منح رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، الضوء الأخضر للمدير الرياضي ديكو من أجل دراسة إمكانية تدعيم الفريق في الميركاتو الشتوي، تلبيةً لرغبة المدرب الألماني هانز فليك، الذي طالب في وقت سابق بضم قلب دفاع أيسر لتعويض النقص في هذا المركز.
ووفقا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أعطى لابورتا ديكو حرية كاملة لتحليل وضع الفريق الفني وتحديد ما إذا كان بحاجة فعلية إلى تعزيز خط الدفاع، بالإضافة إلى تقييم الخيارات المتاحة في سوق الانتقالات.
وكان فليك قد عبّر خلال الصيف الماضي عن رغبته في ضم مدافع أيسر، لكن تلك الصفقة لم تتم بسبب قيود “اللعب المالي النظيف”. وجاء طلبه لتعويض رحيل إينيجو مارتينيز إلى النصر السعودي، بعد أن شكّل الأخير ثنائيا ناجحا مع باو كوبارسي في الموسم الماضي.
في الوقت الحالي، يراقب برشلونة السوق عن قرب استعدادا لإمكانية التحرك في يناير/كانون الثاني، لكن إدارة النادي ترى أن الموقف لم يُحسم بعد، إذ لا يوجد قرار نهائي بشأن التعاقدات الجديدة.
كما تشير التقديرات داخل النادي إلى أن العثور على مدافع من طراز رفيع في منتصف الموسم لن يكون سهلا، خاصة في ظل الوضع المالي الحالي.
ورغم أن برشلونة لم يتمكن بعد من تفعيل قاعدة “1-1” الخاصة باللعب المالي النظيف، إلا أن النادي يمتلك خيارا قد يمنحه هامشا للمناورة، من خلال الاستفادة من لوائح “الليجا” التي تسمح بتسجيل لاعب جديد في حال إصابة أحد العناصر لفترة طويلة.
ويستند النادي الكتالوني إلى إصابة جافي، الذي خضع لعملية جراحية في الغضروف المفصلي ستبعده من أربعة إلى خمسة أشهر، وهي مدة تُصنف ضمن الإصابات طويلة الأمد، دون أن تؤثر على عودته عند تعافيه الكامل.
السيناريو المثالي
وفي حال قررت الإدارة الكتالونية تفعيل هذا الخيار، فسيكون عليها أولا تحديد مدى الحاجة الفعلية لتدعيم الدفاع، ثم تقييم اللاعبين المتاحين ومدى ملاءمتهم فنيا وماليا. وفي حال توصل النادي إلى اتفاق داخلي، سيُطلب من رابطة “الليجا” الموافقة على تسجيل لاعب جديد، كما حدث سابقا مع تير شتيجن، وكريستنسن، وجافي خلال إصابته السابقة.
وتشير التوقعات إلى أن الرابطة لن تعترض على الطلب، خصوصا أن برشلونة يتعامل بحذر مع ملف جافي، كما أن فترة غيابه تندرج ضمن المدة القانونية المسموح بها في حالات الإصابات الطويلة.
تعاقد برشلونة مع مدافع أيسر في يناير/كانون الثاني سيتيح لفليك فرصة إعادة باو كوبارسي إلى مركزه الطبيعي، إذ لم يُظهر اللاعب الشاب مستواه المعتاد هذا الموسم عند اللعب في الجهة اليسرى.
كما أن الصفقة المحتملة ستمنح فليك تنوعا تكتيكيا إضافيا في الخط الخلفي، رغم أن الفريق يضم حاليا أربعة مدافعين هم: أراوخو، كوبارسي، إريك جارسيا، وكريستنسن، إضافة إلى الفرنسي كوندي الذي يمكنه اللعب في العمق، والشاب جيرارد مارتن الذي شارك في هذا المركز خلال فترة الإعداد الصيفية.
ويبقى السيناريو المثالي بالنسبة لإدارة برشلونة هو التعاقد مع قلب دفاع أيسر يتمتع بجودة عالية ولا يشارك كثيرا مع فريقه الحالي، مما يسهل خروجه في الشتاء.
غير أن إيجاد هذا النوع من اللاعبين لن يكون سهلا، خصوصا أن أحد الأسماء المقترحة في الصيف الماضي، وهو البرازيلي بيرالدو لاعب باريس سان جيرمان، لم يحظَ بإعجاب ديكو ولا فليك، ليبقى الملف مفتوحاً أمام احتمالات عديدة حتى اقتراب موعد الميركاتو.
Getty Images
إصابات مزعجة
يعاني برشلونة حاليًا من كثرة الإصابات، حيث يفتقد جهود رافينيا ويامال وخوان جارسيا وفيرمين لوبيز وبابلو جافي.
وتلقى برشلونة، خسارة قاسية أمام إشبيلية، بنتيجة 4-1، في آخر مباراة قبل التوقف الدولي، على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، بعد أداء مميز من الفريق الأندلسي المدعوم بجماهيره الغفيرة.
وسيضطر فريق المدرب هانز فليك، إلى استغلال فترة التوقف الدولي، من أجل إعادة ترتيب أوراقه نفسيًا وفنيًا، والعمل على تصحيح الأخطاء التي تسببت في تراجع النتائج واستعادة طريق الانتصارات.
ووفقا لصحيفة “سبورت” الكتالونية، فقد شهدت المواجهة، مشاهد لافتة من طاقم فليك التدريبي الذي بدا منفعلًا بشدة أثناء اللقاء.
وتمركز قسم التحليل بالفيديو، كالمعتاد، في الأدوار العليا من المدرجات، للحصول على رؤية تكتيكية أفضل ورصد التفاصيل الفنية التي تُستخدم لاحقًا في التدريبات أو خلال فترات الاستراحة بين الشوطين.
ويُعد هذا النهج، مشابهًا لما كان يقوم به لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، حين كان يستخدم “المنصة العالية” لمتابعة المباريات بشكل أعمق وتحليل المفاهيم التكتيكية.
وفي هذه المباراة، جلس المحلل الألماني ستيفن نوب، الذي انضم للجهاز الفني، بطلب مباشر من فليك، خلف منطقة الصحافة.
وأبدى نوب خلال اللقاء، غضبه من بعض الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها اللاعبون، كما أظهر اعتراضه على عدد من قرارات الحكم، متحدثًا بالألمانية مع مايكل هاسيمان وبقية أفراد الطاقم الفني.
وأوضحت هذه التفاعلات، أن العمل التكتيكي في برشلونة لا يقتصر على مقاعد البدلاء فقط، بل يمتد إلى قسم التحليل بالفيديو.
ولطالما شدد فليك، من جانبه، على أهمية العمل مع مقربين منه من ذوي الكفاءة العالية، ويعد نوب أحد أهم معاونيه في هذا الجانب.