تحدثت تقارير صحفية سعودية عن مستقبل الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش لاعب خط وسط الهلال السعودي، والذي يعد أحد الأسلحة الهامة في تشكيل الزعيم على مدار العامين الماضيين.
وينتهي عقد سافيتش مع الهلال بنهاية الموسم الحالي، بينما لم تحسم إدارة النادي العاصمي تجديد التعاقد مع اللاعب، في وقت تزداد فيه التكهنات حول مستقبله، خاصة مع رغبة أندية أوروبية، لاسيما إيطاليا في التعاقد معه بشكل مجاني الصيف المُقبل.
وأوضحت صحيفة “اليوم” السعودية أن نادي الهلال يتجه نحو خطوة الحفاظ على أحد أبرز نجومه وهو سافيتش من خلال تجديد عقده خلال الفترة المُقبلة.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم اهتمام عدة أندية إيطالية بالتعاقد مع اللاعب صاحب الـ 30 عاما، إلا أن سافيتش لم يُبد رغبة في الرحيل، بل أظهر حرصا واضحا على أن يستمر مع الهلال لفترة أطول.
وفي وقت سابق أكد وكيل سافيتش، أن اللاعب يشعر بارتياح مع الهلال ويعطي أولوية للنادي السعودي والعرض الذي ستقدمه الإدارة له بشأن التجديد.
كذلك أكدت الصحيفة أن سافيتش بات قريبا للغاية من تجديد عقده والاستمرار مع الفريق، وأن إدارة الهلال أيضا متمسكة ببقائه نظرا لدوره الكبير في منظومة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي.
دور مزدوج
ويُعد الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش أحد الركائز الأساسية في تشكيلة نادي الهلال منذ انضمامه إلى صفوف الفريق قادماً من لاتسيو الإيطالي في صيف 2023، حيث فرض نفسه بسرعة كأحد أهم عناصر الوسط في دوري روشن للمحترفين بفضل مزيج فريد من القوة البدنية، الرؤية التكتيكية، والقدرة على الحسم الهجومي.
تميز سافيتش بدوره المحوري في منظومة المدرب السابق، البرتغالي جورجي جيسوس، إذ يشغل مركز لاعب الوسط المتقدم القادر على الربط بين الدفاع والهجوم، وتشكيل محور بناء اللعب خلف المهاجمين. بفضل تمريراته الدقيقة وقدرته على قراءة مساحات الخصم، أصبح من أبرز صُنّاع اللعب في الفريق، كما يسهم بشكل واضح في تسجيل الأهداف سواء بتسديداته القوية من خارج المنطقة أو بمتابعته المتميزة داخل الصندوق.
خلال الموسم الجاري، أثبت سافيتش قيمته الكبيرة بأرقامه المؤثرة، حيث شارك في معظم المباريات الأساسية للهلال وساهم في تسجيل وصناعة عدد معتبر من الأهداف في الدوري ودوري أبطال آسيا، مما جعله أحد مفاتيح الفوز المستمر للفريق في مختلف البطولات. كما يُعد وجوده عاملاً مهماً في توازن الوسط، إذ يمنح زملاءه حرية هجومية أكبر، ويُخفف الضغط عن الدفاع بفضل قدرته على استعادة الكرة والافتكاك السريع.
إضافة إلى مردوده الفني، يُظهر سافيتش شخصية قيادية داخل الملعب، ويتعامل باحترافية عالية في المباريات الكبرى، ما جعله من أكثر اللاعبين شعبية بين جماهير الهلال. وبفضل تأثيره المتواصل، يُنظر إليه كأحد الأعمدة التي يعتمد عليها الفريق في سعيه للحفاظ على ألقابه المحلية والتتويج باللقب الآسيوي مجدداً.
أوراق إنزاجي
ويعد إنزاجي أكثر من يعرف سافيتش إذ سبق أن شهد بزوغ نجمه، عندما كان لاعبا في لاتسيو الإيطالي، وقاده المدرب لأكثر من 200 مباراة، قبل أن ينتقل إنزاجي لتدريب فريق إنتر ميلان.
وبالتالي يعتبر سافيتش عنصر مميز وهام في قائمة إنزاجي والهلال، وسيكون أول من يعارض رحيله، كونه لاعب لا يُعوض، ويتوافق بشكل كبير مع فلسفة المدرب الإيطالي.
ويُعد نزاجي من أبرز المدربين الأوروبيين الذين يجمعون بين الانضباط التكتيكي والمرونة الهجومية، وقد شكّل انتقاله إلى تدريب الهلال خطوة جديدة في مسيرته التي تميزت بالنجاح مع إنتر ميلان الإيطالي. يعتمد إنزاجي على فلسفة كروية تقوم على التحكم في إيقاع اللعب، وتنويع طرق بناء الهجمة، مع التركيز على التنظيم الدفاعي الصارم والضغط المنظم في وسط الميدان.
يُعرف إنزاجي بقدرته على استغلال إمكانات لاعبيه بأفضل شكل ممكن، إذ يمنح الحرية للاعبي الوسط في التقدم الهجومي مع ضمان التغطية الدفاعية المتوازنة. غالباً ما يعتمد على خطة 3-5-2 التي تمنح الفريق مرونة في التحول السريع بين الدفاع والهجوم، وتتيح للأظهرة مساحة واسعة للمساندة الهجومية، وهو أسلوب يناسب عناصر الهلال الحالية مثل سافيتش، نيفيز، وكانسيلو.
فلسفة إنزاجي تقوم أيضاً على الضغط الجماعي السريع بعد فقدان الكرة، لتقليل المساحات أمام الخصم واستعادة الاستحواذ بسرعة. كما يولي اهتماماً كبيراً بالكرات الثابتة، سواء في التسجيل أو التنظيم الدفاعي، وهو جانب لطالما ميّز فرقه في الدوري الإيطالي.
من الناحية الذهنية، يمتلك إنزاجي شخصية هادئة ومتزنة، تُمكّنه من إدارة غرفة الملابس بثقة، مع تحفيز لاعبيه على تقديم أقصى أداء في المباريات الكبرى. ويُنتظر أن يسهم وجوده في الهلال في رفع الانضباط التكتيكي للفريق ومنحه هوية أوروبية أكثر وضوحاً، تجمع بين الواقعية الدفاعية والإبداع الهجومي.
وبفضل تجربته الثرية في البطولات القارية، يأمل الهلال بقيادة إنزاجي في تحقيق قفزة جديدة على المستوى الآسيوي والعالمي، خاصة أن فلسفته تتناغم مع طموحات النادي في تقديم كرة متكاملة تُترجم هيمنته محلياً إلى إنجازات دولية أكبر.