أكد وليد الركراكي، مدرب المغرب، أن الوقت لم يعد يسمح له بتجريب المزيد من اللاعبين رغم الكم الهائل من المواهب المتوفر للكرة المغربية في ملاعب أوروبا، وعودة اتحاد الكرة للتفاوض معهم قصد إقناعهم وحثهم على حمل قميص الأسود في الفترة المقبلة.
و أضاف الركراكي في تصريحات تلفزيونية، أن مواجهة الكونغو تضعه أمام رهان كبير متمثل في فض الشراكة مع منتخب إسبانيا على مستوى الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية بعدما عادل رقمها ب 15 فوزا متتاليا في مباراة البحرين مؤخرا.
الركراكي كان صريحا وهو يتحدث قبل موقعة الكونغو المرتقبة الثلاثاء المقبل، ليقول إن الهدف واضح من هذه المباراة وهو مواصلة الركض خلف المزيد من الأرقام القياسية للكرة المغربية لفض الشراكة مع الإسبان وتعزيز حزمة تلك الأرقام بمزيد من الانتصارات.
كما أكد مدرب الأسود أن التشكيل الذي سيعتمده خلال هذه المباراة وباقي المباريات المقبلة سيكون قريبا جدا من التشكيل الذي يدور في مفكرته ومخيلته للعب به في أمم أفريقيا على أراضيه.
رهان تاريخي
بعد أن عادل إنجاز منتخب إسبانيا برصيد 15 انتصارا متتاليا لكل منهمنا، وهو يفوز على البحرين في الدقيقة 93 من المواجهة، عاد الركراكي ليتحدث عن أهمية مباراة الكونغو مضيفا أنها ليست شكلية كما يعتقد البعض بل تحرك فيه وبلاعبيه الحافز لكسر رقم قياسي آخر.
وتابع: “لا توجد مباريات شكلية دون أهمية في قاموسي وحساباتي، يهمنا اللعب لننتصر ونتخطى إسبانيا وننفرد بالرقم القياسي العالمي لعدد الانتصارات المتتالية لأن هذا سيضعنا في القمة، ومعه ستذكر صحافة العالم منتخب المغرب، ولن تذكر الركراكي بكل تأكيد”.
وواصل: “كما يهمني أن ننهي التصفيات بالعلامة الكاملة أي ب 8 انتصارات، وهو ما لم يحصل عليه أي منتخب آخر في كل القارات وهذا يضاعف من الثقة لي وللاعبين، مثلما أتوق لأن ننتصر للمباراة الثالثة تواليا على استاد مولاي عبد الله بالرباط و هو ملعب مباريات الأسود في الكان”.
وزاد: “الفوز مجددا بهذا الملعب يعني أننا استأنسنا به ويعزز (الكيمياء) بين اللاعبين وبين هذا الملعب. لذلك سنلج المباراة بالقوة الضاربة، ودون استسهال للمنافس فقد تعلمنا الكثير والكثير و نحن نتعذب لنهزم البحرين هنا بذات المكان”.
القوة الضاربة
وخلافا لمطالب وسائل الإعلام المغربية التي دعت الركراكي لمنح لاعبين جدد فرصة الظهور قصد تقييم أدائهم قبل الكان والحكم على مستوياتهم٬ كان مدرب الأسود حاسما وصارما، بل واضحا في موقفه وقد لجأ لعقد بعض المقارنات ليبرر اختياراته وكونه لن يلجأ لمغامرة التجريب وقد بلغ قطار الأسود مثلما وصفه الخط المستقيم قبل نهائيات “الكان”.
وقال وليد: “لا٬ لن ألجأ للتجريب مجددا لا يمكن العودة وفي هذا التوقيت لنقطة الصفر٬ الذين يطالبون بمنح الفرصة لكل من الهلالي والشيبي أرد عليهم أنه لسوء حظ اللاعبين أنهما جاءا في وقت المتميز والعالمي أشرف حكيمي.. لا يمكن أن أجلس حكيمي ليلعب واحد منهما”.
وتابع: “لا مجال للمغامرة أنا أعرف قدرات كل لاعب في التدريبات وهذا يكفي ولو لم أمنحهم فرصة اللعب لدقائق. نحن على بعد فترة قصيرة جدا من الكان ويفترض أن تكون الرؤية واضحة بشأن التشكيل وعديد الأشياء الأخرى لوضع خطة تقودنا مثلما تطلبون وتأملون ويتمنى الجمهور المغربي للتتويج بهذه الكأس بمشيئة الله تعالى، والإبقاء عليها بالمغرب فهذا الرهان يعني أنه لا مجال للخطأ بالمرة”.
كان الركراكي قد ألمح إلى بعض الغيابات الهامة التي تطال صفوف منتخب المغرب وخص بالذكر ثنائي الليجا أمرابط وأوناحي، ولاعب مانشستر يونايتد مزراوي.
قرعة المونديال
ويستمر رهان الركراكي ومنتخب الأسود على حسم موقعة الكونغو كي ينهي العام الحالي على أقل تقدير في المركز 11 عالميا، أو يقترب من نادي العشرة الكبار وقد قلص الفارق عن كل من إيطاليا وكرواتيا ويتقدم على ألمانيا صاحبة المركز 12 عالميا.
وقال: “لو تسنت لنا الفرصة لنلج نادي العشرة في تصنيف الفيفا فسيكون ذلك أمرا رائعا وسيمنحنا فرصة البقاء بالمستوى الثاني أو نحلم بالمستوى الأول في قرعة كأس العالم بأمريكا، لن يتأتى ذلك إلا بكسب كل المباريات المتاحة ومن الآن لغاية موعد القرعة ولن نهدر أي نقطة لأن ما نحصل عليه حاليا هو نتاج 3 سنوات من العمل المضني والتضحيات الكبيرة للاعبين”.