يستعد عثمان ديمبلي، نجم فريق باريس سان جيرمان لصدام شائك مع إدارة النادي الفرنسي خلال الفترة المقبلة.
دفع فوز عثمان ديمبلي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2025 مهاجم باريس سان جيرمان إلى التطلع لمكانة جديدة، تتمثل في مطالبة عائلة ديمبلي بحصوله على زيادة كبيرة في راتبه بعد حصوله على الجائزة المرموقة بأحد مسارح العاصمة الفرنسية في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
ذكرت شبكة راديو مونت كارلو الفرنسية أنه مع استمرار عقد عثمان مع باريس سان جيرمان حتى عام 2028، يسعى اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا منطقيًا إلى تحقيق دخل مالي من وضعه الجديد، وطلب من إدارة النادي زيادة راتبه.
وأضافت: “هناك ترقب لموقف إدارة بي إس جي في ظل تصميمها على عدم تكرار أخطاء الماضي فيما يتعلق بسقف الرواتب، وحتى قبل الكشف عن هوية الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، أظهر لويس كامبوس، المستشار الرياضي للنادي الباريسي، موقفا واضحا للغاية”.
دوناروما.. منهج صارم
وصرح لويس كامبوس عبر شبكة مونت كارلو منذ أسابيع قليلة قائلا إن إدارة النادي الباريسي ملتزمة بشدة بسياسة الرواتب الجديدة، وأنها ستطبق على الجميع.
وشدد: “لن يتغير استقرار النادي بناءً على لاعب يسعى للتميز، بل علينا حماية باريس سان جيرمان”.
وأكد المستشار الرياضي للنادي الباريسي أيضا على أن مصلحة النادي فوق الجميع، قائلا: “النادي أهم من أي شخص آخر، لقد تغير هذا في باريس سان جيرمان، سياستنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجدارة، تكسب أكثر عندما تستحق ذلك”.
ويستهدف مسؤولو النادي الباريسي من هذه السياسة الجديدة وضع حد لعصر الامتيازات الخاصة والرواتب الفلكية غير المرتبطة بالأداء أو التي لا تناسب المشروع الجماعي.
وكان حارس المرمى الإيطالي، جيانلويجي دوناروما، الذي انتقل إلى مانشستر سيتي في الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية الماضية مثالا واضحا، فلم يتوصل لاتفاق على تمديد تعاقده مع النادي رغم دوره البارز في تتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، وانتهى به الحال بالرحيل عن جدران حديقة الأمراء.
موقف شائك.. باريس بين خيارين!
وعلق لويس كامبوس على ذلك بقوله: “هناك مجموعة من الظروف أدت إلى قرار عدم تمديد التعاقد مع دوناروما، أبرزها المطالبة براتب بمستوى باريس سان جيرمان السابق، وليس الحالي”.
وختم راديو مونت كارلو تقريرها بأن النادي الباريسي يبقى حاليا أمام موقف شائك، يدفعه نحو أمرين إما تكريم عثمان ديمبلي، بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية، بزيادة كبيرة في راتبه، أو تمسك إدارة النادي بسياسة الرواتب القائمة على الجدارة والاستقرار، حتى لو أدى ذلك إلى توتر العلاقة مع نجمه الفرنسي الدولي، وستكون المفاوضات المتعلقة بعقد ديمبلي مؤشرًا رئيسيًا على عزم النادي الباريسي على مواصلة التمسك بسياسته الجديدة.
من جانبها ذكرت صحيفة (ليكيب): “عند انضمام ديمبلي لسان جيرمان في أغسطس/آب 2023، تفاوض ممثلو اللاعب على عقد ضخم للغاية، ويقال إنه يتقاضى راتبا شهريا يتجاوز 1.5 مليون يورو”.
وأضافت: “لم يتأكد بشكل رسمي بدء المفاوضات بين الطرفين، لكن يتردد أن هناك مشاورات ودية بعد حفل الكرة الذهبية، وعائلة ديمبلي تحاول أيضا استغلال أن اللاعب ساهم في احتواء أجواء الفريق خلال خريف 2024 عندما كانت العلاقة متوترة بين عدد من اللاعبين، والمدرب الإسباني لويس إنريكي المدير الفني للفريق، وأن النجم الفرنسي تحدث مع مدربه وزملائه في الفريق للمساعدة في إيجاد مسار مشترك، انتهى بموسم تاريخي في 2025”.
راتب ميسي؟
تابعت ليكيب: “لكن في الوقت الحالي، تركز إدارة باريس سان جيرمان بصورة أكبر على تمديد عقود اللاعبين الذين اكتسبوا وزنًا مهمًا في الفريق مثل برادلي باركولا وويليان باتشو وسيني مايولو.
وبين تقرير الصحيفة: “فيما يتعلق بقضية ديمبلي، لا يريد باريس سان جيرمان الالتزام بجدول زمني محدد، ويتردد داخل أروقة حديقة الأمراء أن فوز عثمان ديمبلي بالكرة الذهبية كان نتاج عمل جماعي للفريق، وبناء على ذلك لماذا يكون ديمبلي أحق من غيره بالمطالبة بزيادة كبيرة؟”.
وأوضحت ليكيب أن النادي الباريسي استعاد عافيته ماليا بعد موسم 2024-2025، ولكن هامش المناورة في التفاوض مع ديمبلي سيكون محدودا مع تراجع عائدات البث من البطولات المحلية، لذا فإن فكرة الحصول على راتب مماثل لراتب ليونيل ميسي ونيمار جونيور (حوالي 31 مليون يورو صافي سنويا) ستكون خيارا مستبعدا.
وختمت الصحيفة: “لا يزال باريس سان جيرمان تحت مراقبة قواعد اللعب المالي النظيف التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ويريد تفادي الأخطاء السابقة، ولا يريد دفع غرامات للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وأن الإدارة الباريسية تدرك أن راتب ديمبلي حاليا لا يليق به، لكنها لا تريد أيضا إرهاق ميزانية النادي”.