أعلن الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، بقيادة المدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا، عن قائمة الفريق التي ستخوض مواجهة ديكيداها الصومالي، والمقرر إقامتها في السادسة مساء غدٍ السبت على استاد القاهرة الدولي، ضمن ذهاب دور الـ32 من بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية.
وضمت القائمة 23 لاعبًا، على النحو التالي:
حراسة المرمى: محمد صبحي – محمد عواد – محمود الشناوي.
الدفاع: عمر جابر – بارون أوشينج – محمود حمدي “الونش” – حسام عبد المجيد – محمد إسماعيل – صلاح مصدق – أحمد فتوح.
الوسط: أحمد ربيع – محمود جهاد – محمد السيد – سيف جعفر – ناصر ماهر – أحمد حمدي – عبد الحميد معالي – أحمد شريف – شيكو بانزا – خوان بيزيرا.
الهجوم: سيف الدين الجزيري – عمرو ناصر.
غيابات مؤثرة وموقف معقد
يدخل الزمالك المباراة في ظروف صعبة، بعدما شهدت قائمته غيابات عديدة لعدد كبير من نجوم الفريق، بين مصابين ومرهقين بدنيًا. ويواجه فيريرا تحديًا مضاعفًا لتعويض هذا الكم الهائل من الغيابات، التي شملت ركائز أساسية وصفقات جديدة، مما يضع الجهاز الفني في اختبار حقيقي لقدراته على إدارة الموارد البشرية والفنية في ظل ضغط المباريات وتراكم الأحمال البدنية.
تؤكد مصادر داخل النادي أن الفريق يفتقد سبعة لاعبين دفعة واحدة لأسباب بدنية مختلفة، من بينهم ثلاثة عناصر من القوام الأساسي خضعوا لراحة إجبارية بسبب الإجهاد العضلي. وتكشف هذه الحالة عن أزمة أعمق تتعلق بكيفية إدارة الحمل البدني داخل الفريق، خاصة مع جدول مزدحم والتزامات محلية وقارية متلاحقة.
ويغيب عبد الله السعيد قائد الوسط المخضرم، ونبيل عماد “دونجا”، إلى جانب المغربي محمود بنتايك، بسبب الإجهاد العضلي. غياب هذا الثلاثي، وتحديدًا ثنائي الوسط، يشكل ضربة قوية للزمالك في أهم مناطق الملعب، حيث يعتمد الفريق عليهما في تنظيم الهجمات وبناء اللعب واستخلاص الكرة.
إراحة هؤلاء النجوم لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كخطوة استباقية من الجهاز الفني لتجنب تفاقم الإصابات وتحول الإجهاد إلى مشكلات عضلية طويلة الأمد قد تكلف الفريق كثيرًا في المستقبل القريب.

4 مصابين ببرنامج تأهيلي
أما قائمة المصابين فتضم 4 لاعبين يعانون من إصابات عضلية متفاوتة، إذ يواصل ناصر منسي ومحمد شحاتة التأهيل من إصابة في العضلة الخلفية، بينما يخضع عدي الدباغ لبرنامج علاجي من إصابة في العضلة الضامة، ويتلقى آدم كايد العلاج من إصابة في عضلة السمانة.
هذه الإصابات المتكررة، التي طالت لاعبين أساسيين وصفقات جديدة على حد سواء، تفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول طبيعة الإعداد البدني في الزمالك، ومدى جودة برامج التعافي والوقاية من الإصابات. فالإصابات العضلية المتشابهة (خلفية، ضامة، سمانة) تشير إلى أن الحمل البدني ربما تجاوز قدرة اللاعبين على الاستشفاء السليم.
وتؤثر هذه الغيابات مباشرة على منظومة الفريق، حيث تضعف خيارات فيريرا الهجومية في ظل غياب منسي والدباغ، كما تحد من قدرته على التحكم في منتصف الملعب بغياب شحاتة، وهو ما يفرض على الجهاز الفني الاعتماد على البدلاء والشباب لتعويض هذا النقص الكبير.
استبعاد فني يثير الجدل
ومن أبرز المفاجآت في قائمة الفريق، استبعاد الحارس مهدي سليمان لأسباب فنية، رغم كونه أحد الوافدين الجدد الذين تحمّل النادي تكلفة مالية كبيرة لضمهم.
هذا القرار يحمل دلالات واضحة بأن ضم سليمان لم يكن قائمًا على حاجة فنية ملحّة، خاصة في ظل وجود حارسين بارزين مثل محمد عواد ومحمد صبحي.
وبالتالي، يعكس هذا الاستبعاد مجددًا مشكلات إدارة الملف التعاقدي داخل النادي، إذ تسبب تكدس اللاعبين في مركز واحد دون حاجة فعلية إلى خلق عبء مالي إضافي دون مردود فني واضح.

اختبار العمق والبدلاء
سيخوض الزمالك المباراة محرومًا من خدمات أبرز صانعي اللعب (عبد الله السعيد)، وأهم لاعبي الارتكاز (دونجا وشحاتة)، إلى جانب غياب قوة هجومية مؤثرة متمثلة في منسي والدباغ.
هذه المعطيات تجعل مواجهة ديكيداها اختبارًا حقيقيًا لعمق قائمة الفريق، وقدرة فيريرا على توظيف اللاعبين الشباب والبدلاء بالشكل الأمثل لتعويض الغيابات، وإثبات أن الفريق لا يعتمد على أسماء بعينها بقدر اعتماده على منظومة متكاملة.
ورغم الظروف الصعبة، يدخل الزمالك اللقاء وهو يسعى لتصحيح مساره واستعادة توازنه عبر بوابة الكونفيدرالية، بعد بداية موسم متذبذبة محليًا. ويرى فيريرا أن البطولة القارية تمثل فرصة مثالية لإعادة الثقة للجماهير واستعادة الزخم المعنوي للفريق.
ويدير المباراة طاقم تحكيم إثيوبي بقيادة مانوهي ولديتساديك، ويعاونه تيمسجين صامويل أتانجو وأشبير تافيسي بيريسو، فيما يتولى إفرام دابيلي كابيتا مهمة الحكم الرابع. أما المراقب العام للمباراة فهو السوداني محمد أحمد سليمان، ويُشرف على التحكيم الجزائري مهدي عبيد.
العودة إلى الذكريات
تحمل المواجهة طابعًا خاصًا، إذ تعيد للأذهان آخر لقاء بين الفريقين في نسخة دوري أبطال أفريقيا 2019/2020، عندما حقق الزمالك فوزًا كاسحًا على ديكيداها بنتيجة (7-0) في الذهاب و(6-0) في الإياب، في مواجهتين أقيمتا بملعب برج العرب بالإسكندرية، بسبب عدم اعتماد الاتحاد الأفريقي ملاعب في الصومال آنذاك.
ورغم هذا التفوق التاريخي، شدد الجهاز الفني الأبيض على ضرورة احترام المنافس، مؤكدًا أن كرة القدم الأفريقية باتت مليئة بالمفاجآت، وأن الاستهانة بالخصم قد تكون مدخلًا لمعاناة غير متوقعة.
ويمتلك الزمالك سجلًا لافتًا في بطولة الكونفيدرالية، إذ تُوّج باللقب مرتين عامي 2019 و2024 على حساب نهضة بركان المغربي، ما يجعله أحد أبرز المرشحين دائمًا للمنافسة على البطولة.
ويأمل فيريرا وجهازه أن تكون مواجهة ديكيداها بداية رحلة جديدة نحو منصة التتويج القارية، خصوصًا أنها تُقام وسط دعم جماهيري متوقع في استاد القاهرة.