تلقت جماهير تشيلسي صدمة جديدة من جانب المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي أعلن استمرار غياب لاعبه الإنجليزي كول بالمر، بدلا من عودته للظهور مع الفريق بعد التوقف الدولي.
وكان صاحب الـ23 عاما قد تعرض لأكثر من إصابة مطلع هذا الموسم، مما دفع الطاقم الطبي والفني للاتفاق على منحه فترة للتعافي بشكل جيد، على أن يعود للملاعب بعد التوقف الدولي الأخير.
لكن ماريسكا قال في مؤتمر صحفي، اليوم الجمعة: “لقد كنت مخطئا بشأن عودته بعد التوقف الدولي.. لسوء الحظ، هو بحاجة لنحو 6 أسابيع أخرى، هذا هو الجديد”.
وبسؤاله عما إذا كان اللاعب لا يحتاج الخضوع لعملية جراحية، أجاب: “نعم، نحن نحاول حماية كول بقدر المستطاع، ومن المهم أن يعود بأفضل حالة بدنية”.
واستطرد: “أفراد الطاقم الطبي ليسوا سحرة، فهو بحاجة لـ6 أسابيع، ونأمل بأن تكون كافية.. نحن بحاجة للتعامل مع المشكلة خطوة بخطوة، وأسبوع تلو أسبوع”.
وأكد المدرب الإيطالي أن الدولي الإنجليزي على ما يرام ويتحلى بالهدوء، في طريقه لمحاولة التعافي بشكل تام.
وبذلك، سيغيب بالمر عن رحلة البلوز غدا السبت، لمواجهة نوتنجهام فورست في عقر داره، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويدخل تشيلسي المباراة وهو في المركز الحادي عشر برصيد 11 نقطة، جناها من فوزه بـ3 مباريات وتعادله في مواجهتين، فيما تعرض للخسارة في مباراتين.
أزمة متكررة
رغم أنه لا يزال في بداية مسيرته الاحترافية، فإن النجم الإنجليزي كول بالمر أصبح نموذجًا لظاهرة مقلقة في كرة القدم الحديثة، ألا وهي الإصابات المتكررة في سن مبكرة.
فبرغم موهبته الكبيرة وصعوده السريع للقمة مع تشيلسي والمنتخب الإنجليزي، إلا أن الإصابات شكلت عقبة واضحة في طريقه، بعدما تعرّض منذ انطلاق مسيرته إلى 5 إصابات مختلفة، تسببت في غيابه نحو 216 يومًا عن الملاعب حتى الآن.
وكثرت إصابات بالمر العضلية، وهو ما يعكس الضغط البدني الهائل الذي يتعرض له اللاعبون الشباب في الدوريات الكبرى، خصوصًا في ظل كثافة المباريات وتزايد المتطلبات التكتيكية.
ويُعتقد أن أسلوبه القائم على الانطلاق السريع والتغيير المفاجئ في الاتجاهات يجعله عرضة لمزيد من الإجهاد، ما يستدعي إدارة بدنية دقيقة للحفاظ على جاهزيته.
من الناحية الفنية، كلما غاب بالمر يتأثر أداء تشيلسي بوضوح، إذ يمثل اللاعب أحد أهم مفاتيح اللعب بفضل قدرته على المراوغة، وتمريراته الحاسمة، وذكائه أمام المرمى.
كما أن الإصابات المتكررة تمنعه من تحقيق الاستمرارية التي يحتاجها أي موهوب في مرحلة التطور، ما يثير القلق لدى الجماهير والجهاز الفني على حد سواء.
رغم ذلك، أظهر بالمر روحًا قوية ورغبة كبيرة في العودة كل مرة بصورة أفضل، وهو ما يعكس شخصيته المقاتلة، فكلما تعافى، يقدّم أداءً لافتًا يذكّر الجميع بموهبته الاستثنائية التي تجعل منه أحد أبرز الأسماء الواعدة في الكرة الإنجليزية.
إذا تمكن بالمر من التغلب على لعنة الإصابات، واستفاد من الدعم الطبي والتقني المتاح في تشيلسي، فسيكون أمامه مستقبل كبير، إذ يملك كل المقومات ليصبح نجمًا عالميًا متكاملًا، شريطة أن يبقى بصحة جيدة ويكتسب خبرة التعامل مع ضغوط اللعبة الحديثة.
وأصبح بالمر نجم تشيلسي الأول في آخر عامين، منذ انتقاله للفريق في صيف 2023، قادما من مانشستر سيتي.
وخلال هذه الفترة القصيرة، نجح بالمر في تسجيل 45 هدفا وصناعة 29 أخرى لزملائه على مدار 101 مباراة بمختلف البطولات.
جيمس جديد؟
تزداد المخاوف داخل أروقة تشيلسي من احتمال تحول النجم الشاب كول بالمر إلى نسخة جديدة من زميله ريس جيمس، الذي عانى طويلاً من تكرار الإصابات رغم موهبته الكبيرة.
فبالمر، الذي يُعد أحد أبرز اكتشافات النادي في السنوات الأخيرة، بدأ يُظهر نفس النمط المقلق من الإصابات المتكررة، ما يهدد تطوره ويثير القلق حول مستقبله على المدى الطويل.
يبقى الأمل أن يتعلم بالمر من تجربة جيمس، فيعرف كيف يحمي نفسه ويطور لياقته بالشكل الذي يجعله أكثر مقاومة للإجهاد.
وإذا نجح في ذلك، فسيكون قادرًا على تجنب السيناريو المؤلم الذي مر به زميله، ويواصل مسيرته نحو النجومية بثبات واستمرارية.
وبدأ ماريسكا وطاقمه الفني والطبي، في السير بخطى محسوبة مع جيمس مؤخرا، لتفادي تكرار إصاباته، التي باتت متزايدة في السنوات القليلة الماضية، مما أدى لغيابه المتكرر عن الملاعب لفترات طويلة.