حسم نادي النصر السعودي، موقفه من مشاركة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، في مباراة جوا الهندي، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2.
ويحل النصر، ضيفًا على جوا، الأربعاء المقبل، على ملعب فاتوردا بالهند، في الجولة الثالثة من مرحلة دور المجموعات ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2.
موقف رونالدو من مباراة جوا
قالت صحيفة “الرياضية” إن نادي جوا طلب من النصر، التأكيد على مرافقة رونالدو لبعثة الفريق المسافرة إلى مارجاو بالهند لخوض المباراة.
غير أن رافي بوسكور، الرئيس التنفيذي للنادي الهندي، أكد في تصريحات للصحيفة ذاتها أن النصر تجاهل هذا الطلب الذي تقدم به.
وأشار بوسكور في تصريحات سابقة، إلى أن بعثة النصر ستضم 85 فردًا، حيث حصل النادي السعودي على تأشيرات لجميع لاعبيه، بما فيهم رونالدو، غير أنه أكد أن ذلك لا يعني أنه سيرافق البعثة.
وأكد رئيس جوا أن المباراة ستكون الأكبر في تاريخ كرة القدم الهندية، إذا حضر رونالدو مع فريق النصر، مشيرًا إلى أن هناك رعايات وإعلانات جاهزة للتوقيع، فور تأكيد حضور النجم البرتغالي.
وكان البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للنصر، قد قرر استبعاد رونالدو من جميع مباريات “العالمي” في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا 2، من أجل منحه الراحة الكافية طوال الموسم.
وبناء على ذلك، تغيب “الدون” عن أول مباراتين للفريق السعودي في دوري أبطال آسيا 2، ضد كل من استقلال دوشنبه الطاجيكي، والزوراء العراقي.
AFP
موسم مميز
يقدم كريستيانو رونالدو، مستويات مميزة مع النصر منذ بداية الموسم الحالي، حيث أسهم في 6 أهداف خلال 6 مباريات شارك فيها، حيث سجل 5 أهداف وصنع آخر.
وقاد “الدون” فريقه للتأهل إلى نهائي السوبر السعودي، بعدما صنع هدفًا في الفوز على الاتحاد 2-1، بنصف النهائي، كما سجل هدفًا في المباراة النهائية ضد الأهلي، قبل خسارة اللقب بركلات الترجيح.
كما شارك النجم البرتغالي في 4 مباريات أخرى بالدوري السعودي، سجل خلالها 4 أهداف، ولم يفشل في التسجيل سوى في مباراة وحيدة ضد الخلود بالجولة الثانية.
هذا التألق ظهر أيضًا مع منتخب البرتغال، حيث سجل رونالدو 5 أهداف في 4 مباريات شارك فيها معه تحت قيادة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز.
ولم يفشل “الدون” في التسجيل مع منتخب البرتغال خلال الموسم الحالي سوى في مباراة وحيدة، ضد منتخب أيرلندا، بالجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026 عن قارة أوروبا.
عرش تاريخي جديد
لكن رونالدو عاد وسجل هدفين في التعادل مع المجر بنتيجة 2-2 الثلاثاء الماضي، في الجولة الرابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال، ليحقق رقمًا قياسيًا جديدًا.
وسجل رونالدو، الهدف الأول من صناعة نيلسون سيميدو في الدقيقة 22، فيما أضاف الثاني بالدقيقة (45+3) بعد تمريرة من نونو مينديز.
الهدف الأول لرونالدو، منحه فرصة الوصول إلى 40 هدفا في التصفيات المؤهلة للمونديال، ليفض الشراكة مع الجواتيمالي كارلوس رويز (39).
وأصبح “الدون” الهداف التاريخي لتصفيات المونديال برصيد 41 هدفا بعد تسجيله الهدف الثاني.
وابتعد رونالدو عن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، صاحب المركز الثالث، بفارق 4 أهداف، ومن خلفه الإيراني علي دائي (35) والبولندي روبرت ليفاندوفسكي (33) هدفا.
ملك كرة القدم
يُعد رونالدو، ظاهرة فريدة في عالم كرة القدم، ليس فقط بفضل موهبته الاستثنائية واستمراره في القمة لعقود، بل أيضا بسبب الكم الهائل من الأرقام القياسية التي حققها على صعيد المنتخبات الوطنية مع منتخب البرتغال.
فقد تجاوزت إنجازاته، كل الحدود، ليصبح اسمه مرتبطا بتاريخ كرة القدم العالمية من أوسع أبوابه.
ويُعتبر رونالدو، الهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية برصيد 143 هدفا دوليا، متفوقا بذلك على كل من سبقه من أساطير اللعبة.
وبدأ “الدون” رحلته مع منتخب البرتغال في عام 2003، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن تحطيم الأرقام، فسجّل في جميع البطولات الكبرى تقريبا، من كأس العالم إلى كأس الأمم الأوروبية.
كما يُعد رونالدو، اللاعب الأكثر مشاركة في المباريات الدولية في تاريخ كرة القدم، بعد أن تجاوز حاجز 210 مباريات بقميص منتخب بلاده، وهو رقم يعكس مدى التزامه وحرصه على خدمة “برازيل أوروبا” طوال أكثر من عقدين.
وقد ساهم بشكل مباشر في الإنجازات التاريخية لبلاده، أبرزها التتويج بلقب يورو 2016 في فرنسا، ودوري الأمم الأوروبية 2019 و2025.
ولا تتوقف أرقامه عند التهديف والمشاركات، إذ يحمل أيضا رقما قياسيا كأكثر من سجل “هاتريك” في المباريات الدولية، وأحد أكثر اللاعبين تسجيلا من الركلات الحرة على مستوى المنتخبات.
كما يُعرف بقدرته على التسجيل ضد مختلف المنافسين، إذ أحرز أهدافا في شباك أكثر من 45 منتخبا حول العالم.
ولا شك أن مسيرة رونالدو الدولية، تجسد روح المثابرة والإصرار، فحتى مع تقدمه في السن، لا يزال يحافظ على مستواه العالي ويقود منتخب بلاده بكل شغف.
أرقامه القياسية ليست مجرد أعداد، بل دليل على عقلية الفوز التي تميّزه، وعلى حبّه الكبير لتمثيل وطنه.
وبغضّ النظر عن من سيتفوّق عليه مستقبلا، فإن إرث رونالدو سيبقى راسخا في تاريخ كرة القدم كأعظم هداف وأحد أبرز القادة في تاريخ المنتخبات الوطنية.