احتفل الهولندي فرينكي دي يونج بتجديد عقده مع برشلونة حتى عام 2029، مؤكداً سعادته البالغة بالاستمرار في النادي الكتالوني، الذي انضم إليه في صيف 2019 قادماً من أياكس أمستردام مقابل 75 مليون يورو.
هذه الخطوة تأتي لتؤكد ولاء فرينكي دي يونج صاحب الـ28 عامًا وإيمانه بالمشروع الرياضي للنادي، رغم الظروف المالية الصعبة التي مر بها برشلونة في السنوات الماضية.
وفي مقابلة مع صحيفة “إلباييس“، أعرب دي يونج عن مشاعره تجاه الاستمرار مع الفريق، قائلاً: “كنت دائماً واضحاً في رغبتي بالبقاء في برشلونة. أنا سعيد هنا، مع الفريق ومع اللعب لهذا النادي. كانت هناك فترة من الضغط، وأخرى أراد فيها بعض الأشخاص في النادي بيعي للحصول على المال، وكنت أتفهم ذلك جزئياً لأنني كنت أمتلك سوقاً جيداً، لكن رغبتي في البقاء كانت أقوى. كنت واثقاً من أنني إذا كنت في حالة جيدة سألعب، ولهذا لم أشعر بالخوف أبداً. عندما يكون لديك عقد وتقرر البقاء، فإنك تبقى، وهذا ما فعلته”.
وأشار إلى أنه كان يدرك حجم التحديات المالية للنادي، لكنه تمسك بخياره، مؤكدًا أن قراره بالبقاء جاء نتيجة لإيمانه بقدرته على النجاح والاستمرار في الفريق.
وتطرق دي يونج إلى وضع الحارس الألماني مارك تير شتيجن، مضيفًا: “أحياناً قد تصبح الأمور معقدة. لو كنت في حالة جيدة والمدرب لم يمنحني فرصة اللعب، كنت سأرحل، لأنني أريد أن ألعب كرة القدم”.
موقفه من الإعلام والانتقادات
وعن الانتقادات التي يواجهها بعض اللاعبين بسبب قلة التواصل الإعلامي، أكد دي يونج أنه يفضل الشفافية والعيش بسلام بعيداً عن التلاعب الإعلامي: “لا أريد تكوين صداقات في الصحافة لتقول عني أشياء جيدة أو لتدافع عني دائماً. إذا لعبت بشكل سيئ فليقولوا ذلك، وإذا لعبت جيداً فليقولوه أيضاً”.
وتحدث دي يونج بفخر عن تقدير زملائه الكبار، مثل ليونيل ميسي، قائلاً: “صحيح أن العديد من الزملاء والمدربين قالوا إنني لاعب مظلوم إعلامياً. ميسي قال لي ذلك يوماً أثناء الإفطار، جاء إليّ وقال: (أنت رائع). لكنني لا أحب الحديث كثيراً عن هذا، لأن ليو لا يحب أن تُكشف الأحاديث الخاصة”.
أسلوب لعب مميز وشخصية ناضجة
وعن أسلوب لعبه، أوضح اللاعب الهولندي: “من الصعب تقييم أدائي لأنني لا أسجل كثيراً ولا أقدم الكثير من التمريرات الحاسمة. الناس اليوم تهتم كثيراً بالأرقام، لكنني أستحوذ على الكرة كثيراً وأحياناً أحتفظ بها أكثر من غيري. لا ألعب دائماً بلمسة أو لمستين، فالأمر يعتمد على الموقف”.
أما بالنسبة للانتقادات التي لاحقته حول شخصية غرفة الملابس، فقد علق قائلاً: “الناس تظن أن القائد هو من يصرخ كثيراً أو يغضب أو يوبخ زملاءه، لكنني أعتقد أن أصحاب الشخصية الحقيقية هم من يتمسكون بقيمهم ويساعدون زملاءهم بصدق. لا تحتاج إلى الصراخ كي تقود، بل العكس، إذا صرخت كثيراً سيتوقف الآخرون عن الاستماع إليك. الذكاء الحقيقي هو معرفة متى تتحدث”.
وأشاد دي يونج بمدربه الألماني هانز فليك، موضحاً تأثيره الكبير على الفريق: “فليك يملك شخصية قوية. هو واضح جداً وقريب من اللاعبين ولطيف، لكنه في الوقت نفسه حازم: إذا لم تفعل ما يجب، فلن تلعب. أراه بين المدرب المتدخل والمدير. تكتيكياً علينا تنفيذ أفكاره لأنها واضحة جداً وتشبه أسلوبنا، لكن لدينا حرية داخل النظام لإظهار قدراتنا. هناك حرية، ولكن ضمن نظام منظم، وهذا ما يجعل برشلونة فريقاً ممتعاً: كل لاعب لديه مساحة للتعبير عن نفسه داخل الملعب”.

الركيزة الأساسية لمشروع برشلونة
من جانبه، يرى المدرب فليك في دي يونج لاعبًا يجمع بين الذكاء التكتيكي والهدوء تحت الضغط، بالإضافة إلى القدرة على كسر خطوط الخصم بتمريرات دقيقة من العمق. هذه الصفات جعلت الهولندي أحد أكثر اللاعبين اتساقاً في الأداء خلال الموسم الحالي، على الرغم من بعض الإصابات التي عانى منها في بداية العام الماضي.
ولم يخفِ المدير الرياضي لنادي برشلونة، ديكو، دعمه الكامل لبقاء دي يونج في صفوف الفريق، حيث قال في تصريح سابق لصحيفة “موندو ديبورتيفو”: “فرينكي دي يونج لاعب أساسي في مشروعنا الرياضي، ليس فقط بسبب مستواه الفني، بل أيضًا لأنه يجسد القيم التي نريدها في برشلونة من التزام واحترافية وشخصية قيادية في غرفة الملابس”.
رسالة ثقة متبادلة
تجديد عقد دي يونج حتى 2029 يُعد رسالة واضحة من الطرفين؛ النادي يؤكد تمسكه بلاعبه المحوري، واللاعب بدوره يعلن ولاءه الكامل للنادي الذي راهن عليه منذ انتقاله من أياكس أمستردام.
وكانت علاقة اللاعب مع برشلونة قد مرت بلحظات من الشك، خاصة في صيف 2022، حين حاول النادي بيعه لتخفيف الأعباء المالية. لكن إصرار دي يونج على البقاء وثقته في قدرته على النجاح جعلاه يتجاوز تلك المرحلة الصعبة ليصبح رمزًا للاستقرار الرياضي داخل الفريق.
ويستعد دي يونج لدخول عامه التاسع والعشرين في 12 مايو/أيار المقبل، ليعيش واحدة من أكثر فتراته نضجًا على المستويين الفني والشخصي. فهو يجمع بين الخبرة الأوروبية التي اكتسبها من سنوات اللعب على أعلى مستوى، والحماس الذي لا يزال يدفعه لتطوير نفسه باستمرار.