النجم الإسباني الشاب منح فريقه الإضافة بعد دخوله بديلًا أمام جيرونا
يتميّز فيرمين لوبيز، نجم برشلونة، بالحيوية والإبداع، إذ يجسد نموذج اللاعب الذي يمنح كرة القدم مساحتها الواسعة لتحتضن كل الأنماط، ما دامت تقدم الإضافة.
ووفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن هناك مدربين يفضلون اللاعبين الذين يجيدون “العمل القذر” أو غير المرئي، لكن فيرمين ليس من هذا النوع؛ فكل ما يفعله يُلاحظ فورًا على أرض الملعب، ولم يكن لقاء جيرونا استثناءً من ذلك.
“شيء مختلف”
وأشارت الصحيفة إلى أن دخول فيرمين بعد الاستراحة، كان بمثابة جرعة حياة أعادت برشلونة إلى أجواء المنافسة، بعد أن سيطر عليه نوع من الرتابة المتزايدة، إذ بدا واضحًا أن الفريق بحاجة إلى “شيء مختلف”، وسرعان ما أدرك جمهور ملعب مونتجويك، والخصم نفسه، وحتى لاعبو برشلونة، التأثير الفوري لوجوده.
فخلال دقائق معدودة، سدد فيرمين لوبيز ثلاث كرات، إحداها اصطدمت بالقائم، رغم أنه انطلق من الجهة اليسرى.
وأبرزت الصحيفة أن تأثيره لم يتوقف عند الجانب الهجومي، بل تجاوزه إلى بث روح التحدي وعدم الاستسلام داخل الفريق. ورغم أن دقته في مواجهة جيرونا تراجعت نسبيًا، إلا أن حضوره وحده أضفى طابعًا من الحماس والتمرد الإيجابي، الذي ساعد برشلونة على الخروج من المأزق.
وهذه المرة، بخلاف مباريات أخرى، خصوصًا تلك الكبيرة أو التي يضطر فيها الفريق للعودة من التأخر، لم يكن لفيرمين تأثير مباشر في الانتصار المثير، الذي وقّعه رونالد أراوخو (2-1)، لكنه لعب دورًا روحيًا محفزًا وداعمًا للإيمان بقدرة الفريق على الفوز.
وليس من المستغرب أن نادي تشيلسي حاول ضمه في الصيف الماضي، إذ لم يسعَ بطل كأس العالم خلف أي لاعب آخر، ما يؤكد القيمة الفنية الكبيرة التي يتمتع بها فيرمين لوبيز.
وعاد لوبيز إلى اللعب بعد تعافيه من إصابة في العضلة القطنية اليمنى، تعرّض لها خلال مواجهة خيتافي.
وبطريقته المعتادة التي لا تعرف التدرج أو اللعب بنصف الجهد، استأنف الأداء من حيث توقف، ليواصل تقديم لمحات الإبداع والحماس التي تميّزه.
سيناريو المباراة
رفض الفريقان اللعب في أول 15 ثانية من اللقاء، تضامنًا مع الاحتجاجات ضد “خطة ميامي”، لتتعالى بعدها صافرات جماهير مونتجويك مع انطلاق المواجهة رسميًا.
وسيطر برشلونة على مجريات اللعب منذ البداية، بتحركات نشطة من لامين يامال في الجهة اليمنى، وماركوس راشفورد في العمق، بينما تمركز جيرونا دفاعيًا بحثًا عن المرتدات.
وفي الدقيقة الثالثة، سدد ماركوس راشفورد ركلة حرة قوية تصدى لها الحارس جازانيجا بقبضتيه، تلتها محاولة خطيرة من لامين يامال في الدقيقة الرابعة، بعد مراوغة جميلة من أليكس مورينو، لكن تسديدته مرت بجوار القائم.
واستمر ضغط البلوجرانا وسط استحواذ كامل على الكرة، في حين حاول جيرونا الصمود أمام الموجات الهجومية المتتالية.
وفي الدقيقة 13، ترجم برشلونة تفوقه إلى هدف أول عبر بيدري بعد تبادل رائع مع يامال داخل المنطقة، لينهي النجم الشاب الهجمة بتسديدة يسارية ساحرة اصطدمت بالقائم ودخلت الشباك، معلنة تقدم أصحاب الأرض وسط فرحة جماهيرية كبيرة.
ولم يتراجع برشلونة بعد الهدف، بل واصل ضغطه عبر محاولات راشفورد ويامال، غير أن دفاع جيرونا بقي متماسكًا.
خلفية مزدوجة
ومع الدقيقة 20، انقلبت الأمور عندما أعاد أكسيل فيتسل المباراة إلى نقطة البداية، بهدف رائع من ضربة خلفية مزدوجة، بعد تمريرة رأسية من أرناو مارتينيز، ليصمت ملعب مونتجويك تمامًا.
عقب التعادل، سيطر جيرونا على فترات طويلة من الشوط الأول، وصنع فرصًا محققة للتقدم، حيث تصدى الحارس تشيزني في الدقيقة 22 لانفراد صريح من فانات، وبعدها بدقيقة ارتطمت كرة بورتو بالقائم الأيمن لتضيع فرصة التقدم.
ورد برشلونة في الدقيقة 25 بمحاولة خطيرة من فرينكي دي يونج، الذي سدد كرة قوية تصدى لها الحارس جازانيجا ببراعة، قبل أن يعود ماركوس راشفورد بتسديدة من ركلة حرة في الدقيقة 28 ارتطمت بالعارضة، لتضيع فرصة التقدم مجددًا.
وتواصلت الإثارة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، حيث أضاع برايان خيل وفيتسل فرصتين محققتين أمام مرمى برشلونة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي (1-1) بعد أداء مفتوح من الطرفين.
الشوط الثاني
ومع بداية الشوط الثاني، دفع المدرب الألماني هانز فليك بعدة تغييرات هجومية بحثًا عن التفوق، أبرزها دخول فيرمين لوبيز الذي كاد أن يسجل بعد دقيقتين فقط، بتسديدة قوية ارتطمت بالقائم في الدقيقة 51.
في المقابل، واصل الحارس جازانيجا تألقه بتصديات متتالية أمام تسديدات لامين يامال وماركوس راشفورد، كما ألغى الحكم خيل مانزانو هدفًا لصالح برشلونة في الدقيقة 60 بداعي وجود مخالفة على إريك جارسيا، قبل أن يسدد باو كوبارسي الكرة في الشباك.
ولم تهدأ وتيرة اللقاء، ففي الدقيقة 64 أهدر ماركوس راشفورد فرصة لا تُصدق أمام مرمى جيرونا، ثم عاد الحارس جازانيجا ليمنع هدفًا مؤكدًا للبارسا، بتصديه لتسديدة قوية من النجم الإنجليزي في الدقيقة 65.
ورد جيرونا بمحاولة خطيرة عبر جويل روكا في الدقيقة 67، لكن الحارس تشيزني أنقذ الموقف مجددًا، فيما طالب لاعبو برشلونة باحتساب ركلة جزاء في الدقيقة 70، بعد سقوط راشفورد داخل المنطقة، إلا أن الحكم رفض احتسابها رغم احتجاجات فليك الغاضبة.
وحين ظن الجميع أن المباراة تتجه إلى التعادل الإيجابي (1-1)، جاءت اللحظة التي قلبت المشهد رأسًا على عقب، ففي الدقيقة 93 أرسل فرينكي دي يونج كرة عرضية متقنة داخل المنطقة، ارتقى لها رونالد أراوخو ووضعها برأسية قوية في شباك جيرونا، ليُشعل جنون الجماهير في مدرجات مونتجويك.