استعاد الهلال لمحات من التألق، وحقق انتصارا بنتيجة كبيرة، ليفتح صفحة من دفاتره القديمة التي اعتاد فيها أن يمطر شباك منافسيه بوابل من الأهداف.
الهلال فاز على مضيفه الاتفاق 5-0 ليكون الزعيم ضيفا ثقيلا بحق، ويحقق الانتصار الرسمي الأكبر تحت قيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي.
فاز الهلال بخماسية دون رد على الاتفاق واستعاد ذكريات الخماسيات التي كانت حاضرة بقوة في عهد مدربه السابق البرتغالي جورجي جيسوس، والذي رحل في الأمتار الأخيرة من الموسم المنقضي، بسبب الإخفاق في الوصول لنهائي بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة والخسارة من الأهلي.
وتعود آخر خماسية نظيفة سجلها الهلال إلى ما قبل 280 يوما تلك التي كانت في شباك العروبة يوم 11 يناير 2025، وبعد أيام قليلة من خسارة الأزرق بقيادة جيسوس ضد الاتحاد بركلات الترجيح في دور الثمانية لكأس خادم الحرمين الشريفين.
لكن الخماسيات ظلت حاضرة بشكل عام في موسم الهلال، فقد فاز الزعيم 5-3 على الرائد تحت قيادة المدرب المؤقت محمد الشلهوب يوم 7 مايو الماضي بالدوري.
كذلك فاز الهلال على الخلود 5-1 في نهاية فبراير الماضي بالدوري، لكن لم يخرج الزعيم بشباك نظيفة مثلما هو الحال اليوم ضد الاتفاق، إذ كان ياسين بونو بمثابة ضيف شرف.
مئوية أولى
وفي ليلة استثنائية للهلال، كان المغربي ياسين بونو على موعد مع حدث استثنائي بتسجيل مشاركته رقم 100 مع الفريق الذي انتقل إليه في صيف 2023 قادما من إشبيلية الإسباني.
الحارس الأمين الذي قاد الهلال لتحقيق أكثر من لقب في السنوات القليلة الماضية، عزز رقمه في الشباك النظيفة أيضا كأكثر حارس أجنبي مع الزعيم حافظ على نظافة شباك، وذلك في 38 مباراة.
فلسفة إنزاجي
وإذا كان إنزاجي ينحدر من مدرسة يخيم عليها الطابع الدفاعي، فإن المدير الفني السابق لإنتر ميلان لم ينجح الهلال تحت قيادته في الحفاظ على نظافة شباكه منذ بداية الموسم سوى مرتين فقط، وكلاهما أمام منافسين ليسوا على قدر كبير من القوة.
وقبل مباراة اليوم ضد الاتفاق، حافظ الهلال على نظافة شباكه ضد الرياض في الأسبوع الأول من الدوري في الفوز 2-0، وكذلك ضد العدالة “1-0” بدور الـ32 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وبمرور الوقت اكتسب الهلال صلابة دفاعية أكبر، خاصة مع مواصلة التعويل على ثنائية حسان تمبكتي وكاليدو كوليبالي.
الدوسري يغيب
ما يزال الغموض يحيط بموعد عودة سالم الدوسري، قائد الهلال، إلى المباريات، بعد الإصابة التي تعرض لها مؤخرًا، والتي تسببت في غيابه عن مباراة الاتفاق.
وأفادت تقارير صحفية في وقت سابق بأن سالم الدوسري سيغيب عن الهلال، عندما يحل ضيفًا على الاتفاق، اليوم السبت، على ملعب إيجو بالدمام، في الجولة الخامسة من منافسات الدوري السعودي، بسبب الإصابة.
من جهتها، كشفت صحيفة “الرياضية” عن احتمالية غياب قائد الهلال عن مباراة أخرى للفريق، عندما يستضيف السد، يوم الثلاثاء المقبل، على ملعب المملكة أرينا، في الجولة الثالثة من مرحلة الدوري ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة.
وأوضحت الصحيفة أن الدوسري خضع لفحص مبدئي، لم يُظهر موقفه من المشاركة في موقعة السد، وسيخضع لاختبار طبي، غدًا الأحد، من أجل تحديد مدى قدرته على المشاركة في المباراة، في ظل استمرار معاناته من الإصابة.
إصابة قديمة
تعرض الدوسري للإصابة خلال قيادة المنتخب السعودي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، عقب تصدر مجموعته الثانية في الملحق الآسيوي برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف المسجلة أمام المنتخب العراقي صاحب المركز الثاني.
وفاز المنتخب السعودي على إندونيسيا 3-2، ثم تعادل مع العراق سلبيًا، في مباراتين شهدتا مشاركة سالم الدوسري بشكل أساسي، ليستفيد من فوز “أسود الرافدين” على إندونيسيا بهدف وحيد، ويتأهل على حسابه للمونديال.
وقالت بعض التقارير الصحفية إن “التورنيدو” شارك في المباراتين رغم أنه كان يعاني من الإصابة، وهو ما أكده اللاعب، الأربعاء الماضي، خلال المؤتمر الصحفي قبل حفل جوائز الأفضل في آسيا، الخميس.
وقال الدوسري ردًا على هذا الأمر “بحكم أنني قائد المنتخب، يجب أن أتحمل كامل المسؤولية، ومن الواجب علي أن أبذل كامل طاقتي داخل الملعب”.
غياب مؤثر
غياب الدوسري عن مباراة الاتفاق، وكذلك السد إن حدث، سيكون مؤثرًا على الهلال، ومدربه الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي يعتمد عليه بشكل أساسي منذ وصوله إلى ملعب المملكة أرينا في يونيو/ حزيران الماضي.
ومنذ وصول إنزاجي، شارك سالم الدوسري في 9 مباريات مع الهلال، سجل خلالها هدفًا وحيدًا، وصنع 3 أهداف.
ولم يغب “التورنيدو” سوى عن 3 مباريات، ضد مانشستر سيتي وفلومينينسي في ثمن وربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، وناساف الأوزبكي في الجولة الثانية من مرحلة الدوري ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، وجميعها بسبب الإصابة.
حتى خلال مواجهة العدالة، في دور 32 من كأس خادم الحرمين الشريفين، شارك سالم الدوسري كبديل في الدقائق الأخيرة، رغم إراحة معظم العناصر الأساسية.
بدائل الدوسري
يضطر إنزاجي إلى بعض الحلول من أجل تعويض سالم الدوسري، أبرزها الاعتماد على بديله بشكل مباشر، وهو محمد القحطاني.
كما يمكن أن يعتمد المدرب الإيطالي، على الجناح البرازيلي مالكوم بدلًا منه في مركز الجناح الأيسر، بعد تعافيه من الإصابة التي لحقت به مؤخرًا، مع إشراك البرازيلي الآخر كايو سيزار في مركز الجناح الأيمن.
وقد يلجأ إنزاجي إلى حل مبتكر، من خلال الاعتماد على الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز كجناح أيسر، مع الدفع بمتعب الحربي كظهير أيسر، أو اللعب بثلاثي في قلب الدفاع، لمنح ثيو فرصة الهجوم بشكل أكبر.