أكد إنزو ماريسكا، المدير الفني لتشيلسي، أنه لا يندم على البطاقة الحمراء التي حصل عليها خلال فوز فريقه على ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، مشيراً إلى أن مشاعره كانت أقوى من أن يسيطر عليها.
ووفقاً لصحيفة “ميرور” البريطانية، فقد حصل المدرب الإيطالي على البطاقة الحمراء بعد احتفاله المبالغ فيه بهدف الفوز الذي سجله الشاب إستيفاو في اللحظات الأخيرة، بعدما كان قد نال إنذاراً أول في وقت سابق من المباراة، ليغيب بذلك عن قيادة الفريق في المواجهة المقبلة أمام نوتنجهام فورست يوم السبت.
وقال ماريسكا خلال مشاركته في مهرجان ترينتو الرياضي، بحسب تصريحات نقلها جيانلوكا دي مارتزيو، الصحفي الشهير في شبكة “سكاي سبورت إيطاليا: “كانت لحظة مليئة بالعاطفة. إنها موسمي الثاني مع تشيلسي، وكانت المرة الأولى التي نفوز فيها على أرضنا في الدقيقة الأخيرة.. الطرد؟ كرة القدم في كثير من الأحيان هي شغف وغريزة، ربما لم يكن لدي وقت للتفكير، كانت ردة فعل فطرية، لكنني أعتقد أنها كانت تستحق ذلك”.
وجاءت نتيجة الطرد أن المدرب المساعد ويلي كاباييرو تولى مهام الحديث لوسائل الإعلام بعد اللقاء، فيما سيقضي ماريسكا عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة، ليغيب عن مقاعد البدلاء في مواجهة فورست القادمة.
ويختلف وضع الفريقين كثيراً عن لقائهما الأخير في نهاية الموسم الماضي، حين كان فوز نوتنجهام فورست سيمنحه فرصة تجاوز تشيلسي والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لكن هدف ليفي كولويل حسم المواجهة لصالح البلوز على ملعب “سيتي غراوند”.
ومنذ ذلك الحين، استغنى فورست عن مدربه نونو إسبيريتو سانتو وعيّن الأسترالي أنجي بوستيكوجلو، الذي يعيش فترة صعبة بعد فشله في تحقيق أي انتصار خلال شهره الأول في قيادة الفريق.
وعلق بوستيكوجلو على الهتافات التي طالبت بإقالته عقب الخسارة أمام ميتيلاند في الدوري الأوروبي قائلاً: “الجماهير من حقها أن تعبّر عن رأيها، أعتقد أن هذا هو المناخ السائد حالياً، لكن هذا أمر لا أستطيع التحكم فيه. مسؤوليتي أن أساعد الفريق على الفوز والتطور. أنا أتفهم أن الأجواء ليست إيجابية حالياً، خاصة تجاهي، لكنني لا أقلق من ذلك، فهذا ليس أمراً جديداً بالنسبة لي”.
ويحتل تشيلسي المركز السابع في جدول الدوري قبل مواجهة السبت، مع فرصة للتقدم نحو مراكز دوري الأبطال إذا سارت النتائج لصالحه، بينما يقبع نوتنجهام فورست في المركز السابع عشر، مهدداً بالهبوط إذا خسر مباراته القادمة وحقق أحد فرق بيرنلي أو وست هام أو وولفرهامبتون الفوز.
مدرب واعد
وُلد إنزو ماريسكا في مدينة بونتيكانو الإيطالية عام 1980، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف نادي كالياري قبل أن ينتقل في سن مبكرة إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة وست بروميتش ألبيون عام 1998، ليصبح أحد أوائل اللاعبين الإيطاليين الذين خاضوا تجربة احترافية في إنجلترا آنذاك.
وعلى الرغم من صغر سنه، لفت الأنظار بقدراته التكتيكية ورؤيته الجيدة في وسط الملعب، ما جذب اهتمام أندية كبرى في إيطاليا.
في عام 2000، انتقل ماريسكا إلى صفوف يوفنتوس، حيث واجه منافسة قوية في خط الوسط مع أسماء بارزة مثل إدجار دافيدز وبافل نيدفيد. ورغم مشاركاته المحدودة، اكتسب خبرة ثمينة في التعامل مع الضغوط داخل أحد أكبر أندية أوروبا، قبل أن تتم إعارته إلى كل من بولونيا وبياتشينزا للبحث عن دقائق لعب أكثر.
عام 2004 شهد انتقاله إلى فيورنتينا، حيث قدم مستويات مميزة جعلت نادي إشبيلية الإسباني يقرر التعاقد معه في صيف 2005، وهي الخطوة التي شكلت نقطة التحول الأهم في مسيرته.
في إشبيلية، أصبح ماريسكا أحد أعمدة الفريق بقيادة المدرب خواندي راموس، وشارك في فترة ذهبية حقق خلالها النادي ألقاباً تاريخية، أبرزها كأس الاتحاد الأوروبي مرتين عامي 2006 و2007، وكأس السوبر الأوروبي عام 2006. واشتهر ماريسكا بأهدافه الحاسمة من ركلات الجزاء وبقدرته على ضبط إيقاع اللعب من العمق، ليحفر اسمه في ذاكرة جماهير النادي الأندلسي.
بعد تجربته الناجحة في إسبانيا، تنقل ماريسكا بين عدة أندية مثل أولمبياكوس اليوناني ومالاجا الإسباني وسامبدوريا الإيطالي، قبل أن يختتم مسيرته كلاعب مع نادي هيلاس فيرونا عام 2017.
ومع اعتزاله، اتجه سريعاً إلى مجال التدريب، حيث عمل ضمن الطاقم الفني لمانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا، وهي التجربة التي شكلت أساس فكره التكتيكي القائم على الاستحواذ والضغط العالي وتنظيم المساحات.
وبعد فترة قصيرة كمدرب لفريق مانشستر سيتي تحت 23 عاماً، تولى تدريب بارما في دوري الدرجة الثانية الإيطالي موسم 2021-2022، قبل أن يعود مجدداً إلى الجهاز الفني لجوارديولا كمساعد مدرب.
في صيف 2023، خاض ماريسكا تجربته الأبرز حتى الآن بعدما تولى تدريب ليستر سيتي، وقاده لتحقيق لقب “التشامبيونشيب” والعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بأسلوب لعب هجومي منظم نال إعجاب المتابعين.
وبعد نجاحه اللافت، قرر تشيلسي التعاقد معه في صيف 2024 لبدء مشروع جديد يعتمد على فلسفة الاستحواذ والبناء من الخلف، ليصبح أحد أبرز المدربين الصاعدين في الكرة الأوروبية، مع توقعات كبيرة بمستقبل واعد له في عالم التدريب.