حقق منتخب البرتغال، فوزًا بشق الأنفس على حساب ضيفه أيرلندا (1-0) مساء اليوم السبت، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026.
وشهدت المباراة، إهدار الأسطورة كريستيانو رونالدو، ركلة جزاء في الدقيقة 75، لكن روبن نيفيز أنقذ فريقه من التعثر بتسجيل هدف الانتصار في الوقت القاتل بالدقيقة (90+1).
وبهذه النتيجة، حافظت البرتغال على العلامة الكاملة بوصولها للنقطة 9 في صدارة ترتيب المجموعة السادسة، فيما تذيلت أيرلندا، جدول الترتيب بنقطة واحدة.
روبرتو مارتينيز مدرب البرتغال، بدأ بتشكيلة ضمت ديوجو كوستا، دالوت، دياز، إيناسيو، مينديز، فيتينيا، نيفيز، نيتو، برونو فيرنانديز، برناردو سيلفا، كريستيانو رونالدو.
أما هيمير هيالجريمسون مدرب أيرلندا، فدفع بالتشكيلة التالية: كيليهير، أوبريان، كولينز، أوشيه، كوليمان، كولين، مولومبي، مانينج، أوجبيني، إيبوسيلي، فيرجسون.
الدقائق الأولى من المباراة، لم تشهد أي خطورة من الجانبين، رغم سيطرة البرتغال المطلقة على مجريات اللعب.
Getty Images
وبعد مرور 17 دقيقة على البداية، كاد كريستيانو رونالدو أن يسجل هدف التقدم للبرتغال من أول فرصة حقيقية، عبر تسديدة يسارية بعيدة المدى، لكن الكرة ارتطمت بالقائم الأيمن.
وارتدت الكرة إلى سيلفا، الذي حاول توجيه الكرة في المرمى، لكنها ضلت طريقها في النهاية.
وجرب روبن نيفيز حظه بتسديدة من مسافة بعيدة، لتعلو الكرة، مرمى أيرلندا.
وحاول مولومبي، الرد على نيفيز بتصويبة بعيدة المدى، لكن الكرة حادت عن المرمى وذهبت إلى المدرجات.
وتوغل نيتو من الجهة اليمنى حتى مشارف منطقة الجزاء، ليطلق تصويبة قوية مرت بجوار القائم الأيمن.
وكاد المدافع إيناسيو أن يتقدم للبرتغال بهدف من ضربة رأسية، قابل بها عرضية من ركنية، لكن براعة الحارس كيليهير حالت دون عبور الكرة للشباك.
Getty Images
وعاد حارس أيرلندا للدفاع عن مرماه، بتصديه لتسديدة فيرنانديز، التي اتجهت نحو منتصف المرمى، لتستقر بين أحضان كيليهير، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
بداية الشوط الثاني شهدت دفع المدرب مارتينيز بالمدافع ريناتو فيجا، على حساب جونسالو إيناسيو.
وعاد رونالدو لتهديد مرمى كيليهير بتسديدة صاروخية من قلب منطقة الجزاء، لكنها مرت بجوار القائم، قبل أن يسدد زميله نيفيز، كرة ضعيفة، تصدى لها الحارس الأيرلندي بسهولة.
وتسلم فيتينيا تمريرة خارج منطقة الجزاء، ليمهد الكرة لنفسه قبل أن يطلق تسديدة بعيدة المدى، لكن الكرة وجدت كيليهير في طريقها.
وقرر مدرب البرتغال، تنشيط هجوم فريقه، عبر الدفع برافائيل لياو وترينكاو بدلًا من بيدرو نيتو ودالوت، فيما خرج فيتينيا لحساب نيلسون سيميدو.
ولم يتوقف كريستيانو رونالدو عن المحاولات، ليعود بتسديدة جديدة مرت بجوار القائم الأيمن.
واحتسب الحكم، ركلة جزاء لصالح البرتغال في الدقيقة 73، بعدما ارتطمت الكرة بيد أوشيه، ليتقدم رونالدو لتنفيذها، لكنه سددها في منتصف المرمى، ليتصدى لها كيليهير بقدمه ويبعدها عن مرماه ببراعة.
Getty
وكثف أصحاب الأرض، هجماتهم في الدقائق الأخيرة، أملا في تسجيل هدف الانتصار، وكان روبن دياز قريبا من هز الشباك برأسية من مسافة قريبة، قابل بها عرضية من ركنية، لكنها أخطأت المرمى.
وتواصلت العرضيات البرتغالية، ليرتقي راموس لإحداها، موجها ضربة رأسية قوية حادت عن المرمى الأيرلندي.
وأطلق ترينكاو، تسديدة على مرمى كيليهير من قلب منطقة الجزاء، لكن المرة مرت بجوار القائم.
هذا قبل أن يرسل عرضية متقنة لزميله نيفيز داخل منطقة الجزاء، ليرتقي الأخير لها ويوجهها برأسه إلى داخل الشباك.
ولم يتوقف الزحف البرتغالي بعد الهدف، بل كان لياو قريبا من تعزيز التقدم بتسديدة يسارية من داخل منطقة الجزاء، لكن الكرة مرت بجوار القائم.
قاهر أباطرة ركلات الجزاء
يُعرف رونالدو بأنه واحد من أعظم مسددي ركلات الجزاء في تاريخ كرة القدم، إذ يمتلك القوة، الدقة، والثقة التي تجعل منه خصماً صعباً لأي حارس مرمى.
ومع ذلك، فإن النجم البرتغالي لم يسلم من لحظات الإخفاق، فقد أهدر عددا من ركلات الجزاء في مسيرته، لتشكل تلك اللحظات النادرة، جانباً مختلفاً من مسيرته الأسطورية.
وتعود أسباب إهدار رونالدو أحياناً إلى الضغوط الهائلة التي ترافق تسديداته، خاصة في المباريات المصيرية سواء مع منتخب البرتغال أو مع أنديته السابقة مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد ويوفنتوس، وكذلك ناديه الحالي النصر السعودي.
ففي تلك اللحظات، تكون الأنظار كلها عليه، وأي إخفاق يُضخّم إعلامياً بسبب مكانته الكبيرة، كما أن بعض الحراس باتوا يدرسون أسلوبه في التسديد، الذي يعتمد غالباً على الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لتحديد الزاوية.
ورغم تلك الإخفاقات المحدودة، يظل رونالدو من أكثر اللاعبين نجاحا في تنفيذ ركلات الجزاء على مر التاريخ، إذ تجاوزت نسبة نجاحه 80%، وسجل منها أهدافاً حاسمة لا تُنسى.
كما أن إهداره لبعض الركلات، لا يقلل من قيمته، بل لا ينفي حقيقة أن رونالدو قد يكون المسدد الأفضل لركلات الجزاء في آخر عقدين على الأقل.
وبعيدا عن رونالدو، فإن الحارس كيليهير استطاع التصدي لآخر 3 ركلات جزاء تعرض لها مع النادي والمنتخب، وذلك أمام كيليان مبابي في نوفمبر/تشرين ثان 2024، برونو فيرنانديز في سبتمبر/أيلول الماضي، ورونالدو الليلة.