تحدث المدافع البرتغالي المخضرم، بيبي، عن التحدي الكبير الذي ينتظر زميله السابق تشابي ألونسو في تدريب ريال مدريد، مشيرًا إلى أنه يعرف جيدًا شخصية الإسباني، وقدرته على النجاح في هذا المنصب الصعب، الذي يحمل الكثير من الضغوط والتوقعات.
كما أشاد المدافع السابق لريال مدريد وبورتو بتجربة كارلو أنشيلوتي مع المنتخب البرازيلي، وعبّر عن فخره بمسيرة مواطنه كريستيانو رونالدو، متمنيًا له نهاية مشرفة لمشواره الأسطوري.
ونقلت صحيفة “آس” الإسبانية عن بيبي قوله: “لعبت مع تشابي ألونسو وأعرفه جيدًا.. بالنسبة له، تدريب ريال مدريد تحدٍ كبير، فهو نادٍ يتطلب الكثير من العمل والمسؤولية”.
وأضاف المدافع السابق للملكي: “عندما كان مورينيو مدربنا في مدريد، كان تشابي يبحث دائمًا عن المعلومات، ويتحدث كثيرًا معه، ويسأله عن سبب القيام بالأشياء بطريقة معينة، ويقدم وجهة نظره الخاصة.. الآن ينتظره تحدٍ هائل كمدرب، وأتمنى له النجاح، وأن يواصل ريال مدريد تحقيق الانتصارات كما فعل طوال هذه السنوات”.
جاءت تصريحات بيبي خلال مشاركته في فعاليات “قمة كرة القدم”، التي نظمها الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، حيث يعد أحد أساطير منتخب “البحارة” الذي خاض معه 141 مباراة، سجل خلالها 8 أهداف، وكان أحد ركائزه في البطولات الكبرى.
كما حرص بيبي على حضور مواجهة البرتغال أمام أيرلندا (1-0)، أمس السبت، في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
رونالدو وأنشيلوتي
وحول المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، قال: “عملت معه، وهو شخص رائع.. أنا واثق من أنه سيقوم بعمل ممتاز مع منتخب البرازيل.. قلت سابقًا إن كرة القدم تحتاج إلى هذا النوع من التنظيم، وأعتقد أنه سيحقق ذلك، لأن كرة القدم البرازيلية ولاعبيها هم الأفضل في العالم، وهذا ما يجعلهم مميزين”.
وأضاف: “أتمنى أن يتمكن أنشيلوتي من إسعاد الشعب البرازيلي، لأنني أكن لهم محبة خاصة.. هو صديقي وأتمنى له النجاح في هذه المغامرة، لأنها تحدٍ كبير بالنسبة له.. البرازيل تمتلك جودة عالية، لكنها تفتقر إلى التنظيم، وكرة القدم الآن تعاني كثيرًا من هذه النقطة”.
وواصل: “أعتقد أن البرازيل بحاجة إلى تطوير منظومتها، فالمباراة يجب أن تكون أكثر انضباطًا وأقرب إلى المفهوم الجماعي.. واللاعبون البرازيليون يملكون ما يكفي من الموهبة ليشكلوا منتخبًا رائعًا”.
وعن مواطنه كريستيانو رونالدو، صرح بيبي: “سيكون الأمر صعبًا بالنسبة لنا كمشجعين عندما يقرر التوقف عن اللعب.. سيكون غريبًا أن نشاهد التلفاز دون أن نرى اسم كريستيانو رونالدو بعد الآن.. هو مصدر فخر لكل برتغالي، وما فعله في مسيرته لا يُصدق”.
وتحدث كذلك عن تولي جوزيه مورينيو تدريب بنفيكا، قائلا: “مورينيو مدرب يملك مسيرة مذهلة، ووجوده في الدوري البرتغالي أمر إيجابي للغاية، لأنه يرفع مكانة المسابقة على المستوى العالمي.. أتمنى أن يدرب المنتخب البرتغالي يومًا ما، فقد أبدى اهتمامًا بذلك، وأعتقد أنه سيكون الرجل المناسب لهذا المنصب في المستقبل”.
وفي ختام حديثه، أوضح بيبي كيف يقضي حياته بعد الاعتزال: “أنا بخير، وأستمتع بهذه المرحلة بعد نهاية مسيرتي الكروية مع عائلتي، فالعائلة تساعدني كثيرًا.. إنه وقت رائع لأكون مع أطفالي وأستمتع بهذه الفترة من الحياة”.
تاريخ مشرف
ويُعدّ بيبي من أبرز المدافعين في تاريخ كرة القدم، لما اشتهر به من قوة بدنية هائلة، وشخصية قيادية صلبة داخل الملعب.
وُلد بيبي في البرازيل عام 1983، لكنه قرر في بداية مسيرته الاحترافية الانتقال إلى أوروبا، حيث صنع اسمه الكبير هناك، وحصل لاحقًا على الجنسية البرتغالية، ومثّل منتخب البرتغال لأكثر من 15 عامًا.
وبدأ بيبي مسيرته في أوروبا مع نادي ماريتيمو البرتغالي، حيث جذب أنظار بورتو الذي تعاقد معه في عام 2004.
ورفقة بورتو، تألق المدافع الصلب وحقق عدة ألقاب محلية، قبل أن ينضم إلى ريال مدريد الإسباني في صيف 2007، ليفوز معه بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وثلاث بطولات للدوري الإسباني، إلى جانب كأس الملك، والسوبر الأوروبي، ومونديال الأندية.
وعلى الصعيد الدولي، حمل بيبي ألوان منتخب البرتغال في أكثر من 140 مباراة دولية، وساهم في التتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية 2016 في فرنسا، ثم لقب دوري الأمم الأوروبية عام 2019، ليخلد اسمه كأحد أعظم المدافعين في تاريخ الكرة البرتغالية.
وبعد رحيله عن ريال مدريد، انتقل بيبي إلى بشكتاش التركي، ثم عاد إلى بورتو عام 2019، حتى اعتزاله في 2024، حيث واصل التألق رغم بلوغه الأربعين عامًا، مثبتًا أن الانضباط والاحترافية لا يرتبطان بالعمر.
وعُرف بيبي بشغفه الكبير وتفانيه من أجل الفريق، وبقدرته على الجمع بين القوة والانضباط، مما جعله رمزًا حقيقيًا للصلابة الدفاعية في كرة القدم العالمية.