يعد “الدون” من أنجح منفذي ضربات الجزاء عبر التاريخ
أهدر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم النصر السعودي، ركلة جزاء للمرة العاشرة على الصعيد الدولي، حيث تصدى حارس أيرلندا، كويمن كيليهر، لتصويبة “الدون” مساء أمس السبت، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، خلال المباراة التي انتهت بفوز “البحارة” (1-0).
وفي الدقيقة الـ75، تقدّم “الدون” لتنفيذ الركلة، محاولًا خداع حارس برينتفورد الإنجليزي بتسديدة متوسطة الارتفاع في منتصف المرمى، غير أن كيليهر أبعد الكرة بقدمه أثناء ارتمائه إلى اليمين.
ورغم أن رونالدو واصل أداءه القوي مع النصر والمنتخب البرتغالي في عام 2025، إلا أن ملف ركلات الجزاء تحوّل إلى محور نقاش واسع بين الجماهير ووسائل الإعلام، لا سيما بعد إهداره عدة ركلات في الأشهر الماضية.
ووفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، أضاع “الدون” 9 ركلات جزاء بقميص منتخب بلاده، قبل المحاولة الفاشلة أمام أيرلندا، ليرفع رصيده إلى 10 ضربات ضائعة على المستوى الدولي، و34 ركلة إجمالا في مسيرته الكروية، من أصل 211 محاولة، بنسبة نجاح تبلغ نحو 84%.
وهي نسبة تضعه ضمن أبرز منفذي ضربات الجزاء عبر التاريخ، رغم الهفوات الأخيرة.
ونفّذ رونالدو خلال هذا العام 11 ركلة جزاء، في مختلف البطولات، سجّل منها 8 وأضاع 3، بحسب شبكة “سوفا سكور” المتخصصة في الإحصاءات الرياضية.
سجل ركلات 2025
جاءت أولى ركلات رونالدو، هذا العام، خلال مباراة فريقه النصر أمام الأخدود في الدوري السعودي للمحترفين (3-1)، ونفذها بنجاح.
وعاد ليهز الشباك مجددًا عبر ركلة جزاء أمام الوصل الإماراتي، في دوري أبطال آسيا للنخبة، عندماف تفوق العالمي برباعية نظيفة.
وكرر أسطورة البرتغال تألقه، بتسجيل ركلة ثالثة ضد استقلال طهران الإيراني، في البطولة نفسها، بينما فاز الفريق السعودي بثلاثية.
لكن في مارس 2025، واجه رونالدو أول إخفاق من علامة الجزاء هذا العام، حين أضاع ركلة أمام منتخب الدنمارك، خلال إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية. ورغم ذلك فازت البرتغال في المباراة (5-2)، ما خفف من وطأة الخطأ.
وفي أبريل الماضي، عاد “الدون” للتسجيل من ركلة جزاء، أمام الغريم التقليدي الهلال في الدوري السعودي، خلال المباراة التي انتهت بفوز النصر (3-1).
لكن سوء الحظ عاد لمطاردته في مايو 2025، عندما أهدر ركلة أمام الخليج في الدوري السعودي، قبل أن يعوض سريعًا في المباراة نفسها، بتسجيل ركلة أخرى.
وخلال أغسطس الماضي، نفذ “الدون” ركلة ناجحة جديدة ضد الأهلي، في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، إلا أن المباراة انتهت بفوز “الراقي” بركلات الترجيح. وسجل رونالدو بعدها بذات الطريقة في شباك التعاون، ضمن منافسات النسخة الحالية من الدوري السعودي، خلال فوز النصر (5-0).
أما الركلة العاشرة هذا العام فجاءت بقميص منتخب البرتغال أمام المجر، في تصفيات كأس العالم 2026، ليساهم في فوز بلاده (3-2)، قبل أن يضيع الضربة الـ11 أمام أيرلندا.
أرقام لا تُقلل من الأسطورة
ورغم إهداره 3 ركلات من 11 خلال 2025، فإن رونالدو ما زال من أكثر اللاعبين نجاحًا من علامة الجزاء عبر التاريخ، حيث نفذ حتى الآن 211 ضربة جزاء رسمية، مع الأندية والمنتخب، سجّل منها 177 وأهدر 34 فقط.
ومن اللافت أن كيليهر، حارس ليفربول السابق، تصدى لتصويبة رونالدو أمس، بعد أسبوعين فقط من تصديه لركلة مماثلة من النجم البرتغالي الآخر، برونو فيرنانديز، خلال مباراة برينتفورد ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلى مدار مسيرته، تصدى كيليهر لـ6 ركلات جزاء من أصل 23 واجهها، بنسبة نجاح تبلغ نحو 26%.
نيفيز ينقذ البرتغال
ورغم إهدار رونالدو ضربة الجزاء أمام إيرلندا، إلا أن منتخب بلاده خرج فائزًا، بفضل هدف استثنائي لروبن نيفيز، لاعب وسط الهلال السعودي، الذي سجّل أول أهدافه بقميص البرتغال، في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني، حين قابل عرضية زميله فرانسيسكو ترينكاو برأسية قوية هزت الشباك.
وخاض نيفيز 59 مباراة دولية دون إحراز أي هدف، منذ انطلاق مسيرته مع “برازيل أوروبا” عام 2015، قبل أن يفتتح سجله التهديفي في مباراته الـ60، ليهدي بلاده العلامة الكاملة بتسع نقاط، بعد ثلاث جولات من التصفيات.
بهذا الفوز، واصل المنتخب البرتغالي عروضه القوية تحت قيادة المدرب روبيرتو مارتينيز، الذي أكد عقب اللقاء أن الأداء الجماعي للفريق أهم من أي إحصاءات فردية، مشيرًا إلى أن رونالدو يظل القائد وصاحب التأثير الأكبر داخل وخارج الملعب، وأن الثقة به لم ولن تهتز، رغم ركلات الجزاء الضائعة.
كما أشاد مارتينيز بقدرة المنتخب على الحفاظ على هدوئه حتى الدقائق الأخيرة، مضيفًا: “ما يميز هذه المجموعة هو الإصرار حتى النهاية.. لم نفقد الأمل رغم الفرص المهدرة، وكوفئنا بهدف نيفيز الرائع”.
ويستعد المنتخب البرتغالي لمواصلة مشواره في التصفيات، بمواجهة قوية مع اسكتلندا منتصف الأسبوع المقبل، في اختبار جديد لـ”الدون” وزملائه، الذين يسعون لحسم بطاقة التأهل مبكرًا إلى مونديال 2026.