الشريط اللاصق في كرة القدم… أداة طبية أم سلاح سري للاعبين (سلسلة لماذا)

BySayed

أكتوبر 17, 2025


يُعتبر لاعبو كرة القدم أيقونات في الملاعب، ولا يقتصر تأثيرهم على مهاراتهم الفنية فحسب، بل يمتد إلى مظهرهم الذي يشمل مجموعة من الملحقات والإكسسوارات.

من بين هذه العناصر، يبرز الشريط اللاصق الملفوف حول المعصم كمشهد شائع ومثير للتساؤل، حيث يُشاهد على أيدي عدد كبير من اللاعبين المحترفين والهواة على حدّ سواء.

ولا يقتصر استخدام الملحقات على الأشرطة اللاصقة فقط، بل يشمل أيضًا واقيات الساق، والأقنعة الواقية، وربطات الرأس التي تُستخدم لإبعاد العرق عن العينين، وأربطة الذراع التي تدل على قيادة الفريق أو تحمل رسالة دعم.

لكن الشريط اللاصق على المعصم يحمل دلالات متعددة، تتراوح بين الضرورة الطبية، والمخاوف النفسية، والأسرار التكتيكية الفردية.

الأسباب الطبية والوقائية: الدعم والثبات

يأتي السبب الرئيسي وراء استخدام شريط المعصم في سياق الحماية والدعم الطبي.

فكرة القدم، على عكس ما قد يظنه البعض، هي رياضة احتكاك عنيفة تعرّض المعصمين والأطراف العلوية لخطر دائم بسبب السقوط العنيف، والاصطدامات، والالتحامات المباشرة.

توفير الدعم للتقليل من خطر الإصابة

يعمل الشريط اللاصق على توفير دعم قوي وثبات لمفصل المعصم، مما يساعد في منع تمدد الأربطة أو تمزقها نتيجة الحركة المفرطة.

عند السقوط، تكون الاستجابة الغريزية الفورية هي وضع اليدين لتثبيت الجسم على الأرض، وهذا يضع ضغطاً هائلاً ومفاجئاً على مفصل المعصم.

من خلال تطبيق الشريط الرياضي بشكل صحيح، يتم تقييد الحركة المفرطة للمعصم وحمايته بفعالية، ما يقلل بشكل كبير من احتمالية حدوث كسور أو التواءات.

دور حراس المرمى والمواد المتخصصة

بالنسبة لحراس المرمى، تزداد أهمية هذه الأشرطة، إذ يستخدمون غالبًا شريط أكسيد الزنك الرياضي لتوفير دعم أقوى لأصابعهم ومعصميهم، حتى تحت القفازات.

يضمن هذا النوع من الشريط بقاء المفاصل في وضعها الطبيعي، مانعًا إياها من الانثناء بشكل غير طبيعي أثناء التصدي للتسديدات القوية، مما يعزز الحماية ضد إصابات الأصابع الشائعة في مركزهم.

علاج التورم والالتهاب

إذا تعرض اللاعب لإصابة سابقة في المعصم، يصبح الشريط أداة علاجية فعالة.

يمكن أن يساعد الشريط في الضغط على المنطقة المصابة وتقييد تدفق الدم إليها، ما يساهم بشكل فعال في تقليل التورم والالتهاب، وتسريع عملية التعافي.

ويعد هذا جزءًا أساسيًا في إدارة الإصابات الشائعة في كرة القدم.

الأبعاد النفسية والشخصية: الحظ والمظهر

لا تقتصر دوافع ارتداء الشريط على الأسباب المادية فقط، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والسلوكي للاعبين.

الطقوس والخرافات

يرتبط ارتداء الشريط اللاصق عند بعض اللاعبين بأسباب نفسية أو خرافية. قد يعتقد اللاعب أن الشريط يجلب له الحظ أو يساهم في تحسين أدائه. على الرغم من غياب الدعم العلمي لهذه الادعاءات، فإنها تلعب دورًا نفسيًا مهمًا.

ومثال على ذلك المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز، الذي عانى من إصابة في معصمه أثناء فترة لعبه مع ليفربول.

وبعد تعافيه، استمر سواريز في ارتداء الشريط، ليس بالضرورة للحماية المادية، بل للشعور بالراحة النفسية والاعتياد الذي ارتبط بأدائه في الملعب.

المظهر الجمالي والاحترافي

بالنسبة للبعض، يمثل الشريط اللاصق جزءًا من المظهر الشخصي أو الجمالي.

قد يشعر اللاعب أن الشريط يمنحه مظهراً أكثر رياضية واحترافية، أو أنه ببساطة يفضل الطريقة التي يبدو بها الملحق على يده، وفي النهاية، يعود هذا الدافع إلى التفضيل الشخصي للاعب.

أسرار النجوم: الإخفاء والتكنولوجيا

تُعد الأسباب التي تدفع بعض النجوم الكبار لاستخدام الشريط اللاصق أكثر إثارة للاهتمام، حيث ترتبط بقواعد اللعب والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

إخفاء المجوهرات وتجنب المخالفات

يُطلب من اللاعبين إزالة أي مجوهرات أو ساعات أو ما شابه ذلك من اليدين والقدمين لضمان سلامة جميع المشاركين. لذلك، يستخدم بعض اللاعبين الأشرطة اللاصقة لإخفاء الأساور أو الوشوم البارزة لتجنب لفت انتباه الحكام ومنع أي طلب بإزالة هذه الملحقات.

الجهاز السري لكريستيانو رونالدو

السبب الأكثر إثارة للجدل وراء وضع الشريط اللاصق يرتبط بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وتشير التقارير إلى أن رونالدو، المعروف بصرامته في اللياقة والتدريب، يستخدم الشريط اللاصق لإخفاء جهاز تقني (غالباً جهاز تتبع أو رصد صحي متطور) تحته.

يعمل هذا الجهاز على تتبع الأداء البدني وجمع البيانات الدقيقة حول حركته ومجهوده أثناء المباريات، ويمكن هذا التكتيك رونالدو من التركيز على تطوير وصقل قدراته استناداً إلى بيانات الأداء المباشرة، مما يمثل جزءًا أساسيًا من سعيه المتواصل للحفاظ على مستواه في مراحل مسيرته المهنية المتقدمة.

يمكن القول إن شريط المعصم هو قطعة بسيطة ذات أبعاد معقدة؛ فهو يمثل مزيجًا من ضرورة الحماية المادية، وأثر الدعم النفسي، وأداة لتطبيق القواعد، وعنصرًا تكنولوجيًا سريًا في حقبة البيانات والأداء المتقدم.

ورغم تنوع الأسباب، يظل المبدأ الأساسي هو أن كل لاعب يرتدي الشريط لسبب شخصي يتناسب مع احتياجاته الجسدية والنفسية، ولهذا، يبقى الشريط اللاصق مشهداً ثابتاً في عالم كرة القدم.



المصدر – كوورة

By Sayed