مبابي يُشيد بمنتخب إسبانيا ويُحذر من قلة خبرته المونديالية: اليورو ليس مثل كأس العالم

BySayed

أكتوبر 12, 2025


أشاد النجم الفرنسي كيليان مبابي، بالقوة الحالية التي يتمتع بها المنتخب الإسباني، بعد سلسلة نتائجه اللافتة التي جعلته أحد أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم 2026، لكنه في الوقت ذاته وجه تحذيرًا صريحًا حول أن خوض المونديال يختلف تمامًا عن البطولات القارية.

مبابي تحدث في مقابلة مطولة مع برنامج “يونيفرسو فالدانو” الإسباني، حيث عبر عن إعجابه الكبير بالمستوى الفني والهوية التكتيكية للمنتخب الإسباني، الذي لم يعرف طعم الهزيمة منذ 28 مباراة متتالية، قائلاً: “إسبانيا فريق يتحكم في مجريات اللعب بشكل رائع. يعرفون كيف يديرون المباريات، وكيف يسيطرون على الكرة، وهم من الناحية الفنية أحد أقوى المنتخبات في العالم. لديهم أسلوب متجذر منذ الفئات السنية الصغرى وحتى المنتخب الأول، وهو ما يجعلهم فريقًا منسجمًا بشكل مذهل”.

وأضاف مهاجم ريال مدريد: “ما يميز إسبانيا حقًا هو أن لاعبيها تعلموا منذ الصغر نفس فلسفة اللعب، نفس طريقة التحرك بالكرة وبدونها، ونفس الذكاء الجماعي. لهذا السبب يبدو منتخبهم دائمًا منظمًا وممتعًا في الوقت ذاته”.

كأس العالم

لكن مبابي بخبرته في كأس العالم، لم يتردد في الإشارة إلى نقطة ضعف قد تُكلف الإسبان غاليًا، فقال: “صحيح أنهم فازوا ببطولة أوروبا بطريقة رائعة، لكن كأس العالم بطولة مختلفة تمامًا. فيها ضغط نفسي هائل وتجارب لا يمكن تعلمها إلا بالمشاركة. إسبانيا تملك جيلاً شابًا جدًا، ولاعبين كُثر لم يخوضوا المونديال من قبل، وهذا عامل مهم يجب ألا يُستهان به”.

النجم الفرنسي شدد على أنه يرى في المنتخب الإسباني “أفضل فريق في أوروبا حاليًا”، لكنه في الوقت نفسه تمنى أن تظل الكلمة العليا في النهاية لمنتخب بلاده.

وقال: “بالنسبة لي، إسبانيا هي الأفضل أوروبيًا، لكن كأس العالم لا تُحسم بالأسماء أو الأداء الجمالي. كل المنتخبات الكبرى تطمح للفوز، والجميع يراقب إسبانيا الآن. أتمنى أن يقدموا بطولة كبيرة، لكن بالطبع أريد أن تفوز فرنسا”.

وتحدث مبابي عن تجربته الشخصية في المونديال، موضحًا أن الخبرة التي اكتسبها من مشاركتيه السابقتين منحته نضجًا فريدًا داخل وخارج الملعب.

وأوضح: “لقد خضت كأسين للعالم، وعشت خلالهما كل أنواع المشاعر. شعرت بفرحة الانتصار الأكبر عندما تُوجنا أبطالًا في 2018، وبمرارة الخسارة في النهائي أمام الأرجنتين في 2022 رغم تسجيلي ثلاثة أهداف. هذه التجارب جعلتني أفهم أكثر الضغط الذي تمثله هذه البطولة، وكيف يمكن أن تتحول إلى عبء نفسي هائل على من لا يملك الخبرة الكافية. الشعور بأن أمة كاملة تضع آمالها عليك أمر لا يمكن وصفه”.

Argentina v France: Final - FIFA World Cup Qatar 2022Getty Images

الحلم الكبير

وفي سياق حديثه، لم يُخف مبابي حلمه الكبير بالعودة إلى منصة التتويج العالمية مع “الديوك”، مؤكدًا أن هدفه هذا الموسم مع ريال مدريد لا ينفصل عن هدفه الدولي مع فرنسا.

وواصل: “أريد أن أواصل الفوز بالألقاب الكبرى مع مدريد، لكن الحلم الأكبر يبقى إعادة كأس العالم إلى فرنسا. لا يوجد شيء يضاهي شعور رفع الكأس الذهبية مجددًا”.

وأردف: “آمل أن أعود لتسجيل الأهداف في نهائي المونديال وأن نفوز هذه المرة. الخسارة أمام الأرجنتين كانت مؤلمة للغاية، لكن كما نقول في فرنسا: (لا اثنتين دون ثالثة). خضت نهائيين، وأتطلع إلى الثالث في 2026، لأفوز بعد أن تعلمت من مرارة 2022”.

نهائي لوسيل

أما عن نهائي لوسيل الشهير الذي خسره المنتخب الفرنسي أمام الأرجنتين، فقال مبابي بواقعية: “لم أفكر وقتها في التسجيل بقدر ما فكرت في الفوز. كمهاجم عليك أن تُسجل، لكن الأهم هو تحقيق النصر الجماعي. كانت مباراة مجنونة بكل المقاييس، وأعتقد أن الأرجنتين استحقت الفوز لأنها لعبت بشكل أفضل معظم الوقت، رغم أننا كنا قريبين جدًا من قلب الأمور. علينا أن نتذكر ما حدث، ونتعلم منه حتى نكون أقوى في 2026”.

واختتم مبابي حديثه بالتأكيد على أن الظروف المناخية أو الجغرافية في مونديال 2026، الذي سيُقام بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، لن تكون عائقًا أمام طموحات فرنسا في الفوز باللقب: “الحر، المسافات الطويلة بين المدن، أو جودة الملاعب، لن تؤثر على عزيمتنا. لقد عشنا تجارب مشابهة في كأس العالم للأندية وكانت صعبة، لكن الجميع يعرف أن المونديال هو الحدث الأهم في حياة أي لاعب كرة قدم. سنبذل كل ما نملك من جهد وطاقة من أجل أن نعيد الكأس إلى باريس”.

وبين الإعجاب بإسبانيا والثقة في منتخب بلاده، رسم مبابي صورة واضحة لطموحه أن يكون على قمة العالم مجددًا، متحديًا الزمن والتاريخ ليكتب فصلاً جديدًا في أسطورته الكروية، عنوانه: “العودة إلى المجد في 2026”.



المصدر – كوورة

By Sayed