضافة هذه البطولات ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز السياحة الرياضية، كما ساهمت في إبراز الصورة الحديثة للمملكة وقدرتها التنظيمية العالية.
فقد قدمت الملاعب السعودية الحديثة نموذجًا مميزًا للتنظيم الاحترافي، إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير الذي يعكس شغف السعوديين بكرة القدم العالمية.
كما حققت هذه البطولات فوائد اقتصادية وتسويقية واضحة، من خلال جذب الاستثمارات والرعاة الدوليين، وتعزيز العلاقات الرياضية مع الاتحادات الأوروبية الكبرى. وبهذا أصبحت السعودية وجهة مفضلة لاستضافة مباريات السوبر والبطولات الدولية، بما يعزز طموحها إلى أن تكون محطة رئيسية على خريطة كرة القدم العالمية، خلال السنوات المقبلة.
إيطاليا في المملكة
يُعد كأس السوبر الإيطالي من أبرز البطولات الكروية في أوروبا. وانطلقت النسخة الأولى عام 1988 عندما فاز ميلان على سامبدوريا، ومنذ ذلك الحين أصبحت البطولة محطة مهمة تجمع نخبة الأندية الإيطالية، مثل يوفنتوس وإنتر ميلان وميلان.
وفي البداية، كانت بطولة السوبر الإيطالي تقام سنويًا على أرض بطل الدوري، وغالبًا في ملعب سان سيرو أو الأولمبيكو بروما. لكن مع مطلع الألفية الجديدة، بدأ الاتحاد الإيطالي في تسويق البطولة عالميًا، فشهد عام 1993 أول نسخة تُقام خارج إيطاليا، في واشنطن بالولايات المتحدة، بين ميلان وتورينو.
لاحقًا، أقيمت نسخ في طرابلس عام 2002، وبكين في أعوام متعددة بين 2009 و2015، ثم في الدوحة عامي 2014 و2016.
تاريخ البطولة ارتبط أيضًا بسيطرة يوفنتوس، الذي يحمل الرقم القياسي بـ9 ألقاب، يليه ميلان بـ8، وإنتر بـ7.
الاستضافة السعودية
وأصبحت السعودية مقرًا للبطولة منذ عام 2019. وكانت البداية في جدة، عندما فاز يوفنتوس على ميلان بهدف كريستيانو رونالدو، في ملعب الجوهرة المشعة، وسط حضور جماهيري ضخم ونجاح تنظيمي لافت.
وفي عام 2022، احتضنت الرياض مباراة مثيرة بين إنتر ميلان ويوفنتوس، انتهت بفوز إنتر بنتيجة 2-1 بعد التمديد. وتكررت الاستضافة في 2024 بنظام جديد يضم أربعة فرق، ما أضفى طابعًا أكثر تنافسية وإثارة، وشهد تتويج إنتر باللقب مجددًا بعد أداء قوي.
استضافة السعودية لهذه النسخ لم تكن مجرد حدث رياضي عابر، بل أكدت قدرتها على تنظيم البطولات الكبرى وفق أعلى المعايير العالمية، في إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة وجهة رياضية وسياحية عالمية.
كما ساهمت في توطيد العلاقة مع الكرة الإيطالية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الاتحادين السعودي والإيطالي، لتتحول البطولة إلى حدث سنوي ينتظره عشاق كرة القدم في السعودية والعالم.
موسم الرياض والفعاليات العالمية
تتزامن فعاليات كأس السوبر الإيطالي مع موسم الرياض، الذي أصبح منصة كبرى تجمع الفعاليات الترفيهية والرياضية والفنية العالمية. وقد شهد الموسم في السنوات الأخيرة مشاركة فرق كبرى، مثل باريس سان جيرمان وإنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي، إضافة إلى مواجهات استعراضية جمعت نجوم الهلال والنصر، في مباريات لاقت صدى عالميًا واسعًا.
وبذلك، تواصل المملكة ترسيخ مكانتها كمركز رياضي عالمي، يجمع بين المتعة الجماهيرية، والتنظيم الاحترافي، والطموح الكبير في جعل الرياضة جسرًا لتعزيز الحضور السعودي على الساحة الدولية.